[هاني درويش]

ما عشتُ حلماً واهماً كَسَرابِ= بل عشت ُرؤيا وانتضيت شبابي
فتفتحت بدعا ربوع هواجسي= وتليلكت بالخصب عجف روابي
وتعانقت انفاس وجدي والربى= فتلاقحت حور الرؤى وخوابي
وتحافلت كل الكروم وغيدقت= تهدي إلى الخمار من أعنابي
وصحوت فالرؤيا شعورٌنابضٌ=شعراً يدَغدِغُ شَفَّ حسِّ صحابي
وتكوكبت حولي الحسانُ لتستقي= مما اعتصرتُ وتهتدي بكتابي
أنا شاعر الحب الرَّصين ولم يكن=عشقي مثار مغَبَّةٍ وعذابِ
أهدي الذين يُضِلَّهمْ منْ أسسوا= لمقيتِ ما يقضي على الأحبابِ
سهدٌ وإدمانُ الشَّكاة وسيرةٌ = جعلت صروح العشق شلوَ خرابِ
ها جئتُ فارتقبوا مباهجَ أيكتي= لا دمعَ فيها غير دمعِ رغابِ
يهمي منَالأفراحٍ تعصف بالجوى= فتفزُّدمعا مُشعَلاً بِطِلابِ
فاءت إلى فيحائها كلُّ الظِّبا= وتأوَّدت تزهو بميعِ شبابِ
لم تصطدمْ أذُنٌ بصوتِ مَواجعٍ= أو يُقترفْ شكٌّ بِضِلِّ صوابِ
وغزالتي فاءت لحضنِ كُناسها= وترنَّمت نشوى بعبِّ رُضابي
وفرشت صدري ملعباً لبهائها= ومضيت ارسمُ فوقها إعجابي
قبلاً حميماتٍ وبوحَ أناملٍ = تحكي لغاتٍ ما انضوت بكتابِ
يا للوصالِ إذا احترمنا ذاتنا= كم يحتفي قُدْسِيَّهُ محرابي