الموضوع: خارطة الطريق!
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 22-05-2010, 21:36   #17
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

رد : خارطة الطريق!


.


الشاعر الإنسانيّ

الموتُ لا يفتأ الزيارة بعد الزيارة، ونحن بين لقاءٍ وفراق؛ نعيش في هذه الحياة المسنونة على ذلك. وبشّر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة، قالوا: إنّا لله وإنّا إليه راجعون. حين يكون الفقد آخذًا بمجامع القلب والشرايين، تكون الفجيعة أكبر من كلّ تأبين يحاول المرء فيه أن يبوح بكلماتٍ تحمل معنىً يصف هول الألم، في رحيل الشاعر الإنسانيّ: فيصل بن منصور الرياحيّ البقميّ. ذلك الرجل الذي تحوم ذكراه الآن؛ كأنها سحابة ربّانية تحمل رفدها وخيرها إلى كلّ بلاد الأرض. ساعات معدودة كريمة أخذت تمدّ أواصر العلاقة بيننا، بالحديث عن أفانين كثيرة ارتبطت ـ بشكلٍ خاصّ ـ بالشعر والشعراء وبرامج المسابقات الشعرية، ولم أكن لأنسى، تداخل جواله ـ الكريم ـ بيننا بدعوةٍ لأمسية أو محاورة شعر، لا يكاد يقول فيها إلا حبًا وكرامةً إن كان في الوقت فسحة نافذة. أتذكّر جيّدًا إخلاصه وحرصه على رؤية المنتدى الإلكترونيّ للبقوم، بين كلّ حديثٍ وقهوة، وكيف هي أحلامه في توزيع كتابه الخاصّ بنسب قبيلته ومآثرها وحدودها على نطاق واسع، وترحيبه بالتواصل الدائم مع الجميع، بإنسانيةٍ مكشوفةِ الملامح، صادقة اللهجة، رخيّة هادئة كالنسيم العليل. أراني الساعة أقلب ديوانه المزمع صدوره عبر مجلة مقناص الرائدة، بطريقةٍ احتفالية مبهجة، وكيف هي القصائد الوطنيات تفيض وتنسكب، والقصائد الاجتماعية تروح وتجيء، ونوادر الغزل العفيف تمتد وتسري، بين صفحات الكتاب الأنيق وعيون الأحبة الراضية. أراني الساعة، حزينًا جدًا، ومبتهلٌ جدًا، وأدعو الله بقلبٍ منيب: اللهمّ يا من وسعت رحمتك السماوات والأرض، أرحمه وأغفر له، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان. اللهمّ أغسله بالماء والثلج والبرد، ونقّه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم أطعمه من الجنة واسقه من الجنة واره مكانه من الجنة وقل له أدخل من أي باب تشاء. اللهمّ ألطف بعبادك، فيما جرت به المقادير؛ فإنّك على كلّ شيءٍ قدير. سبحانك!

تذكرة:

وما نحنُ إلاّ مثلهم غير أنّنا
أقمنا قليلاً بعدهم وتقدّموا


.

التوقيع:
ما أشدَّ فِطام الكبير!
مالك بن دينار


:
:
الموقع الشخصيّ

.
فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس