الموضوع: فَهُوَ الهوى
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 12-05-2011, 08:34   #1
هاني درويش
شــاعر
 

فَهُوَ الهوى

فهوَ الهوى



هيَ الحياةُ
وأسْفَرَتْ وجهَ الرِّضىْ؟
لِتَجودَ مُنْفَرَجاً تَرَقَّبَهُ الحَيارىْ ؟
أمْ أنَّهُ قَدَريْ؟
وَليسَ تَصادُفاً
ذاتَ التَقَينا،
فانجَلى ليليْ نَهارا؟

فَهوَ الهوىْ،
كالبَرْقِ فَجْاةُ ساطِعٍ
يَهمي الصَّواعِقَ،
إنَّما يُنْميْ ازدِهارا

لُغَةُ ازدهاريْ أفْصَحَتنيْ،
فابتِهاجاتيْ
تُعَرِّينيْ اغتِباطاً
لا يُدارىْ

والكِبرِياءُ تَحاسَرَتْ
في الدهشَةِ القُصوى
لِعِشقٍ هَبَّ
يَعْصُفُني ابتِدارا

ما أبأسَ الرَّجُلَ المُجَلْبَبَ باحتشام ٍ مُحْبِطٍ
يُضنيهِ ،
لم يعرف قَرارا

يُخفي وراءَ رَزانةٍ
شَوْهاءَ
مَمْقوتَ العُصابِ ،
ويَجرَعُ الرَّغَباتِ قارا

وَيَلِصُّ نشوَتَهُ
عصابيَّ الفِصام ِ ،
ويرجُمُ العُشَّاقَ
والعشقَ
افتِقارا

لكنَّها أنتِ
التي اكتَسَحَتْ أنوثَتُها افتِقاراتيْ،
وأحْكَمَتِ الحِصارا

وطَغى حُضورُكِ
بافتِتاناتِ الهوى
فَتَسامَقَ الإنسانُ مُنْتَبهاً ،
وثارا

مُتَقَحِّماً،
مُتَجَشِّماً عبءَ الهوى
بادَرْتْ في شَغَفٍ،
ولم أخشَ الغِمارا

وَدَخلتُ فردوسَ الحماقاتِ الحَميمَةِ ،
اقتفي البهَجاتِ
هاجرتُ الوقارا

فَرَقصتُ كالأطفالِ
في عيدٍ بَهيج ٍ ،
يهزجونَ
وليسَ يخشون الكِبارا

رَقَصَ المَدىْ حولي،
وعانقتُ المَوا ئِدَ
والكؤوسَ
كأنَّ بيْ هَرَجُ السَّكارى

وَهَربتُ من جَدِّيَّتيْ،
أزرَيتُ أزْ ياءَ احْتِشاميْ،
والتَجَأْتُ إليكِ جارا

وا جارَتي ،
وأجَرْتِنيْ،
لا عَوْزَ أخْشىْ ،
فالجِفانُ حفيلَةٌ ٌ ،
وَقِراكِ دارا

كَرَمٌ بِوسع الإندِهاشِ ِ
لِذاتِ أُنْثىْ اغْدَقتْ أنْداءها
فِتَناً تَبارى

إيحاؤهنَّ
حميمُ تَوْقٍ واسْتُفِزَّ
فأنشأ الرَّغبات،
روَّاها شَيارا

ظامٍ،
وبادرتُ ارتِواءاتيْ جَنىً
فإذا بها
فوقَ اغتِباطاتِ الشَّكارى

تَوْقانِ واحْتَفَيا
احتِفالاتِ اشتِياقاتٍ
بَهيراتِ الوقوع ِ
ولا شَنارا

لَحنُ انسِياباتِ العواطِفِ
صادِقُ النَّغَماتِ
سلسالٌ
نَخاطَفُهُ حَبارىْ

والعشقُ يَرْقَبُنا
نُجَسِّدُ ما اشتَهاهُ ،
بِعين ِ مفتون ٍ ،
فَبارَكَنا افتِخارا

-2-

أحبيبتي،
لا تقلَقي إمًَّا افتَرَقْنا ،
فالحُضورُ بِخاطِريْ
يُحييْ الحِوارا

لَنْ تُغْمِضَ العينُ الجفون
َسوى على طيفٍ يُنادِمُنيْ،
حميم ٍ ،
لا يُدارى

أفَما تَوادَعْنا على وعدِ اللِّقا؟
فَتَأخَّريْ ما شئتِ،
لا تُبدِ اعتِذارا

بَصَماتُ وَعدِكِ لمْ تَزَلْ لحناً
يُفَيِِّحُ كُلَّ ثانِيَةٍ،
وما ضقتُ اصطِبارا

فِرَحيْ طفوليٌّ ،
وصمتيْ هازِجٌ
والوقتُ قُدَّامي،
وأُضْرِمُ فيهِ نارا

ناراً مِنَ الوَجْدِ المُقيمِ،
رَغائبا قُصوى،
خَيالاتٍ
كأحلامِ العَذارى

لا رَيْثَ أرَّقَنيْ،
ولا آهيْ عَذا بٌ ،
لا،
وَلَمْ أتَجَلْبَبِ الشَّكوى دِثارا

ماليْ وما للسُّهدِ
والأرَقِ المُمِضَّ؟
وأنتِ ليْ ؟!
ياخَيْرَ مَنْ حَفِظَ الذ َِّمارا

أمضيْ إلى النَّوْمِ القَريرِ
لأمتَطيْ
صَهَوات حلمٍ
فاتَهُ أرَقُ السَّهارى

فإذا صَحَوْت
ُفَهاجِسيْ
صَبَواتُ وَعْدِكِ بالإيابِ ،
ولا أعانيْ الإنتِظارا

-3-
وَوَفَيْتِ،
ما أشهى انتِظاراً
تَوَّجَتْهُ
،بَشائرُ الأفراحِ في عينيكِ،
غارا

خَيلاءُ مَوْكِبِ عِطْرِكِ الأنسيِّ،
ضَوْعُ الطّيِبِ ،
أفْغَمَنيْ،
فَرَحَّبتُ انبِهارا

كُلُّ التَّعابيرِ التي نَمَّقْتُها
لِـ (هَلاْ)
قَدِ انكَفَأتْ،
وأمعَنَتِ الفرارا

ذَهَبَتْ بأَدراجِ ابتهاجاتيْ تَعابيريْ،
وَقلبيْ في سَماءِ العشقِ طارا

واجتاحَني الشَّغَفُ الذي عَتَّقْتُهُ
والصَّمتُ
أعْرَبَ سِفْرَ مَشْبوبيْ
جَهارا

-4-

فَخْمُ الحضورِ،
تَبَخُّرُالكَلِماتِ ،
نحنُ بِصِدقِنا ،
في غمرةِ العشقِ النَّبيل ِ

يحبو الكلامُ إلى الشِّفاهِ ،
يَكادُ يخطو اللَّفْظَةَ الأولى ،
تَلَعْثَمَ ،
كالخَجولِ

فَإذا الفَصيحُ
على لسان ِ أنامِليْ
يُفضيْ إلى كَفَّيْكِ
بالعذبِ الجميل ِ

وَقَرَاْتِهِ،
فَتَواصَلَتْ روحان ِ،
واإبْداعَها
لُغَةٌ تُحَسُّ بِلا قَؤول ِ!!

وا حُبَّها
لُغَة ٌ جَلَتْنا مُزْنَتَيْ عشقٍ
نُرَوِّيْ الخَصبَ
في كلِّ الفصول ِ!!

يا أنتِ:
لَوْ تَدرينَ معنى( نَلْتَقيْ)
-عندي-
لَصارَ الإندِهاشُ إلى ذهول ِ

لا تَعْجَبيْ،
وَتَقاسَميْ نَفَسيْ
وَنَبْضيْ ،
واشتِهاءاتي التي بعدَ الفضول ِ

مَمْجوجَةُ الكَلِماتِ
قَدْ تُؤذي الهوى
فالصَّمتَ إجلالاً،
وُحَسْبُكِ،
لا تَقوليْ

هُبِّيْ لِنَخْتَصِرَ اللُّغاتِ بِرَشفَةٍ
.تاقَتْ لِما في الوَصْلِ
منْ ريٍّ نبيل ِ

وَتَلَمَّسيْ عَبَقَ الرُّجولةِ
واتْرَعيْ
أصفى السُّلافِ،
وَمَزْمِزيهِ
ولا تَحوليْ

هذا أنا ،
رَجُلٌ مُباحٌ للفَضيٍْلَةِ
فَلْتَصولي
دونما جَزَعٍ
وَجولي
هاك،
ارتَدينيْ
‘واخلَعي خجلاً
فما في الحِلِّ من سببٍ
لاحجام ٍ خجولِ

والكبرياءُ
أمامَ كَوكَبَةِ العواطِفِ
خِدعةٌ
كَذِبٌ
كَتعْفافِ العَذول ِ

الحبُّ يا انتِ اشتهانا
فاعلِنيْ الإنسانَ
مُكْتَسحاً
ضروبَ المُستحيلِ

أنثاكِ تَطغى بالحُضور ِ،
فبادري
طقسَ الحماقاتِ الجميلةِ ،
واسمَحي لي

تَوَّجتُ حُبَّكِ
في أعالي العقلِ تاجاً ،
وانْتَضَيْتُ القلبَ
للعشقِ الأصيل ِ

لأعيشَ مسكوناً بِطَيفِكِ
في خَيالاتيْ
واحلامي
وما ...

قَيْدِ الحُصولِ

التوقيع:
هاني درويش
عضو رابطة الجواشن
هاني درويش غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس