مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 26-07-2009, 07:48   #4
سمـا خير
عضو متميز
 

رد : ~~~ إمرأة من زمـــن الدولة السعودية الأولى ~~~

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
.
.
.
.
**الفصل الثانـــــــي **
.
.
.
الــــــــــــدرعيـــــــــــــة ..

((عاصمة الدولة السعودية الأولى مدينة قديمة أثرية تاريخية هادئة انطلقت منها مسيرة الدولة مدينة صغيرة وادعة تطل على وادي حنيفة ..))
.
.
نعم كانت جـــارتي في (مجلس الحج ) من الدرعية ..
.
.
تحدثنا كثيراً ..تآلفنا بسرعة إنها إمرأة على سجيتها لم يغيرها الزمن ..ببساطة طيبة جداً
.
.
.
اسمها لطيفة وهــــي لطيفة بحق صدق من قال لكل إنسان من إسمة نصيب ..
عندما أستيقظت من نومي كنت أبحث عن نظاراتي ..يمين ويسار وأرفع الوسائد !
وأنا مشغولة بالبحث أسمع لطيفة وهي تقول : تفضلي ..تفضلي ..
ظننتها تريد تفضلي فنجان قهوة أو شاي فأنا لا أرى شيئاً !
قالت : أم محمد خذي عيونك ..وهي تضحك ..!
كانت تقصد نظاراتي ..أخذتها وأنا أقول لها أين وجدتيها ؟
.
.
قالت : لا يهم ..المهم أنكِ ترين الآن صح !
.
.
صباح الخير ..مارأيك نقوم نصلي الضحى ..ونفطر ..قالت لي !
قلت لهـــــا : أوكيــــــــة ! فأنا جائعة ..
.
.
أحضرت هذه المرة بيض مسلوق وخبز وكروسان وشاي بالحليب ..
أما هي فلم تحضر سوى كروسان وتمر وقهوة ..
.
.
قلت لها : تحبين التمـــــر إذن
قالت : لا نفطر في بيتنا إلا بالتمـــــــر والرسول صلى الله عليه وسلم يقول بيت لاتمر فيه جياع أهله
.
.
فقلت لها : صدق صلى الله عليه وسلم
فقالت : بعدين حنا أهل الدرعية نحب التمر ولا عجب فديرتنا كلها مزارع ونخيل ..ألم تسمعي بمزرعة المغترة ؟
.
.
أم محمد ...سمعتي بمزرعة المغترة أسألك ..
فقلت لها : عفواً سرحت قليلاً عندما قلتِ الدرعية ..تذكرت مادة التاريخ والشيخ محمد بن عبد الوهاب والأمير المؤسس محمد بن سعود رحمهم الله جميعاً ..
قالت : هل تعرفينها إذن ؟
فقلت لها : أعرفها من نعومة أظفاري..تاريخنا وسيرافقنا طوال حياتنا ..
قالت : قضيت فيها سنوات كثيرة ..كانت أجمل أيام في حياتي ..أعشق ترابها ..على العموم سأحدثك عنها أكثر لإننا في اليوم الثامن وغداً يوم عرفة هذا اليوم الذي طالما إنتظرته ..
فقلت لها : يوم عرفة يأتينا كل سنة ..
قالت : نعم يأتينا هذا الزمان ولانكون في هذا المكان !نحن الآن حجاج ..لقد دعانا الله وحضرنا ملبين ..طائعين ..محبين ..فقراء شعث غبر ..
لا أريد أن أتكلم كثيراً
فقلت لها : لطيفة تصدقين ..أشعر أن لك حكاية !
فقالت : حكاية !
تداركت الأمر وبسرعة قلت لها : أنا أيضاً عندي حكاية أعتقد بإن أي شخص لديه قصة عن حياته وربما أكثر ..!
فقالت : نعـــــم نعم ..لكن لن أحكيها لكِ كاملة !
.
.
ولدت في الدرعية ..وكان والدي - رحمه الله - تاجر ..
أخواني الأكبر مني إثنان ..ومن ثم أنا ..
والدتي كانت قصة عشقي التي لن تنتهي أبداً !
أمي كانت كل حياتي كنت أرى العالم كله من خلالها ..تحدثني كثيراً فلم يكن في البيت إلا أنا وهي ..هي الآن في دار الحق
فقلت لها : عظم الله أجرك .. تذكري دائماً أن في الحياة أشياء كثيرة أسوء من الموت ..طيب ووالدك وأخوانك ؟
فقالت : والدي في عمله دائماً ...وإخواني في حياتهم لم يكونوا تزوجوا بعد !
تقول لطيفة : أنا وأمي كنا دائماً في البيت فلا أسواق ولا خروج من البيت أبداً !
إستغربت وعقبت على كلامها : أبداً أبداً
فعقبت هي على تعقيبتي : إلا في حالة واحدة عند المرض الشديد أو وقت ولادة أمي فقط !
فقلت لها : إحلفي ..!
فقالت : والله ..تستغربين صح لقد تعودت ..تربيت على المكوث والقرار في البيت حتى بعد ماتزوجت أحب بيتي لا أخرج منه قط !
تصدقين لولا الحج لما خرجت من بيتي !
قلت لها : سبحان الله إنه الفج العميق إذن ...والزيارات ..والتمشيات ...!
قالت : الزيارات نجتمع في إستراحة كل شهرين مرة ..كل عائلتنا ..وأهل زوجي نجتمع عند أخته الكبيرة مره كا ثلاثة شهور وقلما يزورنا أحد فكل في فلك يسبحون ..
لم أصدقها عندما قالت لا أخرج من بيتي ...! فمن في هذه الأيام لا يخرج ؟
الأسواق تعج بالنساء ..في كل الأواقات ..يلبسون أغلى الموديلات ...ويبحثون دائماً عن ماهو جديد.!
لكن صدقتها أخيراً ..من كلامها وتصرفاتها مع أنه في الحقيقة شيء لا يصدق !
.
.
.
تقول : كانت أمي ..تدعي دائماً أن يرزقها الله بأربعة أبناء ..لم أكن أعرف سر إصرار أمي على هذا الدعــــــــاء ..وكانت تطلب مني أن أدعوا لها بهذه الدعوة التي أحبتها وإعتادت عليها ..
.
.
.
والدي كان رجل حازم ..شخصيته قوية ..شيخ رزين أصيل وشهم لا يحب الكلام الكثير لا يخاطبني كثيراً وأعتقد أنه لايخاطب أمي كثيراً أيضاً ؟
أخبرتك والدي لايحب الكلام الكثير ...
أمي تخافه تحبه ..لو أن الرسول أمر النساء بالسجود للرجال لكانت أمي أول الساجدين ..
لو أقول لكِ أمي تقدس والدي تصدقين ؟
والدي بالنسبة لنا كالملك ..الشخص الذي لايخطأ ..رمز للخيــــــر ..يصدر التعليمات ونحن ننفذ ..
.
.
أخواني أكتسبوا هذه الصفة من والدي رحمه الله ..
وأمي رحمها الله أعطتهم نفس القدر وعاملتهم بنفس معاملتها لوالدي ...
.
.
كانت دائماً تقول ((الله يعافي الرجال))
.
.
لكن معاملتها لإخواني بهذه الطريقة جعلتهم يعاملونها برسمية أكثر ..فعندما تزوجوا إنعزلوا عنا كل واحد منهم ذهب في حياته مع زوجته وأولاده وبقيت أنا وأمي ..
.
.
قاطعتها قائلة : هل أنجبت أمك أربعة أولاد ؟؟
.
.

فقالت لي : سأخبرك ..لكن ليس الآن فغداً يوم عرفة ..!
.
.
ماذا تريدين ...نحن حجاج وفي كل مرة نقول سنسكت ..سندعوا !!
.
.
.
.
اللهم لا تؤاخذنا . سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب اليك ..
.
.
قامت لطيفة مسرعة تريد أن تصلي الظهر ..وتركتني بكومة من الأسئلة !
كنت أستمتع لسردها ..لصدقها ..وفجأة توقفت !
.
.
.
.
وتوقف كل شيء ..ومن ثم قمت وتداركت نفسي وتذكرتها يوم قالت : غداً يوم عرفة سنولد من جديد إنه يوم ميلادي ..وحلم عمري ..
فقمت وعساني أحقق شي في حلم عمــــــــــــــري ..
.
.
.
يتبع

سمـا خير غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس