مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 22-05-2012, 12:53   #6
يعرُب
 

رد : أيام مع الأفغان .!




5

جلسة بعد إفطار ..

حينما نشعر بأن الشمس قد بدأت تنشر حرارتها ، تكون لنا رغبة في التجول في طرقات المدينة ، ممتعة في يوم شتوي بارد مع وجود للشمس .
تركت صالة الطعام وفي الممر الذي يفصلها عن بقية الغرف تصادمت مع صديقي في الثانوية ابودجانة ، هكذا كان اسمه هناك ثلاث سنوات تلازمنا فيها خلال الثانوية وهنا نحن الآن نلتقي في بلد بعيد عن الديار ، لم يتوقع كل منّا أن يكون قدرنا أن نلتقي هنا بدون سابق موعد أوخيار أو حتى مجرد تفكير في ذلك .

الشوق يقتلنا لأيام مضت تحدثنا وتحدثنا وبين الأحاديث نجدد العناق ، سألني ما هي مشاريعك ؟ أخبرته بعد ساعات سوف ننطلق إلى المعسكر .. ضحكة مكر أعرفها من تلك الأيام ترتسم على ملامحه .. سألته ما بك ؟ واني لأعرف أن خلف هذه الضحكات الشيء الكثير .. قال نعم هل تبحث عن مغامرة صغيرة وقصيرة ؟ ، لن نتأخر كلها أيام ونعود ، وصدقني لن يرحل المعسكر والجبهة كلها سوف تنتظرك ، حتى أن الشتاء يقتل الحركة داخل الجبهات ، ولا يوجد بها ما يجعلك تستعجل فالحال فيها هذه الأيام يختلف عن حرارة العمليات في الصيف .

أنا معك ولكن إلى أين ؟؟
لاهور يا عزيزي ، ففيها بنات سلفيات كثير ، نتزوج ونشعر بدفء الثقوب ، كما تعلم قد لا نرجع من الجبهة ونحن لم نتذوق طعم تلك الثقوب في الدنيا حتى نستطيع عمل مقارنة بما في الجنّة ، في هذه اللحظات تمكنت منّي الدنيا ، ورغبت فيها أكثر منأي وقت مضى .

ذهبت لمسئول المنزل وأخبرته أني راحل إلى رولبندي لمقابلة خالي فهناك اجتماع للتبليغيين وودي أشوف خالي الذي لم أراه منذ فترات طويلة وهي فرصة لأنه يعيش في الإمارات غير البلد الذي أنا أسكن فيه ، اخبرني أنني صاحب القرار دائماً .

انطلقنا نحو لاهور وبدينا رحلة البحث عن زوجة أنا وصاحبي ، لا نعرف من الزواج إلا ما يفعله بالليل أغلب الأزواج ، وبحث عن ثقوب تحمل الدفء ، هكذا هي نظرتنا للزواج . وبعد بحث مطول بين الإناث لم يرق لي شيء اعتقدت أني سوف أحصل عليه من فتاة، أخبرت صديقي أن ما نقوم به مشروع فاشل ، والسّمار يحيط بكل الأشياء حتى أجساد الإناث هناك في لاهور .

أشرت عليه أن نقوم بجولة إلى رولبندي نشاهد ما يفعله التبليغيون , قابلت خالي هناك الذي مرت فترة طويلة على آخر لقاء لنا ، طلب منّي أن اخرج معهم وأنها فرصة لتغبير أقدامي في سبيل الله .. أجبته يا خال بينكم وبين ساحات القتال كيلومترات فقط وتغبّرون أقدامكم هنا وتعتقدون أن هذا جهاداً ، جئت فقط أشوفك ولازم امشي الآن ..

تركنا المكان وعدنا إلى بيشاور مرة أخرى بعد أن قضينا تقريبا ثلاثة أيام من البحث عن زوجة ،
على الحال الذي رحلت كان كل شيء على ما هوعليه بسبب الأمطار فقد شلت الحركة في المنطقة التي نريد الذهاب لها وغالبية الطرق مقطوعة بسبب المياه.






التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس