.
«لاشيء يضللنا أكثر من رغباتنا»
أثبتت شبكة الانترنت ـ بالفعل ـ أن "الشاعر" مخلوقٌ لا يمكن التنبؤ بسلوكه, فمن خلال اللقاء الكتابي المباشر, ترى عقل "البعض", عند الحديث أو النقاش, يكاد أن يظهر بصورةٍ عاريةٍ مؤلمةٍ, تزيد وتنقص بحسب التأثر والإعجاب إبّان المجلات الشعبيّة الشهرية, والتي كانت تهيئ للشاعر أن يخرج مزهوًا كالطاؤوس. أقول: أثبتت لأن التواصل اليوميّ مع القارئ, لا يمكن أن يسيطر عليه الخيار الشهير لجورج قرداحي في مسابقة من سيربح المليون, وأعني به خيار الاتصال بصديق. ولولا الحياء الذي يعصم؛ لاجترأت ووضعت قائمة أسماء, أعلم مسبقًا أن المكان يضيق عن تعدادهم جميعًا. وليس راءٍ كمن سمع! ومن جهة تتماشى مع تطوّر سنن الحياة والكون الطبيعيّة , بات الشاعر ـ بما لديه من ثقافة شعرية!!ـ يجاهد في الحصول على "البخت الضائع والصنائع السبع", فتجده تارة مسئولاً فنّيًا, وأحيانًا مقدمًا للبرامج الفضائية, ومحاورًا من الطراز العاميّ, وأحايين أخرى منظرًا للساحة الأدبية, ناهيك عن المشاركة في أغاني الفيدو كليب!, كل ذلك وذاك, تمّ بجواز مرور اسمه: شاعر له ديوان نبطي (حُمَيْنيّ) مطبوع! إن التضخم المرئي والمسموع, وانفتاح القنوات الفضائية بالشكل الرهيب للشعر الشعبيّ, يحتاج إلى العمل على تأهيل القادرين ـ فعليًا ـ على ممارسة الظهور الإعلاميّ بالشكل المطلوب, وذلك من ناحية فكرية وثقافية وأدبيّة, أضف إلى ذلك, حدّة الذكاء, وسرعة البديهة, وكاريزما الحضور, فالعرب قالت:" من تكلّم في غير فنّه أتى بالعجائب", ونحن ـ والله ـ في أعجبها على الإطلاق؛ بعد أن أوكلت الأمور إلى غير أهلها!
أتخيّل أن لو أراد أحد المتابعين للساحة الشعبيّة تقمّص شخصية شارلوك هولمز ـ مع فارق التشبيه طبعًا ـ في البحث والتحريّ عمّا يدور خلف المهرجانات المحليّة, والبرامج الشعبيّة, والأمسيات الشعرية التي ترتّب كلّ يوم تقريبًا!!!, فكم
يحتاج من "الضحك" ـ البريء ـ لكشف "النكتة" غير البريئة؟! للمعلوميّة والتذكير: أنا هُنا أتكلم عن "البعضية", التي ربما تجتاح ـ في حال الصمت ـ السواد الأعظم من الساحة؛ مالم يكن هناك وقفة جادّة من أصحاب الرأي السديد.
.