مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 22-12-2009, 03:57   #1
بدر العرعري
كـاتب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ بدر العرعري
 

قيلوله .. لم تعد ممكنه .

بسم الله .. الذي إليه يرجع الأمر كله .






إهداء إلى : "دانه " .. التي كانت تحلم أن تقرأ لي قصّه ولم ولن تقرأ لي .. إهداء إلى غيابها الذي لن يعود .. تماما ً كـ بالغ لن تعود طفولته ! ، إلى الأصدقاء الذين يمرّون .. ولايَعبرون ، إلى المقهى الذي يقبع في أقصى المدينه ، إلى الناس في قريتي البريئه ، إلى الرغبات التي لم تشاء أن تحظى بفرصه ، إلى المزاج الأخير في الثلث الاخير من الليل ، إلى الشوارع التي تستفزني لـ ِ أكتب ، إلى الحياة البسيطه جدا .. إلى كل القرّاء الأحبه ..








خرج من بطن الرمال ، من رحم نخله ، عيناه تمرتان بنّيتّان ، وفاه نواه ، وأطرافه أغصان يانعه ، نبت في عنوة .. وسط الضجيج ، في غابه من الهموم ، وجهه معجون بالحزن ، أيّامه عابره في دروب التعب ، اسم ٌ لايكاد يهم ، سعاده لم تعد ممكنه ..!! ، . . فـ منذ إكتمال نضوجه ، ظل هائما في حقبة الحرمان ، وإن شاءت الأقدار إن تجاوزها ..! سيظل سمها ناقعا ً في جوفه ، يزاحم شهد حياته الموبؤه بأناشيد الحزن التي تفيض كلما شدا الأصيل تراتيله ، وكلما " نأى لحظات سهو عن إطار دائرة قوقعته عاد به الخوف مجددا ألحان " الهلع القديم " . .



ذات صباح لم يحظ بيوم ٍ كـ هذا .. منذ زمن ٌ بعيد ، فـ بعد أن أفاق من نومته البريئه من " الهلع " ، وهي اليتيمه ، شعر أن عظامه النابضه .. قد إمتصت رطوبة الليل ، فحدث نفسه .." أشعر أنني قطعة إسفنج " .. ثم خرج واقتعد عتبة داره .. وكانا ذراعاه معقودان حول صدره .. واستمر كذالك حتى إستوعب ماهو فيه ... ! ثم فتح ذراعيه إلى السماء ليحيا يومه السعيد "الخلّي " . . فبدأ يشرب الضحكات ، ويفتح لصدره هواء النسيان ، في فسحه صغيره يمحو بها الكتمان الذي ترسب في أعماق أعماقه كي لاتدمع " الذاكره " ، وربما تسمى مجازا " قيلولة الأرق " .. !
فقد قضى نهاره دون صراخ ودونما أصوات تختلط برأسه ، وظل كذلك حتى مر " الاصيل " وكأنه غدّو يوم ٍ جميل مليىء بأناشيد الحياة ، وتجاوزه بسلام ، حتى عاده الليل لــ ِعاداته ، ففي الهزيع الأخير تشكلت في جمجمته " جنادب " القلق ، وفي كلتا يديه توزعت " ليفة " الليل.. ! ..يدعك بها وساوسه وخوفه اللامنتهي .. ! ، وتزاحمت مهاوي التعب لتدخل رأسه .. حتى سخافة الحلول وجدت لها تذكره ..!!وكأن توقفه كان إستجماع لقواه لا أكثر ..! ، ..فتذكر " قيلولة " يومه كيف توارت " مثل شيخ ٍ جليل وسط سحابه من الضباب " .. وبعد ساعات ثقيله من " تمرغه " في فراشه .. إنقضت ليلة ٌ حافله بـ " الأرق " .. واستيقظ بعد إقتناص غفوه مفاجئه عند السحر ، فحاول تخمين الوقت " بصياح الديكه " فظل غارقا ً في تخمينه حتى طفى على سطح الواقع وتنفس الصبح . . وبدأ يعلل تفاؤله بالنهار الجديد .. بحجة يومه الفائت .. لــ ِ ذا هو " سعيد " ! .. وسيشرب ويفتح ويمحو و يحبس الأرق في " قيلولته " و .. و .. و .......

ولكن رأسه بدأ أكبر من جسمه ، وشعر أنه لايستطيع حمله .. ! وبدأ ينهال " الأنين " كأسراب جراد يمخر رأسه ..! ، ثم أخذ نفسه لــ ِ سيارته .. ، تقوده غير مدرك إلى أين ..!؟ ...
حتى توقفت به عند مقهى في أقصى " المدينه " ، وقد إعتاد إرتياده كل صباح عدا صباح الأمس الإستثنائي ..، واقتعد الطاوله المطله على الشارع ورأى توافد الناس على المقهى وقال لنفسه متعجبا ً " يا إلهي المدينه بأسرها تعاني " الأرق " ..! ، ودون ان ينبس بشفه ، أتاه العامل بكوب " شاي النعناع الحار " ، وأخذ " يرشف " بنهم ِ شديد .. ولاحظ نظرات الوافدين الغريبه الساخره تحدق بسخريه ..! ولم يعيّرهم أي إهتمام ، وبدأ يشعل سيجارة " يدخن بها الذكرياااات " ، ثم أخيرا ُ بعد عدة " رشفات " ... إكتشف سر ضحكات المرتادين .. " حين أدرك انه لايرتدي سوى سروال منامته " .. !!!















من الأرشيف .. والمعذره على الإملاء والتنسيق الغير ممتاز .

التوقيع:
آه ياطول المسافه .. بين إحساسي وصوتي ...!
بدر العرعري غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس