مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 08-04-2009, 11:50   #13
عاشقة شعر البدر
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عاشقة شعر البدر
 

رد : سطـورفارغـــــــــــه

لجزء العاشر

جزء من الماضي يعود محمل بوعود طوت مع صفحات معلقة على جدار يقارب على الوقوع و نثر كل ذكريات الماضي راسم اكبر علامة لمن لم يعشه يوما أنها قصة..
بيت قديما أصبح بدوننا مهجور..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
مختبئة بين الشر اشف و محتضنة الوسائد لتمدني بالدفء في شتاء برده قارص..
و مغمضة عيناي و سارحة في قوقعة تردد في داخلها اسم واحد و وحيد..
كريم...
أصاب بالخجل من مجرد ذكره اسمه حتى مع نفسي..
فالإحساس في داخلي ينبع كما مراهقة في السادسة عشر من عمرها تحلم بان تكون أول من يدق قلب شخص ما..
هذه الليلة بدوت كريشة طائر تحلق عاليا تتمايل بجانبية لتقع بين حناياه..
حينما طلبة مني سلمى الاتصال بأخيها كريم, كنت سأرفض و لكن الوضع لا ينتظر تأجيل أو تفكير, فهناك مولود سيظهر على ا لحياة..
رفعت السماعة بتردد لتعبث أصابعي بأزرار الهاتف لأضغط الأرقم بعشوائية, اعت ضغطها مرتين متتاليتين حتى المرة الثالثة لترفع من الطرف الآخر..
لثواني رآه لي أغلقها بعد سماعي صوت كريم غالبا عليه النوم..
اندهشت بعد صمته و تميزه صوتي و بسرعة..
يمكن للمرات القليل التي ارفع فيها سماعة الهاتف إذا كانت زوجتي عمي مشغولة أو إذا كان البيت خاليا من أي احد..
و ها هي الظرف تجبرني على الركوب من جديد في سيارته ..
و لوحدنا..
من خلال المرآة استرقت النظر و جلت ببصري على وجهه فرأيت سواد عينيه و ملامحه الحادة المحفورة بين غمازتين محتلة مساحه على وجنتيه بكبرياء..
( سأوصلك انتظري )
قال كريم و أنا أهم بركوب أول عتبه..
وقفت ملتصقة مكاني لثواني ثم تابعت صعود عاتبات البيت دون آن التفت إلى الوراء,
المفتاح في يداي اشعر به ياهتز لهول ارتجافي لأصوب بصري لجزء من الثانية على وجهة كريم ,
لتصدر مني رعشة جعلت المفتاح يسقط من بين أصابعي !
لآني عندما استدرت كان مستندا على الحائط قرب الباب و واضعا احد يديه في جيب بنطا له و اليد الآخر تحاول اخذ مكانه في الجيب الآخر و الابتسامة القاتلة احتلت مساحة من وجهه المستدير !
التقط المفتاح حيث وقع و محاولة تمالك نفسي !
لأخطو خطوة أولى في الظلام و ليتسلل الضوء من الخارج من قمر هب لتوديع آخر للحظات الليل ..
صدرت مني شهقة فزع ارتعشت بها إطرافي عندما آمال بجسده إلى الداخل !!
هل جن ؟؟
هل يعتقد أني اسمح له بالبقاء ؟ !
لكن كل الأفكار وقعت أرضا هاربة بخجل لتفكيري الطفو لي لينتشر الضوء بعدها ..
متى سأتوقف عن إبداء التفكير السيئ ؟؟
لا اعتقد ذالك !!
لقد أغاظني بقوله
(أغلقي الباب خلفك جيدا !)
هل يحسبني طفلة صغيرة لا تستطيع تحمل المسئولية و بحاجة إلى نصائحه ؟!
ثم استدار مغلقا الباب خلفه, تاركا إياي في حيرتي..
لأغلق بدوري الحديث عنه مؤقتا فقط ..
نسيت آمرا مهما جدا..
أنجبت زوجة عمي سلمى بنت جميلة بل رائعة الجمال اسمها رائدة..
بذالك تحققت أمنيت الجميع وحلت البنت الوحيدة إلى عمي سالم..
في المساء اليوم التالي عاد عمي و كم كانت فرحته كبيرة و أنا أزف إليه بشر قدوم طفلته, أسرع بعدها إلى زوجته في المستشفى..

في صباح اليوم التالي
كنا ننتظر قدوم عمي و زوجته و الطفلة الصغيرة رائدة فهي أصبحت شخص مهم و متلهفين إلى روايته..
و حتى التوأمين لم يكفا عن طرح الأسئلة عن الصغيرة..
" هل اشترت أمي طفلة صغيرة من السوبر ماركت ؟
" هل هي جميلة ؟ "
" هل ستلعب معنا ؟ "
" هل ستنام مع أمي ؟ أنا أيضا سأنم معها ! "
" هل أصابعها صغيرة مثل غيداء ؟ "
و الكثير من الأسئلة و طرح الاقتراحات من اجل الصغيرة رائدة !
و بدخول رائدة على حياتنا محمولة بين يدا عمي تقافزا كلا من هادي و فادي و حامد و حتى غيداء فهي تعي قليل مما حولها..
متلهفين للنظر إليها و حملها..
أصبح البيت بعدها مسرحا للعب و اللهو و مصدرا للإزعاج بوجود الطفلة الجديدة رائدة..
و الشجار الدائم على من يحمل الصغيرة !
" أمي لم احملها , ضعيها هنا ! "
" كل أنا من سيحملها ! "
" بل أنا "
ليبدأ البكاء في كل مرة يتنازع الجميع على حملها حامد و هادي و فادي..
في الأيام جاء كريم و معه ثامر..
قال كريم يحدث سلمى
" أصرا على آن يأتي و بعد إلحاحا منه على مرافقتي أخذته معي.. أردا آن يجلس مع الجميلة "
قال كلمته الأخيرة و هو ينظر نحوي لأخفض بصري إلى الأسفل إلى ابعد نقطة ..
قالت سلمى و هي تحمل ابنتها
" لكن الجميلة لا تكف عن البكاء "
قال ثامر قاطع كلام سلمى و بعفويه
" لا اقصد رائدة بل غيداء "
وتابع
" شقيقة رنا "
قالت سلمى بحنق
" يا لك من آخ "
تدخل كريم
" آريتي لا يكف عن إلحاحه على رأيت غيداء "
ثم تابع بسخرية
" شقيقة رنا "
في كل كلمه كان بنظر إلى ناحيتي, و أنا اخفض بصري أكثر و أكثر..
هنا شعرت بأنه رقبتي ستكسر من طأطأته بسبب كريم و تعليقاته الساخرة..
" ثامر انتبه على الجميلة "
قال ثامر مبتسما
" الجميلة.. لا عليك سأبقى حارسا لها "
ضحكت من كلام ثامر ثم قلت
" فتى مشاكس "
وجه كلامه إلي ما أطرني إلى رفع راسي
" أين هي ؟ "
قلت
" من ؟ "
قال كريم غامز بأحد عينيه و الابتسامة تشع من وجنتيه
" يقصد الجميلة ! "
توقف نبضي و الهواء عن الاندفاع إلى داخل رئتاي و وجهي زاد اشتعاله ما بين غضب و خجل حتى بدا كلامي مبعثرا و معلثم
" ا .. إنها .. الآن .. هي.. نائمة.. "
" سأفتح الباب بهدوء.. لن اصدر صوت "
و اختفى من أمامي كما اختفى كريم..
خلال هذه الفترة أي منذ أنجبت سلمى صغيرتها كانت يتردد على البيت أناس كثيرون بعضهم من أقاربنا و آخرين أقارب إلى زوجة عمي سلمى و أصدقائها واحدة فقط لم ارتح لها, فلم أرى في حياتي أمراء مثلها نفاقا وعجرفة و غرورا ابغض ما رأيت في حياتي و ما سأرى تقابلكم بضحكه رنانة خلفه الكثير من الكذب و الزيف !
و في كثير من الأوقات اسمعها تتحدث عن عنا مع سلمى ..
و في إحدى المرات, الأمر تعد الحديث العابر بل تطرق إلى وجودنا في بيت عمي و احتلالنا البيت و ابعدا عائلتها تقصد بذالك سلمى و خصوص وجودي أنا يمنع كريم من اخذ حريته في البيت..
في بعض الأحيان رد سلمى يطمئن و في أحيانا أخرى لا يدعو إلى الاطمئنان أو النوم الهادئ..
و اكتشفت السبب لاحقا..
المدعوة فائزة تهيم حب بي كريم و تسعى إلى الزواج منه..
كلامها ينشر السم في الجسم و يصعب القضاء عليه
تنظر لي بتعالي, قالت فائزة
" أهلا بك رنا, لماذا لا تجلسين معنا , أو أنت من الأشخاص الذي يبغضون الجلوس مع الآخرين ؟ "
إذا تعلن الحرب ,
تريد إن تظهرني ابغض الآخرين و لا أحب أحدا و إمام زوجة عمي..
قلت بغضب مكبوت
" أبدا.. لا ابغض الآخرين.. فقط اختار الذين اجلس معهم "
و تعددت المواقف بيني و بينها فهي تتعمد إذلالي و بطريقه هادئة و بابتسامه خبيثة تعتلي وجهها..
حتى زرعت أول خلاف بيني و بين زوجة عمي و لولا طيبت سلمى لتفاقم الوضع إلى الحد الذي لا يمكن السيطرة عليه..
في يوم ما جاءت لزيارته كما هي معتادة إذا كان عمي غائب عن البيت جاءت سلمى طارقة بابي
تكلمت سلمى بدون أي مقدمات
" فائزة تشعر بالخجل من مجيئه لأنها تشعر بأنكِ لا ترغبين في رويتها.."
قلت بعدم اهتمام
" و ما شأني بها "
قالت سلمى بعصبية
" أنها صديقتي المقربة و من عدة سنوات إما أنتي .. "
لم تكمل بدت مترددة و متعلثمه
أكملت بدلا عنها
" لا نعني لكي شيء .. و نعيق حريتك "
ندمت على قولي و ما فائدة الندم
قالت غاضبة
" لم أتوقع جواب كهذا اقلها الاحترام لاستضافتي لكم في بيتي "
لم أرد آن أشعل فتيل الشجار و لم اجب بغير
" اعلم ذالك .. سامحيني على إغفالي الآمر "
خرجت من غرفتي دون آن تهتم لقولي وذلك بسبب الخبيثة زياراتها إلى سلمى قد زادة و أصبحت تلازمها كالظل..

