مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 20-05-2012, 16:18   #2
يعرُب
 

رد : أيام مع الأفغان .!



2

أول مساء أعيشه بعيداً عن الديار ، بين طلبة عرب من جنسيات مختلفة أكثر شخص راق لي مدرس لغة عربية من الصومال ، على قدر كبير من الأخلاق ، درّس فترة في العراق ، يقول أكثر سؤال مرّ عليه هناك أين تقع الصومال ؟ يقول مللت من الجواب الحقيقي فقربت لهم المسافة أنها تقع خلف الكويت ، وهناك سؤال آخر أكثر غربة ، هل في الصومال سيارات كنت أخبرهم فقط سيارة الرئيس الصومالي وسيارة السفير العراقي ، رجل مثله تشتاق لملاقاته ، لا أتذكر اسمه ولا حتى شكله ، سنين طويلة قهرت فيها كل ذاكرة نملكها،

وهناك اثنين من الشباب الأردنيين كان أحدهم المسئول عن المكان ، له ترجع كل الأمور وآخر من سوريا ، تعب علينا ذات مرة وأطلق صيحة أنه لا يستطيع الصبر أكثر ، فقرر بعدها أن يتزوج جنّية ، وسعى في الأمر سألته بعد ذلك ماذا حصل ؟ قال شروطهم صعبة يريدون أن أشترك معهم في حرب ضد قبيلة أخرى من الجن من أجل أن أحصل على جنية منهم .

عشت أيام هناك وكانت أول جمعة تمر علي أخذت المصحف وذهبت لحديقة المنزل ، اقرأ سورة الكهف والشوق يقتلني لأهلي ، شعرت بضعفي وقتها .

مرت الأيام وبدأت أتأقلم على الجو وخرجت من عزلتي ، عشت حياتي التي أنا فيها هناك ، أجمل شيء التجول ومشاهدة المتضادات في نفس المكان والزمان ، فقر وغني وجوع وشبع وخيمة وقصر ومرض وصحة .. كل شيء متجاور هناك .

بعد زيارة الـ p i a أخبروني أن أول دورة سوف تبدأ بعد ثلاثة أشهر مدة طويلة أين وكيف أقضيها تركتها للأيام هي من تقرر .

الشباب في السكن شبه محافظ ، وقتها لم أكن أعرف التصنيفات ، فيما بعد عرفت أنهم مجموعة من الأخوان ، وأيضا فهمت أن من دلني عليهم ، كان يعرف أنني ربما أنحرف لو سكنت بمفردي ، وكأنه عارف بما في داخلي من رغبة في الانحراف ، الفتاة الباكستانية مخيفة بعد الولادة تختفي تقاسيم جسدها بعد أول مولود هكذا شاهدت النساء هناك .

حاصرتنا الانتخابات وقتها ، وحظر التجول كان يقتلنا فقط نخرج لشراء المستلزمات ومن ثم نعود ونمكث في المنزل بملل ، لا نعمل شيء سوى الحديث عن الزواج والرغبة في ذلك ، انتهت الأزمة بفوز بوتو في الانتخابات وعدنا نمارس حياتنا من جديد .

بجوارنا الجامعة وفيها الطلبة من العرب والعجم تعرفت على واحد تبليغي كنت اذهب في المساء أتعشى معه ، تقريبا كل ليلة لم يحدثني عن الخروج بشكل مفصل وحينما بدا يصف لي الخيمة التي تصعد في السماء على اثر ذكرهم ، أخبرته أن عقلي يرفض مثل هذا الشيء فغضب مني ، بعدها لم يجد لذة في صحبتي برغم أني كنت أنا دائماً من يدفع .

في تلك الأيام كان مقر سكننا محطة لمجموعة من الشباب العرب العائدين من جبهات القتال أحدهم ترك لي سديري والكوفية الأفغانية ، بعدها اقترح واحد منهم على أن اذهب هناك فالمدة المتبقية على الدورة طويلة وسوف أمل الجلسة هنا ، فكرت تلك الليلة في كلامه جيداً وفي الصباح وبعد الإفطار وقفت بين الشباب وأخبرتهم بقراري واني راحل إلى الجبهة .

حدث أمر غريب وهو بعد قراري وجدت أن هناك من يدعوني لطعام الغداء في منزله ، كان أحد الأساتذة في الجامعة وهو سوري ، كنت قد التقيت به عدة مرات في صلاة الجمعة وفي جلسات في الجامعة ، أخذني إلي منزلة واحد من الشباب معنا في السكن ، حدثني بحديث مطول عن الجهاد وسد نفسي حينما أخبرني أنه ربما تبتر يدي أو ساقي أو أفقد عيني أو أي جزء من جسدي وأصبح رجل عاجز ، لم أعرف ما هي مقاصده من ذلك في وقتها ولكن بعد مدة زمنية وأنا أستذكر كل الأحداث عرفت الكثير من الأمور ووضعت لها التفسيرات . أكلت طعامه ولم أفهم كثير من وراء كلامه .

وقررت أن اذهب للجبهة








التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس