الموضوع: خارطة الطريق!
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 22-05-2010, 21:34   #15
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

رد : خارطة الطريق!


.


طاش من زاوية أخرى

بمثابة توطئة:
... شو هالسخافة والسماجة؟
انطلقت مني هذه الجملة, وفي يدي كوبًا من الشاي الثقيل نوعًا ما. إلا أنه لم يكن أثقل من برنامج الكاميرا الخفية على قلبي. باتت فكرة البرنامج سخيفة بحق, حتى الضحكة التي تتبع المشهد الكوميدي لها ذات السخافة. حجم الضحك ـ في هكذا برامج ـ يقل تدريجيًا حتى يضمحل وينتهي.. ويكون بلا طعمٍ أولونٍ أو رائحة.

البرنامج:
طاش ماطاش: حكاية رمضان التي اعتدنا حولها النقاش والجدال والانقسام في الرأي الذي لا يفسد للود قضية. ولو أنصفنا التدبّر ـ وهذا رأيي ـ لعلمنا أن طاش عالج بعض القضايا الاجتماعية, ومارس دور الكوميديا الساخرة والتي تزيد من كسب المتابعين, في كلّ ظاهرة تطفو على سطح المجتمع السعودي, لكنه أشبع النقد في مسائل اجتماعية دون أخرى, وقام بتضخيمها حد الانفجار, تاركًا من الظواهر مايمكن أي يسبب الانفجار الحقيقيّ في أي وقت!
هذا الأمر ـ وهو المحك الحقيقي ـ أفقد البرنامج المصداقية المطلوبة مهنيًا وإعلاميًا, وأجج حوله الكثير من علامات التساؤل الكبيرة, في غاية البرنامج والأهداف الخفيّة التي تسوّغ لهم كلّ هذه الحرية في جانب دون آخر.
هناك من كتب عن رسالة البرنامج, والتطرف الديني وقضايا المرأة وأهل الحسبة والتعليم.. إلخ. وهناك من يدافع عن معالجة المسلسل لما يستجد في المجتمع, و عن المرحلة الانتقالية الجديدة التي ينبغي أن نعيشها بصورة معتدلة وعقلانية وبدون تشدّد..إلخ. وكلّ منهم يدلي بحججه وبراهينه, في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية.. وتنبعث من جديد الحلقة المفرغة, والتي يستفيد منها البرنامج في نهاية الأمر, بلا شك.
أكاد أجزم أن نقطة الاختلاف أعلاه, هي محصلة الحديث كلّ سنة, مع فارق ازدياد الحدّة ومنسوب اللغط. ولن يتوقف الحديث أبدًا, لأن طبائع البشر مجبولة على المتناقضات, ومن دون وجود المتناقضات قد لا تستمر الحياة, أو كما قال شيخي محمود شاكر رحمه الله.
لذلك.. فإن كلّ ما كتب أعلاه, كان تمهيدا لما أريد قوله باختصار, وهو: أن طاش بالنسبة لدي, يشبه ماحررته في بداية مقالي عن الكاميرا الخفية, والتي تكررت فيها المشاهد حتى أصبحت الضحكة باهتةً ممجوجة!

.

التوقيع:
ما أشدَّ فِطام الكبير!
مالك بن دينار


:
:
الموقع الشخصيّ

.
فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس