مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 19-06-2009, 22:26   #7
يعرُب
 

رد : بعض الحكايات لا تنتهي ..!


8
أزعجتني الحركة والأصوات في البناية ، في العادة تكون في هدوء تام ، فأنا لا أشاهد حركة ساكنيها إلا بالنادر أيام الإجازات ، الكثير منهم يعمل خارج المدينة ، يعودون لها من أجل قضاء مصلحة في العاصمة ، أو كما قلت في السابق إجازة قصيرة ، اليوم الوضع مختلف ، منذ فترة لم يحدث مثل ذلك الضجيج ، حتى مع مغادرة الهندي منها ، قد يرجع تسلله ، أنه كان ناو على سرقة ، ففعل .


كان كل ذلك الضجيج صادر من الإيطالي الذي لم أشاهدة منذ أن التقيت به أول مرة ، واليوم ها هو يعود محملاً بأثاثه الذي لن تسعه الشقة ، حاجياته كثيرة ، تشعر أن الفوضى بداخل ذلك العفش لن تنتهي ، وأنه لا يمكن ترتيبها بشكل أنيق مثل جاري الفرنسي ، همجي بشكل عجيب حتى في تعامله مع العمّال ، اتخذت زوجته مقعداً وظلاً ، وأخذت تراقب الوضع من بعيد وهي صامتة ، لعلها في إحراج شديد من تلك الجلبة التي يحدثها زوجها ، خاصة وأني بدأت أراقبها من نافذتي .

بدا لي كأن الأشياء لا تنتهي من تلك العربات ، ما لفت نظري هو حوض السمك الزجاجي الكبير ، الذي قررت زوجة الايطالي أن يجلبه العامل بجانبها ، خوفا عليه من الكسر ، نزلتُ إلى الأسفل أتسول حديثاً معها ، في انشغال زوجها داخل الشقة بترتيب الأشياء ، سألتها ..
هل تجيدين الانجليزية .
- نعم قليلا ً
- أخبرتها أن حوض السمك ، قد يرغب طفل إفريقي أن يعيش بداخله ، فهو بحاجة لتلك المعيشة أكثر من سمك الزينة .

ابتسمت واعتبرت أن تلك دعابة ، غير أني في الحقيقة كنت أعني ذلك ، الحياة مؤلمة هنا وخاصة للأطفال ، تتساءل أحيانا أين ربهم ؟ ، ألا ينظر لهم بعين الرحمة وهو الرحيم .

دائما اسأل نفسي لماذا هم في العذاب أكثر من بقية الشعوب ؟
تلك قسمة الله ، هذه النتيجة التي أخرج بها في كل مرة وهي مرضية بالنسبة لي .


يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس