[خالد بن مساعد]

لاح لي بارق خياله قبل اروّح في دروبـي
...................... وانبرى طرقي جنوبي يسري البارق خـلاله

حي هلا والليل ليلي والهوى ثوبه جنوبي
...................... يعزم البـرد ورفيقه عند محبـوبة تـلاله

محتريها في خياله كل ما هب الهبوبي
...................... وسال عنقود الثريا والقمر يروي خيـاله

مخملية في ثيابه واسود القيطان ثوبي
...................... شيـّب الحزن بسواده وابيض الشعر بسماله

والشماغ الله حسيبه كل ليلة بي يجوبي
...................... فوق صدر الريح ثاير رامي القيـد وعقـاله

مّل لثمات المساري واحتماله من هروبي
...................... مثل مطلوب بقضية فـر من وجه العـداله

آهـ ياطول ارتحالي وآهـ يا كثرالخطوبي
...................... من عجاج العمر مرسى فـك دخانه حباله

وآهـ ياكثر الأماني وآهـ يا مكثر قلوبي
...................... كل ما ماتت بنـيّه جـن واحد من عياله

كنت اظن الحب وردة شوكها يجرح كعوبي
...................... والفراق ام الخلاوي تبكي لفـقدة رحـاله

وكنت اظن الغيم يمطر بس للريم اللعوبي
...................... والرّعـّد ينذر بصوته كل طرقي شب فاله

وكنت اظن الريح لاجله ساقت الوضح الحلوبي
...................... والبدو رٌحّـل هواها وين ما يورد ظلاله

وكنت اظن العمر طفلة ترفع ايديها وتحوبي
...................... كل ما ضحـ ـكت وسالت من شفايفها عساله

وكنت اظن دموع شوقه ساهره تغسل ذنوبي
...................... لو غفيت ونمت ليلة قبل يتوارى هـلاله

كنت اظن وعشت اظن ولو غدى ظني كذوبي
...................... معتزي بالقرب منها واصدق ظنوني حيـاله

بنت عمي من ظلوعي بس ضعت ولا دروا بي
...................... وان تكسرت وظلوعي روحي اقرب من خواله

عشتها ليلة بليلة عقدها داخـل جيـوبي
...................... الثمه واشم صدره واعصره شوق ورساله

قلتها وانبح صوتي بحـة الورق الطروبي
...................... وانثـنت جنحان طيفه ترثي القمري وحاله

والله انه ياحبيبي مثلكم عايش عزوبي
...................... ولا هنى له بعد قلبك قلب يوصف له دلاله

ولا طرى له في فراقك رقصة المهر العروبي
...................... لو يغنيها المغنـي عند حـلاّل الشكـالة

انت خيـّاال عمره جابك الخيل الكسوبي
...................... يوم كل ٍ في سباقه يشحذ كفوف الجهـاله

هزني بعيون شوقك تجني كفوفك رطوبي
...................... واسقني فنجـال وصلك قبل لا تبرد دلاله

ضيفتك وابطيت ساعة دوبك الدلة ودوبي
...................... ضامية تسبح غريقة في هوى الحب وزلاله

قلت أخو ذيب الغداري لا نجا قلبي العطوبي
...................... كان نستـّني همـومي ضيفتي ومـد البياله

حي هلا والنور وجهك يشرق بصمت الغروبي
...................... لا رحم حال المعنـى كان مـا طوّحت شاله

حزة الاشواق حاير يطرق دروبـه تعـوبي
...................... يوم جمـّال الليالي ويوم تحمـلني جمـاله

وحزة العشاق سامر ما تملّـيه وتتـوبي
...................... مثل ما للسيـف حـده خافـقه حـد الثمـاله

ازهليها بس قولي قبل تطفين وتذوبي
...................... واصبح اول من يعـانق حـاله بحزن وهبـاله

ليه وجهك يوم شفته مختلف ضامر شحوبي
...................... واخبر انه لا بدى لي قمت اسبـّح ذو الجـلاله

قالت انك في ظنـونك مثل قطـّاع ونهوبي
...................... يجمع المنهوب ضاحـك ثم يبكـي فـقد مـاله

ما طرى لك غير تشكي حالك وتوصف عيوبي
...................... ولا طرى لك في خيـالك كيف مظنـونك وحـاله

.
.
.

وانطفى بارق خيـاله قبـل اروّح في دروبي
...................... وانكسر طرقي بقلبي يشتـكي طعنـة نصـاله

تحياتي ،