مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 26-07-2009, 08:04   #10
سمـا خير
عضو متميز
 

رد : ~~~ إمرأة من زمـــن الدولة السعودية الأولى ~~~

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
.
.
***الفصــــــــل الثامن***
.
.
((قهـــــوة الحـــــج ))
ربما يحتاج البعض للقهوة كي تشعرهم بالنشاط أو زيادة التيقظ ..وقد يشربها بعض الحجاج كي يواصلوا ويقوموا بإداء مراسم الحج بقوة وكفاءة ..
.
.

.
.
.
سولي الكيف وارهولي من الدله000البن الاشقر يداوي الراس فنجاله

كيف الينا نحرقه بناار ونزله0000ولي انقطع لو وراى صنعاء عنيناله


مجلسنا في قلب منى ..بالقرب من ممر الكبش ..رائحة القهوة تملء المكان ..
وكعادة النســـــــاء يطلبن القهوة كثيراً لدرجة أن الحملة كانت تضع سخانات خاصة للقهوة التركية والشاي ..وتوفر أيضاً (ترامس ) القهوة السعودية في غرفة خاصة لايوجد بها سوى التمر والقهوة ومن أرادت أن تشرب قهوة تذهب وتحضرها بنفسها ..
في مجلسنا إختلف الأمر فقد إعتدنا أن تقوم (لطيفة ) بصب القهوة نساعدها جميعاً في ذلك بالرغم أن هذا ليس بمطلوب منها أساساً ..!
.
.
كنت أرى لطيفة في هذا اليوم مجهده تماماً ..ربما تكون تأثرت بكلامي !لالا اليوم هي ليست على مايرام أصيبت بتلبك ..أو تسمم !
كانت ( أم سعيد ) تحضر معها خلطة شعبية طغت عليها رائحة الزنجبيل الحار النفاث وطلبت مني أن أحضر كأس به ماء مغلي فقط وضعت ملقعة كبيرة من هذه الخلطة ووضعت ملعقة عسل بعد ذلك شربتها لطيفة وكأنها أصبحت أفضل ..
.
.
.
ذهبت وأحضرت (ترمس القهوة ) وبضع فناجين ..جلست بجانب أم (سعيد)ولطيفة

كانت معنا في نفس المجلس معلمة كبيرة في السن كنت أحسبها أحيلت للتقاعد ! كانت غاضبة ناقمة شاكية ..لم يعجبني سلوكها أبداً ...لا أعلم لماذا يصبحن المعلمات في سن معين بهذه السلوكيات ؟ هل التعليم أخذ من أعصابهن ومن أعمارهن ومن عقولهن الكثير !

لم أتعرض لها لإني كنت أسمعها تسخر من الأخريات ...ومن أسوء ماعملت أنها أحضرت ورقة وقلم وقالت : كل واحدة منكن تكتب مساويء الحملة وتنتقد وتشتكي وسأوصل هذة الورقة الى أكبر مسئول ..!
عندما وصلت الورقة إلي رفضت أن أكتب أي شي ...!
وقلت لها : نحن لازلنا في أيام الحج ..! وأنا بصراحة لم أرى منهم إلا كل خير ..سأكتب إيجابياتهم ..
قاطعتني قائلة : لا ..نحن دفعنا مبلغ وقدره ..ولم نجد الخدمة التي كنا نطلبها !
فقلت لها : نحن في حج ولسنا في نزهة عزيزتي لارفث ولافسوق ولاجدال في الحج ...تريدين خدمة عشر نجوم ! عجباً كل شيء موجود !وكل شيء نظيف ...!
كنت أكلمها وأنا غاضبة من تصرفها مع ذلك كنت أشرب القهوة كأن كل شي عادي !!..!
ردت علي وقالت : ماشاء الله لاتريدين أن تكتبي ولا (تصبون لنا قهوة بعد !!!!)
.
.
فقلت لها : القهوة موجوده أمامك ..إذا أردتِ حياك الله أجلسي بجانبنا وإبشري
.
.
قالت : !..تعودنا تصب لنا لطيفة ..بسرعة أبي قهوة ـ بإسلوب أمر لم أستسيغة أبداً خلت بإننا أصغر طالباتها أو ربما ( الفراشات )!!
.
.
جلست مكاني لم أتحرك أما لطيفة فقامت بخطى متثاقلة تريد أن تصب قهوة لتلك المعلمة ...!
فقلت بصوت عالِ : لطيفة متعبة جداً اليوم ...لا تستطيع فعل شيء !لن أخفيكم بإني كنت خائفة أن تقوم لطيفة ! وكنت أدعي أن تجلس لطيفة ولا تتحرك !
نظرت لطيفة الي وكلها ألم وطيبة تلك الطيفة ..فأشرت إليها بلااااااااا وكأني عيني تقول لها أرجوك بس هذه المره ..
.
.
ثم نظرت للجميع وقلت : القهوة موجودة في كل مكان ...وأعتقد النظام في الحملة -"Help Yourself"-
.
.
كل وحدة تخدم نفسها ..ولو سمحتوا لاحد يحرج لطيفة ويتعبها ويحملها فوق طاقتها ...جزاها الله خير كل الأيام الي راحت كانت ماتقصر ..
.
.
.
ومن ثم أخذت الترمس كله ...ووضعته عند (المعلمة) وذهبت ..!
.
.
.
بهت الجميع لهذا التصرف ..! وراحوا يتأملون وجوه بعضهم البعض أعتقد بإن الكل أحس بالخجل فمن غير المعقول أن يحملوا هذه الإنسانة فوق طاقتها ..!!
عم الصمت أرجاء المكان ..أما أنا فذهبت الى صالة (المسابقات) وكنت أشارك في حل بعض الأسئلة الثقافية ..
.
.
ومن ثم حضرت لطيفة وكانت تضع غطاء على رأسها وتتلحف بلحافها ..جلست بجانبي في حين إنتهت المسابقات وكانت الداعية تتكلم عن البنات وتربيتهن ..تكلمت عن أموركثيرة تحدث في المدارس ..
.
.
من بين تلك الأمور تكلمت عن ( الشذوذ) وقالت بإن هناك فئة قليلة ولله الحمد من البنات يعانين ..وقالت بإن الظاهرة ستأخذ بالإنتشار إذا لم ننتبه لبناتنا ..وكذلك الأولاد..
ومن ثم نصحتنا الداعية أن نعلم بناتنا ..نربيهن ..نوعيهن ...
قاطعتها لطيفة وهي تقول : إسسسستغفر الله العظيم - بصوت عال !
أم محمد تسمعين وش تقول ؟؟ مابقى إلا أعلم بنتي قلة الحيا !
.
.
.
نظرت إليها وقلت لها : مارأيك أن نذهب (لمجلسنا )
.
.
وبالفعل ذهبنا تحدثنا عن هذا الموضوع كثيراً وبعد جدال ..
قالت لطيفة : ياربي وش هالبلاوي ؟.؟؟ وش صاير في الناس ؟؟ لا يكون من الأكل ؟؟
.
.
قلت لها : لطوف ضروري تعلمين بنتك ..
.
.
قالت : أموت ولا أفتح معها موضوع مثل هذا واخزياه كيف بس كيييييييييف ؟؟ ...
.
.
قلت لها : هذا مرض ...وإذا لم تعرف بنتك هذه الأشياء منكِ فستعرفها من شخص آخر وربما يحرف لها المعاني أيضاً ! وستجديها في يوم من الأيام ( بوية ) مثل مايقولون !
.
.
قالت فزعة : بسم الله عليها الله لا يقوله الله لا يقوله ..وكأنها تقول بالطريقة المصرية الشربرا وبعيييييييييييييد ..
قلت لها :لطوف إسمعي زماننا هذا زمن يجب فيه أن (توعي ) إبنك وبنتك تعلميهم كل شيء ..
فقالت : بس هذا شررار ونار !
.
.
فقلت لها : إيه شر لكن عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ..ومن لا يعلم ..ربما يقع فيه ..
.
.
.
.
كانت لطيفة في إستغراب تام ..بل في ذهول تام ....تفكر كيف ستخبر أبنائها ..!
بل أنا من يفكر ؟؟هل تستطيع لطيفة أن تتكلم في أمور كتلك ؟؟
.
.
تركتها وجلست أقرأ سورة الكهف لإن اليوم هو الجمعة ....ولا شعورياً أستسلمت لنومة (عظيمة )وعندما خيم الليل كنت أحس بيد لطيفة توقظني كانت تقول : أم محمد يالله الصلاة الصلاة ترى هذي آخر ليلة ختامها مسك إن شاء الله...
.
.
هي قالت ختامها مسك وكأنها غرست سهم بقلبي !..قمت وأنا يغالبني النعاس :حاضر ..أعتدلت في جلستي ..
.
.
نظرت في لطيفة وقلت لها : آسفة على فضاضتي بالإمس معكِ ..اليوم رأيتك في المنام كأنكِ زعلانة مني ؟؟
.
.
فقالت : لالا مازعلت أبد ربما تكون تلك المعلمة ..هي التي زعلت !
أم محمد ليش ماخليتني أصب لها قهوة ؟ كنت بقوم بس يوم شفت الموضوع فيه شد شوي جلست ..ولو إنك ماقمتي أعطيتيها الترمس كان قمت ...
.
.
قلت للطيفة : أنا لم (أغلط ) ولم أخطيء ...
للأسف البعض يتصور أن الناس خدم ..بعض الناس (ماينعطون وجه ) ..!
.
.
أسلوب (المعلمة) كان أسلوب غير حضاري البته ...!ربما لو أنها كانت أكثر لباقة وأدب لكنت أنا من أسقيتها القهوة بيدي ..بعدين إنتِ لطيفة مريضة ..
قالت لطيفة : نعم لكن الإجـــــــر من عند الله وأنا أحتسبها سقاية حاج ...
.
.
فقلت لها : سقاية حاج ...لكن فيها الكثير من الإهانة ...لطيفة أنتِ طيبة بالمره ..لاتعرفين الناس لا تحتكين بهم ..أنا أقول لا تخطأين في أحد وفي نفس الوقت - عز نفسك يالعزيز تلقاها ...!
.
.
أشعر بإن لطيفة لم تقتنع بكلامي ...نظراتها إلي تتهمني بإني قاسية وظلمت تلك المرأة مع أني والله العلي العظيم لم أخطأ بكلمة عليها ...
ظل تأنيب الضمير يراود لطيفة !
.
.
.
ذهبنا للمصلى ..وبعد الإنتهاء من الصلاة قالت لي لطيفة : تقولين بإن ربي لم يستجيب دعوة زوجي الثالثة ..
.
.
سألتها بكلمة : الثالثة ؟
.
.
قالت : بإن تصحبني إمرأة صالحة ؟...
.
.
تبسمت في وجهها وقلت لها : أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة !
وأكره من تجارته المعاصي ولو أنا سواء في البضاعة !
.
.
.
.
.
.
.
.
ثم أذن الفجر ..وكان اليوم الأخير الذي سنبقى فيه في منى ..
.
.
.
.
.
آخر أذآن نسمعة في منى ..ويارب مايكون الأخير ..
.
.
اللهم إنا نسألك العود ..ثم ..العـــــــــــود ...ثم العـــــــــــــــــــــود

.
.
.

سمـا خير غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس