الموضوع: هـدوء صـاخب
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 23-03-2010, 05:08   #65
ناديه المطيري
شــاعرة
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ ناديه المطيري
 

رد : هـدوء صـاخب


,
,
,
لا أعلم تحديداً ما الذي يغوي أصابعي للكتابة ولا عن ماذا سأكتب!!
هل أكتب عن تفاصيل يومي الرتيب؟ أم صديقاتي الثرثارات اللواتي لايفتئن الحديث عن مهند وشاكلته؟ أم عن أحلامي الصاخبة والمثيرة للشفقة، حين أتصفّحها كألبوم مهترئ لصقت صورة بعناية؟!
حسناً، ربما ركنت للكسل اللذيذ قليلاً ووضعت قلمي في حاوية الأقلام لأسترخي قليلاً وأفك أزرة رئتي، أم أن الهواء، لم يعد نقياً كما يجب ليطرق نافذة أنفي ( بمناسبة الحديث عن الأنف مازال عطرك عالقاً بقميصي )
يبدو أن الاسترخاء أمرٌ جيدٌ في هذا التوتر الذي يدفعني إليه شبقي للكتابة
لا أتواني عن قطف ذرات الأكسجين من الهواء الذي يدور حول وجهي بانسيابية وتهذيب، ويعبث بغمازتي الصغيرة والتي لم أعلم بوجودها إلا حين بلغت العاشرة، أعلم أنه أمر مضحك، أتذكّر كيف هرولت فرحةً نحو شقيقتي لأخبرها بذلك الاكتشاف الطفولي الساذج لترد علي بكل صقيع القطب الشمالي «بدري»
يخال إلي أحياناً بأن لا أحد يكترث بما أكتب، تخيّل أن تكتب ليقرأك «لاأحد»
لم تزل رزمة أوراق الـ «4 أ» فارغة وبيضاء منذ ثلاثة أيام، ومازال قلمي الرصاص يحتفظ برأسه ويمد لسانه كي يغيظ المبراة، ومازال رأسي فارغاً كأوراقي، من الجيد إنني ما زلت أحتفظ به كقلمي
سأفتح النافذة قليلاً ريثما تتنامى الأفكار في رأسي حين تشاهد مايستحق أن تدور حوله في الخارج
بحذر وعناية أوارب النافذة كيلا يلمحني أحد شباب الحارة فيخبر أخي، حسناً ماذا أرى؟ صبية يلعبون بالدراجات وبائع الآيسكريم يصيح بصوته الجهوري ليغري هؤلاء الصبية بالشراء، سائقنا يتحدث مع خادمة الجيران فيما تبتسم وأبتسم، تُرى مانوع العطر الذي يستخدمه ليعلق بقميصها، حتماً سيكون رخيصاً وبشعاً
هاهي جارتنا أم خالد تتأبط حقيبتها قادمةً نحو منزلنا، أكاد أن أجزم بأن رأسها مليئ بالحكايات كحقيبتها المتخمة، في كل مرة تأتينا للزيارة ينتابني هاجسٌ بأن أسرق حقيبتها وأفر إلى غرفتي لربما اكتشفت أسرار الجيران، يخيّل إليّ بأنها تحتفظ بأسرار كل بيت تدس أنفها به، وكأن في حقيبتها بلورة سحرية تفشي بأسرار الآخرين، لربما تشكّلت بعض الأفكار فيما أنظر إليها
يا لخيالي الساذج أظن أن محادثة صديقاتي الثرثارات والمهووسات بالأتراك أكثر جدوى من محاولة ملء ورقة واحدة من مقاس «4 أ»
ومازال قلمي يحتفظ برأسه وما زلت أتنفس، ربما إغفاءة بسيطة تساعد في ترتيب هذه الفوضى وتحرير تلك المسألة العالقة في ياقة مزاجيتي، أزرّر قميص رئتيْ وأغمض عينيْ وأغفو.




التوقيع:
لبست عاري القصـيد ثْيـاب
وازهـاني الشّـعر في غـيّه
"هوّه صحيح (الشعر) غلاّب؟!"
تبّـت يـدا مـيـته وحـيّـه
الشـعر تخضـع لـه الارقاب
ياحظــ شـعرٍ خضـع ليّـه
إمـا يجيـن الشـعر طـلاّب
او الْجمـه واعـلن الجيّــه



إذا في خاطرك سؤال إضغط على الرابط



ناديه المطيري غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس