[سابك ذهب]

.
.

إنطباع:

من أصعب الأمور في حياتنا من خلال تعاملنا كبشر! أن نحكُم على الأشخاص ونكوّن الإنطباع عنهم بسهوله!

إذ يجب أن يكون الإنطباع والتصوّر مُكوَّن من خلال التعامُل المُباشر! وبصوره تراكميه ومسيره طويله,

حيث لايجب أن نحكم على فلان,أو فلانه بمجرّد حديث عابر, أو قراءه, أو نقاش مُعيّن, أو جلسه واحده!!,

وأسوأ الإنطباعات هي المنقوله: أي التي تُكَوَّن عَن الآخرين بواسطة آخرين.. مثلاً ينقل لك زيد أن عمر

كذا وكذا, وتُكوِّن إنطباعك وتصوّرك عَن عمر بسبب ما نقله زيد .


الإنطباع يجب أن يكون بصوره مُتكامله إذ يُعتبَر من الرواسخ والمُعتقَدات لدى الإنسان,

فإن كوَّنت في ذهنك تصوّر عن شيء فمن الصعب تغييره, إذ يحتاج لوقت طويل وتجربه اُخرى.


أوَد أن اُشير هُنا إلى: أن لا نحكم على الأشخاص من خلال كتاباتهم أو مُشاركاتهم,

وأن لانكوّن تصوّرنا الكامل عنهم من ها هُنا! فلرُبّ كاتبٍ خانهُ التعبير.. ولرُب آخر يُظهِر عكس ما يُبطِن!!.


في مُجتمعي البدوي مَثَل دارج,أو حكمه.. فعندما يقول الإبن مثلاً لأبيه: (يابوي فلان سيء, أو مُتكبّر, أو

بخيل)...الخ, والعكس!

عادةً مايرد الأب بحكمه قائلاً: (يا ولدي: هل سافرت معه؟ هل خاويته؟ هل عاشرته)؟.

إذ لايجب أن تحكم إلا من خلال تعامُل مُباشر.. وإلاّ فلا نُطلق الأحكام جُزافاً.


ولعلّي أستنِد هُنا بحادثه وقعت في زمن رسولنا الحبيب وقدوتنا عليه أفضل الصلاة والتسليم, إذ كانت

سريّه من المُسلمين تُلاحق عدد من الكفار وكان يرأس السريه اُسامه بن زيد, فأدرك أحد الكفار ورفع

السيف لقتله فنطق الكافر بالشهادتين, ولكن اُسامه قتله ظناً منه بأنهُ مانطق بها إلا خوفاً من السيف, فلما

عادوا واخبروا الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك غضب ومما قال: "هل شققت عن صدره يا اُسامه"؟!.

لا أدعو هنا إلى تغليب جانب سوء الظن, والذي هو أحياناً من الفطنه!, ولا اُحرِّض على الإفراط في

الثقه, ولكن علينا موازنة الأمور, لا إفراط ولاتفريط.



ذات صله:

ليس كل مايلمع ذهباً,, وليس كل أسودٍ ظُلمه .
.
.