كانت هناك يوما حيث كنا..
اليوم و حيث كان الأمس و إلى بقايا ذكره جرداء من الماضي..
طرق الباب طرق سريع ليفتح بعدها ويظهر من خلفه ابن عمي حامد مندفع إلى الداخل ويقترب مني قبل آن أعي ماذا يحدث
امسك يداي و حثني على المشي بسرعة إلى حيث كان الجميع مجتمع وقفت مكاني و أجيل ببصري من عمي الجالس على المقعد و بارتياح و زوجة عمي سلمى و التأثر ظاهر على وجهها و حتى التوأمين و الصغير
الحبيبة ذو العام و النصف متعلقة بقدم رهف ..
إما رهف..
رهف تمسك بقرص الهاتف و تتحدث باكيه و شيئا من الفرح يتخلل بكاها
" نعم.. أكملت دراستي.. بقي عام واحد "
" و أنت سعيدة ! "
" اشتقت لكي وئام ! "
!
!
قلت بصوت عالي
" وئام !!!! "
" شقيقتي وئام !! "
بعده لم انتظر أجابه من احد أسرعت نحوى الهاتف و أمسكت بقرص الهاتف ما بين أصابع رهف وهي تحاول إمساكه لتكمل كلامه
" ها هي رن.. "
لم تكلم لان القرص الهاتف أصبح بيدي و يلامس إذني محاولة اخترقه
حتى استطيع السماع جيدا..
" وئام "
" رنا أهذه أنت رنا "
قلت و أنا أوشك على البكاء من فرط فرحي و سعادتي لسماعي صوت أختي بعد عاما و النصف
" و من ستكون غيري ! "
أمطرتني بوابل من الأسئلة و أنا أجيب
" ا انتم سعداء في بيت عمي "
" كيف هم "
" اشعر بالشوق لرويتكم "
" لما لم تتصلي من قبل ؟ كيف تنتظرين عام ونص حتى تفكري بذالك ! "
قالت بحزن
" كنا خارج المدينة طوال هذه المدة و لم نعد إلى من شهرين , و رقم هاتف بيت عمي لا اعرفه ! "
قلت مستفهمة
" كيف حصلتي عليه "
قالت موضحه
" من عمي "
قالت و أنا ارفع بصري نحو عمي الجالس حيث كان
" من ؟ "
قالت
" عمي سالم , جاء منذ عدة أشهر إلى بيت أم باسم و أعطاهم رقم
الهاتف "
" لكني جربت الاتصال و لم يرد احد "
" كانت مصادفه توافقت حضورهم و كم فرحت لذالك "
أرت الاطمئنان عليها, قلت
" وئام كيف آنت و.. و باسم "
بدا صوته يشوبه الحزن
" رنا .. هل سامحتني حقا ؟
لم تجب على سؤالي بل سألتني
قلت بحيرة
" على ماذا ؟ "
قالت بضياع
" على خذلاني.. على كل شيء "
" الآمر انتهي .. آنت سعيدة ؟ "
هنا لم تجب بل قالت
" خفت آن يكون مصيري كمصير آمي ؟ "
قلت بهلع
" ماذا حدث ؟ "
لمحت الجميع ينظر نحوي باهتمام
قالت بندم صادق
" لم يحدث حمل إلى الآن.. اهو عقابا على ما فعلت ! "
ماذا أجيبها . اخبروني انتم ماذا ؟ أواسيها بتجربة عشنا مرارتها..
معنا وتجربة خوف عشاها ولدنا قبل آن نولد..
" لا تيأسي , رحمة الله واسعة على عبادة , لا تقلقي نفسك بما لا يدا لكي في تغيره "
أغلقت الهاتف و حالي متعلق بصوت وئام حيث للحظات الماضي بقت محفورة في بيتنا القديم..
اقتربت بجانب عمي سالم لأنحني إمامه مقبلة جبينه بشكر و امتننا
" لن أنسى معروفك ما حييت "
مجتمعينا حول مائدة الطعام نتناول العشاء هذه أول مرة نكون جميعا دون تكليف في أكثر الزيارات لكريم نغلق بابا المطبخ أنا ورهف و لا نخرج حتى يغادر هذه المرء إصر هو على بقاء و تحت إلحاح ثامر بقينا
و اعتراض عمي في أول الآمر في النهاية استسلم و قبل أن نجلس معهم جميعا..
لم ا آكل الكثير اشعر بنظراته موجها ناحيتي
" سأخبركم أمرا ! "
التفت الجميع إليه,
" لقد حصلت على فرصة عمل ممتازة "
قلت سلمى و هي تطبق على يد كريم
" خبر يستحق هذا العشاء "
قال عمي
" و عملك الحالي "
قال
" استقلت "
قال ثامر
" و هناك خبر آخر, لم يخبرك عنه "
قالت سلمى
" لا تقل قررت الزواج "
ضحكاته جلجلت المكان حتى ضحك معه الجميع
قال
" كنت أتمنى ذالك "
قالت سلمى متلهفة
" هي تكلم أثرة فضولي "
" سأعمل خارج البلاد .. و سأنتقل إلى هناك "
أطلق الخبر و عم السكون بعدها حتى من أصوات الملاعق المرتطمة بالإطباق..
أخفضت الشوكة من يدي و الصدمة ظهرت جليه على وجهي..
يسافر يالا السخرية هل هزأت بنفسي آن تصورت ...
تصورتي ماذا رنا .. ماذا تخيل عقلك المجنون !
هناك دمعه وحيدة توشك على السقوط..
تكلمت سلمى بعد صمت
" فاجأتني , و ثامر ؟ "
" سيكون معي سجلته في المدرسة الإعدادية قريبه من البيت الذي استأجرته "
عمي بهدوء المعتاد, قال
" اتخذت قرارك إذا, يوفقك الله "
ثم نهضت يصافح كريم و ثامر أيضا..
اضطررت إلى البقاء حتى لا يشعر احد بما يشتعل في داخلي و تمنيت خروجهم سريعا لدي رغبه شديدة في البكاء..
بكيت تلك الليلة كما لم ابكي من قبل,
بكيت حظي العاثر و على أحلامي التي بنيت خلال قرابة العامين و تهدمت في لحظة واحدة..
بكيت كما لم ابكي يوم فقدت أبي ..
بكيت أكثر من يوم بقينا بدون أماً تضمنا إلى صدرها بحنان..
الليلة فقط تذكرت بيتنا و غرفتي و سريري و سادتي القديمة و ما تحمله من دموع لم تجف بعد ,
كم أتمنى العود حيث ما كنا و لم أرى يوما كريم !!
بعد يومان جاء كريم عل غير موعد و فتحت الباب بنفسي..
و تمنيت لو بقيت في غرفتي وان لا أقف إمامه الآن..
استدرت سريعا, فانه لا أريد رواية وجهه و ابتسامته ثانيتا..
" رنا "
أكملت طريقي غير عاباه بنداء ودخلت المطبخ و أغلقت الباب خلفي سلمى كانت تتطعم ابنتها رائدة..
قالت و هي تنظر إلى الباب المغلق
" لما أغلقت الباب ؟ "
" أخاك هنا "
" من ثامر؟ "
" كلا الآخر "
قالت و إحدى حاجبيه مرفوع بتعجب
" كريم ! "
ووضعت ابنتها على الأرض و خرجت من المطبخ و سمعت صوت كريم يتكلم معها..
بعد دقائق سمعت صوت الباب يفتح و توقعت آن تكون سلمى ..
يتبــــــــــــــــع

التوقيع:


ان رفعت الصوت .. صحت يا بعدك
وان قويت سكوت
آه ,,، يا بعدك
انت والا الموت ...
وما احد بعــــدك .






عاشقة شعر البدر غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس