«توق» عمل ملحمي يمزج بين الخيال والواقع
بعيدا عن حناجر المطربين وعن هندسة المفردات وصورها البديعة يحلق الأمير بدر بن عبدالمحسن في رمضان المقبل بعمل درامي بعنوان «توق» الرواية التي حولها إلى مسلسل تليفزيوني وهو من إخراج التونسي شوقي الماجري ومن إنتاج إسماعيل كتكت الذي أبرم اتفاقا مع المخرج شوقي الماجري أخيرا. و«توق» تعتبر الرواية الوحيدة له ونشرها منذ ثمانية أعوام، وقد اعتمد فيها على أسلوب مشابه لطريقة الروائي الأمريكي اللاتيني ماركيز، وتدور أحداثها في نهاية القرن الـ18 وبداية القرن الـ19 من حيث الزمان، أما من ناحية المكان فإن أحداثها تبدأ من مدينة «أدنبرة» بأسكتلندا وتنتهي بالربع الخالي في المملكة مرورا بالعديد من الدول العربية والإسلامية ومنها بلاد الشام والعراق وغيرها، وتشمل الرواية عددا من القصائد المميزة لمهندس الكلمة الأمير بدر بن عبدالمحسن والتي ستكون حاضرة طوال العمل.
وينتظر أن يرصد لإنتاج هذا العمل الضخم مبلغ يصل إلى 15 مليون دولار أمريكي «56.2 مليون ريال». ويعتبر أعلى رقم بتاريخ الدراما العربية من حيث الإنتاج نظرا إلى أن طبيعة العمل تتطلب التنقل وبناء الأماكن التاريخية والبيوت التي تقارب المنازل والمساكن التي كانت في تلك الفترة الزمنية، إضافة إلى إيجاد أماكن مشابهة لبعض الأماكن التي لا يمكن الوصول إليها.
من جهة أخرى أكد المنتج إسماعيل كتكت أنه سعيد بالتعاون مع الأمير بدر بن عبدالمحسن نظرا إلى أهميته الكبيرة على مستوى الكلمة والجماهيرية التي يحظى بها على مستوى العالم العربي، كما أشار إلى أنه سيستعين بأحدث التقنيات والمعدات ليخرج العمل بالصورة اللائقة التي تتناسب مع طبيعة العمل، وبين أنه تمرس في تقديم هذا النوع من الأعمال في الفترة الأخيرة، مبينا أن التعامل هنا سيكون مختلفا بعض الشيء لحجم الإحساس الشعري في النص السردي للرواية، متوقعا أن يحظى مسلسل «توق» باحتفاء كبير من الجمهور الذي يعرف «مهندس الكلمة» جيدا ورؤيته التي يملكها في تحويل الكلمات إلى صور مدهشة.
وكان كتكت قد أنتج عددا كبيرا من المسلسلات التي حظيت بنجاح كبير وحصدت الجوائز في عدد من المهرجانات العربية مثل: «أسمهان»، «قلبي دليلي» و«نازلي ملكة في المنفى» وغيرها من الأعمال التي حصلت على أصداء واسعة.
ويعتبر مسلسل «توق» ثاني تعاون بين المنتج إسماعيل كتكت والمخرج شوقي الماجري بعد أن تعاونا معا في مسلسل «أسمهان» الذي حقق نجاحا باهرا على المستوى العربي. الماجري ينشغل حاليا في تصوير فيلم «مملكة النحل» في سورية مع عدد من أبرز نجوم التمثيل العرب، وسيبدأ فور انتهائه في عقد الاجتماعات النهائية بينه وبين منتج العمل ومؤلف الرواية الأمير بدر بن عبدالمحسن.
وسيشهد هذا المسلسل تنافسا فضائيا كبيرا بين عدد من المحطات التي تحاول أن تدخل في شراكة إنتاجية بغية الفوز بالعمل. من جانب آخر استبشر عدد من المتابعين لـ«مهندس الكلمة» الذين تنامت إليهم أخبار العمل بالإطلالة الجديدة للشاعر عبر الشاشة معتبرين أن حضور «توق» كتجربة سيمهد الطريق لعدد من الروايات المحلية للوصول إلى المشاهد العربي، وستكون بمثابة النافذة التي سيطل عبرها المشاهدون من المحيط إلى الخليج على الرواية السعودية «المتلفزة». يذكر أن قبل هذه التجربة كانت هناك تجارب محلية مشابهة للروائي الراحل غازي القصبي الذي تحولت له روايتان «شقة الحرية» و«أبو شلاخ البرمائي» إلى أعمال تليفزيونية ولم تحققا تلك الأصداء المنتظرة خاصة أنه جرت العادة في هذا النوع من الأعمال أن يأخذ طاقم العمل وجهة النظر الفنية ويكون هناك ظلم للروائي من خلال اختزال بعض المشاهد، وإعادة قولبة الأحداث بصورة درامية أكثر من كونها أدبية، وذلك ما لا يتمناه محبو الشاعر بدر بن عبدالمحسن الذين استمتعوا في يونيو الماضي بمحفل «ومض» الذي شهد معرضا تشكيليا وأمسية شعرية كبيرة.
يذكر أن الأمير بدر بن عبدالمحسن قدم في فبراير من العام الجاري في أمسيته بجدة قصيدة شعرية من رواية «توق»
يقول مطلعها:
يذكرني القـمر ظلك عجب ياللي ظــلالك نـور
وانا اللي ماعرفت الليل لولا عتمة أهدابك
حبستك في السما شمس وعلى وجه السحاب طيور
ونخيل باسق يشرب رضاك ويعطش عتابك
وجلست أناظرك ما رف لي جفن تقل مسحور
أقول ان الجمال انتي وكل العشق باسبابك
|