مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 20-05-2012, 16:07   #1
يعرُب
 

أيام مع الأفغان .!



1

زمن من حياتي ..

لمصلحة من كان قتالنا ؟
هكذا سالت نفسي مراراً

وهكذا اعتقدت أنها في العقد الثلاثين سمراء البشرة تعامل ركاب الخطوط الكويتية بجلافة وتذمر ، كنت المسافر الوحيد العربي بين مجموعة من العجم على طائرة عربية .
جلست أمامي في المقعد المخصص للمضيفات وقبل أن تسألني ابتسمت
هل أنت عربي ؟
أشرت براسي أن نعم
استطردت بسؤال عن أحوال الطقس في مدينتي ، حاولت قطع ذلك الاستطراد بكلمة رطوبة مزعجة ، بعدها دخلنا في صمت عميق ، نراقب الظلام من خلال نوافذ لا نعلم على ماذا تُطل .

هبطنا في مطار الكويت ، في الكويت العاصمة ، ساعات من الانتظار حتى نواصل رحلتنا نحو كراتشي ، كنت وقتها عازم على دراسة الطيران هناك ، لا أتذكر من نصحني بذلك ، أو لعلي كنت أحسبها مادياً ، فهناك المعيشة أرخص بكثير من مكان آخر .

أول مرة أخرج فيها من جدة ، وقتها كنت في نهايات الـ18 سنة لا أعرف متعة السفر ، حفّظني صديق لي جملة واحدة " كيتنا روبية " ، أسال بها صاحب التاكسي ثم التزم الصمت حتى أوحي له أني أجيد لغتهم ،وكانت تعني كم السعر ، وبلغة الإشارة تفاهمنا على السعر أخبرته عن الحي الذي أريده " كولشن اقبال " منطقة يسكن بها عرب ، يدرسون في جامعة تدرس علوم الدين .

كانت وجهتي هناك ، وبعد بحث ليس بالطويل وصلنا إلى المكان الذي كنت أنشده , فيلا صغيرة متوسطة العمر يسكنها مجموعة من الطلبة العرب من جنسيات مختلفة , حصلت على استقبال جيد ، فيه بعض الشوق لبلاد العرب ورائحة الجزيرة

بدايات الغربة تحيط بي من أول الساعات وأنا مازلت احمل رائحة الوداع على جسدي ، خوف وليس للنوم مسلك نحو جفوني ، نومي سرقته الغربة من عيوني المرهقة ، إثر رحلة غريبة وتجربة جديدة في حياتي، تركت لنفسي حرية البحث عن ما يزيل التعب والإرهاق ، وجمدت عقلي من كل تفكير ، أراقب الأجساد من حولي وهي تتقلب بصمت وتأمل في ذلك المشهد عل نفسي تختار أن تحصل على ذلك، أجساد لا يربطني بها أي شيء سوى أنها تحمل دماء عربية حتى أني أشاهدها أول مرة وهي في موتتها الصغيرة ملامح ليس لها أي تعبيرات


هل ستختلف حينما تترك رُاقدها هذا ؟






التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس