مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 23-06-2010, 14:00   #1
منتهى القريش
شاعـرة
 

حدث في مثل هذا اليوم .. اللي هو أمس

اليوم الثلاثاء الموافق 22 يونيو 2010

خرجت من البيت صباحا متجهة إلى مقر عملي ووصلت المكتب في تمام السابعة ..
تناولت قهوتي مع فطيرة الجبن اليومية << يعني فطرت بالعافية على قلبي ..
أمس كان الإثنين وكنت قد أتيت إلى الدوام مواصلة .. يعني مو نايمة ..
في تمام التاسعة .. قررت أن أشرد شر شردة .. حملت حقيبتي واتصلت بالسائق ..
وأنا في طريقي لخارج المبنى رأتني واحدة من زميلاتي وهي الـ Group Leader حقنا ..
تفاجأت قلت لها: أنا عندي موعد في المستشفى .. بدون ما تسأل ..
وعلى وجهي تبدو علامات الخوف والربكه .. << كاد المريب أن يقول خذوني ..
وذهبت للبيت وطار النوم من عيني يا ليتها ما شافتني .. وكنت أحدث نفسي وأقول:
طيب بكره لما يسألوني .. لما خلصتي الموعد ليش ما رجعتي المكتب؟
دورت في مخي ما لقيت إجابه .. قلت بكره يصير خير ..

نرجع لليوم ..
كان يوما عاديا جداً .. حرارة الشمس كانت أخف من أمس << نشرة جوية ..
حتى الساعة الثامنة عندما اتصل بي رئيسي يطلب مني الحضور لمكتبه ..
توجست خيفة << أموت ع الثقافة ..
ومن كثر الخوف حسيت الدنيا حر نار ..
مشيت الهوينا متجهة إلى مكتب الرئيس << أها يا الرشيقة تمشي الهوينا..

ما لكم بالطويلة ..
المهم ذهبت لمكتب الرئيس وأنا أحمل قلبي بين يدي وأحدث نفسي ..
اممممممممممممم سوف يقوم بتوبيخي لشردتي .. << أوووووووووووم اللغة
طلب مني الخشوش لمكتبه وطلب مني أن أصفق الباب خلفي .. فصفقته مطيعة ..
وتسكيرة الباب خوفتني أكثر شي .. قلت بيني وبيني .. إيه عشان لا حد يسمع صراخه علي ..
قعدت ع الكرسي المقابل له << أجل وين بقعد ع الأرض مثلا ..
قعدت وفي رواية جلست على ذلك الكرسي تفصل بيننا الطاولة ..
وكنت أنظر للأشياء المصفوفة فوقها خوفا من أن تنطلق واحدة منها نحوي ..
فتصيبني على أم رأسي أو أبوه ..
بلعت ريقي وسألته بأنا الخوف << أي بمنتهى الخوف
خرج صوتي متهدجاً: خير؟ << (حبيتها متهدجاً أحسها حقت مثقفين) ..
رد ببرود كاد أن يفقدني أعصابي: خير إن شاءالله .. خير ..
وأنا أقول بيني وبيني: هاتها من الآخر وفكني..
في البداية .. سألني عن أحوالي وأحوال إبنتي المريضة ..
وكنت أردد الحمدلله .. الحمدلله .. << من الخوف ما لقيت شي أقوله
بعد السلام والإطمئنان .. قال لي: منتهى مبروك .. كنت راح أنقز بوجهه واقول:
على ايش تبارك لي وانا متزوجه من زمان وأصغر بنت عندي عمرها 13 سنة ..
وبعد أن احترقت أعصابي وتصبب العرق مني مدرارا..<< مو قلت لكم مثقفة ..
المهم في لحظة لا تشبه خوياتها اللحظات .. وعلى حين غرة فاجأني وقال:
جاتك ترقية .. انصدمت وما عرفت ايش اقول ..
شوي الا الدموع اربع اربع .. شوي صاروا ثمان ثمان ..
بالفصحى .. اغرورقت عيناي بالدموع ..
بصراحة خجلت .. قلت له: شكرا وان شاءالله أكون استاهل هالترقية ..
قال: تستاهليها وعن جدارة ..
وقعد يعدد لي محاسني في العمل وزين ما جاب سيرة الشردات ..
قمت أنا وجبتها قلت له: بس أنا كثير أشرد.. << يعني فضحتني ..
قال: أنا مقدر شرداتك وانتي تستاهلي كل خير وتستاهلي أكثر ..
جان ما أقدر أمسكني وأبكي أكثر .. وكدت أن أشهق من البكاء بس مسكتني ..

وحطيتني ع الصامت ..
الوهقة إني ما كنت حاملة معي كلينكس .. كيف أمسح دموعي .. بكم العبايه مثلا؟
شوي فتح الدرج حقه .. كنت أفكر انه راح يعطيني شوكولاته بس خاب ظني ..
أعطاني كلينكس .. أنقذني من تلك الوهقة الكبيرة ..
شكرته وطلعت مو عارفه أضحك ولا أصارخ ولا ايش اسوي .. مدري ..

جان أروح الحمام الله يعزكم جميع والسامع يقول آمين ..
واقعد اناقز قدام المرايه .. Yes Yes Yes ..
وبعد أن عبرت عن محاسيسي الجياشة .. رجعت للمكتب وأنا مو مصدقة ..

اعذروني هالترقية حلم كنت أحلم فيه من كم سنة .. وأخيرا تحقق ..
شكرا لله .. شكرا لله .. شكرا لله ..

بالعربي .. باركوا لي .. واللي ما يبارك لي أفكر إني أحقد عليه ..

التوقيع:
منتهى القريش غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس