[جنون مهره]

ولأنها قلوبنا الـواهنة الـ تحتطب الحزن ليدفئها .. و لأن صمامات الأمان ما عادت بها تجدي , ولأن ظمأنا لا ترويه بضع قطرات ودّ باهت وجوعنا لا يُشبعه فتات رفقةٍ متلونة , وأرواحنا تأبى مجاورة الأرواح الصفراء , ولأن الفراغات الـتي اتسّعت لا يملأها ( أي كان ) ولا حتى أن نبدل أحداً بآخر , ولأننا نرفض أنظمتهم الـتي بالنبل لا تعترف , ولأننا نرفع ذواتنا عن توافه ذواتهم , ولأن الأبواب الـ أشرعناها تجاسرت و سمحت بالريح العاصفة أن تدخل و تقتلع أمننا من جذوره , ولأن كل الدروب أضحت خطرة , و الأمكنة ضاقت بأهلها و ابتدأت تزيحهم واحداً تلو الآخر , ولأنه العمر الـ يركض بنا و بلا هوادة والتقاط الأنفاس بات صعباً و صعباً جداً إن لم يكن مستعصياً , ولأن ابتساماتنا ما عادت لأعيننا تصل , وضحكاتنا لا تلامس الأذن , وصرخاتنا ما تكاد من حناجرنا تخرج , ولأنه الحب وهو الإحساس الأنبل أمسى قصة سقيمة تخرج من أفواهٍ لـ عقولٍ غبية يضحكونك حيناً و آخر يقرفونك

كان الفقد الإحساس الأبشع على الإطلاق الـ يزلزلنا دون أن ندري !

وحقاً واللهِ ..

الفقد .. فجيعةٌ بحد ذاته .. وقد يمر العمر ومنه لا نفيق ..!