مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 24-09-2011, 03:20   #1
فـريده
عضو شعبيات
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ فـريده
 

المعاقة عاطفياً .

أريد أن أموت وحيدة لا يتردّى بعدي صديق , ولا يحنّ اليّ الشجر . وحين أموت لن أكتفي فسأعيش في الموت موتٌ آخر .
كم عاشق سيبكي لأجلي ؟ وكم من أنثى ستصفّق للقدر ؟
قد يبدو التفكير والسؤال عن الموت مريحاً بعد كل ماعانيته جرّاء أزمة فقد لا تنوي الزوال وتجرّني لأراضي التقشف عنوة , هذا ما أريد الحديث عنه حتى النهاية . أن أقول للعالم أنني لم أكن أغني بل كنت أصرخ حين علا صوتي , و أنني لم أكن أرقص حين اتقنت الدوران بل كنت أهوى الى القاع . ويا هذا العالم أنا لم أصبح أنثى بحملة انتخاب ناجحة أو سرقة مشتركة . فأنا مثلك تماماً لا أعرف كيف يفكّر القدر !
لقد وقفت كثيراً على جانب الطريق انتظر شخصاً يوصلني الى وجهتي التي لا أعلم لكن لم يتوقف أحد لأنني لا أشير لهم أبداً . فلم أبحث عن شيء أعلم أنني لن أجده ؟ حتى حين وجدت صديقاً حقيقياً أجبرني على الضحك حتى ظهرت أسناني السفلية التي لا أحب انزلني عند أول محطة . تركني للمرتحلة . لرجال الليل . لأيام لا تعبرها الدقائق . دون أن يحرر على ورقة وداعاً أكثر بؤساً من الهجر علانية , على مرأىً من الله ! لقد تركني دون أن يستئذن قلبي , أرخى قبضته على يديّ وتلاشى في حين أنها المرة الوحيدة التي لم أتوقّع الخيبة .
كم مرة عليّ أن أحبك حتى لا أتوقف عن الكتابة ؟ لقد حولتني الى تلك المعاقة عاطفياً حتى لم يعد بإمكاني ممارسة حقوقي مع أصدقاء آخرين , ماذا يمكن لرحيلك فعله أكثر من هذا ؟ لقد شوّهت وجه ذاكرتي , أرهقت أرقي ووصفتني بغيابك بالخاسرة .
اعتقدت أني سأعيدك لدائرة الحُب بعد أن أبعث اليك رسالة طويلة مفادها أن فقدك اختزل أفكاري فأصبحت عقيم , ونسيت أن لك صديقة أخرى لها فساتين لا تملك ضمير . لقد مددت صديقتك جسراً أعبر عليه من ضفتك وأقسمت ألا أراك مجدداً حتى التقينا في سجن الحكايات متّهمين بشبهه لمحاولات قتل فاشلة .. للذاكرة !
أن أنساك يعني أن أُعلن انهزامي , يعني أن لا أعود لكتابة الأغاني , يعني أن أتوقف عن التصرف كإمرأة وأن أقرّ بسوء تغذيتي العاطفية . يعني ألا تصبح الوجه الذي يشد ذاكرتي ويمنعها من الترهل , ألا تكون مضاداً لحزنٍ يصيبني . لا أريد أن أشتري قميص لا أتخيّل ماسيكون رأيك فيه أولاً , لا أريد كتابة شيء أعلم أني لن أحظى من أجله بقُبلة على الجبين تبيت الى جوارها جوارحي هادئة , وأخبرني بربّك كيف ؟ كيف سأخفي الضرر الذي ألحقه غيابك بي ؟ كم نسيجاً للكذب عليّ زرعه على وجهي ؟ وكم سؤالاً نافق سأصطاده بعد ؟
هذا ما أعتقده , لعمري أنك تذكرني كلما رأيت امرأة ترتدي الحقائب المقلّدة , كلّما رأيت واحدة تسرّح شعرها بإتجاه عقارب الساعة , وكلّما حافظت احداهن على ميثاق حبٌ كُتب على الهواء .
كلما قتل الرجال من النساء وأنجبت النساء من الرجال .

التوقيع:
ثمة ظلٌ يلحقني لا أقصد ظلي !
فـريده غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس