مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 26-07-2009, 07:59   #7
سمـا خير
عضو متميز
 

رد : ~~~ إمرأة من زمـــن الدولة السعودية الأولى ~~~

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
.
.
.
.
.
*** الفصل الخامس***
.
.
.
رجعنا الى أيام الدرعية القديمــة ...ورجع شريط الذاكرة الى الوراء ..
.
.
تقول لطيفة : أخي الكبير كان يقوم بكل شيء ..لكنه لا يتكلم كثيراً ينفذ آوامر والدي ..وكان مؤدب بشكل لاتتصورينه ..وحتى أخي الثاني ..
.
.
كنت أعامل أخواني ووالدي برسمية مثل ما أخبرتك سابقاً ...وهم كذلك ..!
.
.
لكن عوضت هذا بعلاقتي بوالدتي كنت أنظف وأطبخ وأشعر بالسعادة عندما أخدم أمي ..مع أنني كنت في سن صغيرة جداً ..علمتني أمي كل شيء كانت تفرش السجادة وتقول : يالله يمة تعالي بنصلي وأوقف أصلي مع أمي وأشم في جلال الصلاة ريحة حنتها ريحة ديرمتها ..حتى عطرها المميز ..
كتلة من الطيبة المتحركة ..
سألتها : هل تحقق دعاء والدتكِ؟
.
.
فقالت : أي دعاء أها ..تقصدين الأربع أولاد ؟
.
.
قلت لها : نعم ..
.
.
قالت : نعم الحمد لله أنجبت أمي من بعدي ولدين فارق السن بيني وبينهم كبير نسبياً ..أصغر أخواني الآن عمرة خمس وعشرين سنه بيني وبينه عشر سنوات ..
.
.
الكبار تزوجوا ...وأبتعدوا ..وأمي إنشغلت بتربية الصغار ..أخبرتك فارق سني كبير بين الكبار والصغار ..
.
.
أما أنا فتقدم لخطبتي شاب من قبيلة ليست من الدرعية أصلاً لكنه كان ملتزم ومحافظ على دينه ..تربى يتيماً فوالداه توفيا في حادث أليم وتولت أخته تربيته ..
.
.
في البداية والدي رفض وأخواني كذلك كونه ليس منهم ..لكن أمي أصرت وهذه أول مره ـ تمشي أمي كلامها ـ هذا لإنها تعرف أخته جيداً ..قالت أمي حتى لو لم يكن يمتلك الكثير من المال !
فالرجال هم من يصنع المال ..ولا يصنع المال الرجال ..!
.
.
تزوجت هذا الرجل وسكنت في شقة صغيرة فزوجي - على قد حالة - لكنه غمرني بطيبته كان مسالم جداً ...أنجبت منه ولدين وبنت ..وكان أب حنون ولايزال ..نظرت الي وقالت : يمكن لإنه تربى يتيم ؟
.
.
فقلت لها غريبة مع أنهم يقولون فاقد الشي لايعطية !!
.
.
وهو فقد الحنان ..أقصد حنان الأم والأب كذلك !
.
.
فقالت : بل فاقد الشيء يعطية ..ويعطية ..لإنه فقده ولايريد أولاده يفقدوه ..!
.
.
.
عشت مع هذا الرجل أجمل أيام عمري ...أحسست بإني أسعد إمرأة في العالم ..في ذاك البيت الصغيرليس الموهم أن تعيشي في بيت كبير مزخرف حتى تشعري بالسعادة !
قاطعتها قائلة : عزيزتي لطوف الطيبون للطيبات ..
.
.
.
تقول لطيفة : لم أكن أخرج من البيت إلا لزيارة والدتي مرة في الشهر !
.
.
لإني سكنت في غرب الرياض وبيتي أصبح بعيداً عن الدرعية ..لذلك قلما أزور والدتي .
.
.
.
.
لكن والدتي تعبت ..وأصابها مرض عضال ..
.
.
جننت عندما علمت بمرض أمي لعلمي أن أمي لا أحد لا سوى رب العالمين..
فإخواني تزوجوا جميعاً وتركوها جميعاً ..الأول تزوج بنت العم والثاني تزوج (سورية ) والثالث تزوج (مغربية ) والأخير تزوج بنت بعيدة أصلاً عن عائلتنا وفي كل مرة أخواني يختارون زوجاتهم ..
.
.
ظلت أمي على فراش المرض شهور ..وعندما تدهورت حالتها إستأذنت زوجي وأذن لي أن أجلس عند أمي قبلت رأسه لإنه أذن لي ..
.
.
كانت أمي مثل الطير الجريح أو الطفل الصغير لا تستطيع عمل أي شيء عاجزة تماماً هجم عليها المرض وأنشب أظفارة ..غير أنها لازالت تمتلك أعذب لسان على وجه الأرض ..!
.
.
لازالت هذه الروح تدعي ..وتشعر وتحس ..مؤمنة بقضاء الله راضية مطمئنة لقد تعلمت منها الصبر ..
.
.
وهذا ماكان يعذبني ..أمي لا تريد أن تشعر أنها عبأ علي ؟ لا تريد أن تحمل أحد همها اييييه يالنفس الأبية ..حتى آخر لحظة في حياتها لا تستسلم أمي عن عزة نفسها ..
.
.
والدي ذهب وتزوج هو الآخر وأنا بقيت عند أقدام أمي أغسلها ..وأطبخ لها ..أعتني بملابسها بدوائها بكل شيء ..فعلاقة الحب التي كانت تربطنا أصبحت اليوم أكبر وأشد وأقوى فالحبيبة مريضة ! المرأة التي ضحت وعاشت وقاتلت من أجلي ومن أجل سعادتي تحتاجني الآن ...!
.
.
ماذا عساني أن أفعل تركت زوجي ..وألاودي أحضرتهم معي ..كانو يأنسون وحدة الوالدة ...
.
.
كنت أضع يدي وأقرأ عليها ..ومن ثم أنفث ..
وأشعر بإن هذا يروق لها ..لذلك أمكث طوال الليل واضعة يدي على جبهتها وأقرأ ..
.
.
في يوم من الأيام قالت لي وأنا واضعة يدي على رأسها: لطيفة يابنيتي الله يسعدتس دنيا وآخره أرجعي مع رجلتس ..
.
.
تقول لطيفة : ليش يمة أفا تعبتِ مني لايكون عيالي صجوك ؟
.
.
قالت : لا لا بس بعد تاركه رجلتس بالحاله ..أخوانك يجون ماهم بيقصرون ..
قلت لها : إلا يمه أخواني مقصرين وينهم لهم أيام والي يجي منهم يقعد دقيقتين يسلم ويشرب فنجان قهوة ويروح !أخواني وجاتهم ....
فقاطعتني قائلة : ما أبي شي من أحد الي بيجي حياه الله والي بيروح الله يحفظه وإنتِ يابنيتي روحي مع رجلتس لاتقعدين ..
.
.
تقول لطيفة قلت لأمي : يمه ما أقول كذا لإني تعبت ولا أتشكى يمة هذولا أولادتس بعد يمه مو إنتِ كنتِ تقعدين تدعين إن ربي يرزقتس أربع أولاد ؟
.
.
قالت : إيه وقرب يتحقق دعائي ؟؟
.
.
قلت لها : شلون يمه ؟
.
.
قالت : يوم إني مرضت وتعبت ما أبي أحد يشيل ويحط من تحتي إلا بنيتي ولا أبي أحد يكشفني ويغسلني إلا بنيتي ..ما أبي حريم أخوانك ..يمه هذولا بنات الناس مهما كان ..!
.
.
قلت لها : والعيال الأربع وش فايدتهم يمه لازم تهاوشينهم ؟
.
.
.
قالت : تمنيتهم أربع عشان إذا مت ماحد يحمل نعشي ويدخلني قبري إلا عيالي الأربع ...عيالي ..
.
.
.
أنفجرت لطيفة في البكاء لم تكن تبكي كانت تنوح ...
تأثرنا جميعاً ساد الصمت في مجلس منى تساقطت دموعنا ولم نستطع حتى أن نخفف عنها لا أنا ولا هيفاء كذلك آآآآآآآآآه تحرك شيء ما في قلوبنا ..ترى ماهو الشيء الذي جعلنا نبكي بحرقة ؟
.
.
.
أهو صدق لطيفة ؟ أم صدق والدتها ..
.
.
في الحقيقة لم أكن أعرف !
.
.
.
سوى أنني في كل مرة أحب هذه المرأة أكثر من قبل
.
.
.

سمـا خير غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس