مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 17-03-2009, 17:35   #7
عاشقة شعر البدر
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عاشقة شعر البدر
 

رد : سطـورفارغـــــــــــه

الجزء السابع

نفقد الآخرين عند رحيلهم, و نشعر بعدها و كأنه الدنيا قد توقفت عند هذا الحد, بعد عدة أعوام أو أشهر تعود لنا الحياة متجددة لننسى كل من رحل و سيرحل, لأننا نبقى حيث ما كنا فقط نفقد احدهم...
أما أن تنزع بي كلتا يديك, الماضي بكل ماسيه و الحاضر حيثما يقع بصرك و المستقبل حاملاً معه أحلامك مع أصداء الضحكات و أثار الدموع و البيت و الجدران و حتى الفراش الذي ننام عليه و الوسادة البيضاء الملونة و مع ما تحمله من ذكريات...........
أليس هذا هو الرحيل.
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

أربعة ساعات مرة ننتظر المصير !
نظره واحدة فقط القيها قبل الرحيل على بيتنا المهجور, نظره واحدة, ولن تكون بعدها أخرى, إلى ما أن يكتب الله ...لنكون في هذه السيارة مع شاب غريب,
و أي أفكار راءت على بال عمي حتى لا يؤجل الأمر حينا أخر..
و يكون هو من يقلنا إلى بيته..
ساعات مرت علينا مملوءة بفرح يشوبها الخوف من اللحظة القادمة لحظة الفراق و وداع كل من نحب و ما نحب..
استيقظت رهف و التحسن بادا على وجهها فالغفوة الصغيرة قد أراحتها
قالت رهف
" الم نصل "
قلت
" كلا "
قال الشاب
" إمامنا ساعات طويلة حتى نصل "
و مازال الصمت رفيق الدرب إلى أن سمعنا صوت قوي شعرت و كأنه
السيارة قد اهتزت منه..
لتصرخ رهف بعدها
" أوه ربّاه "
في للحظة حدث ما حدث اقتربت منا شاحنه نقل ضخمه تمشي بسرعة جنونية, انحنت السيارة إلى طريق رملي بل كان حجري فاهتز ه السيارة ليصدر صوت قوي...
أفكار غريبة تتراود في العقول البشرية في أصعب لحظات الخوف..
أقربت النهاية لحياتنا, هل سيئول مصرينا الموت في العراء؟ !
أم نخرج منها بإصابات دائمة !!!
رهف منكمشة على نفسها محتضنة يديها تهرب من المشهد أمامها و حتى الصغيرة صدر منها بكاء مفزوع, احتضنت الصغيرة مغمضة عيني بخوف..
توقف السيارة فجاء...
لم أتجاسر بالنظر إلى من حولي خوف من تضرر احد منهم..
ما سمعته صوت انفتاح احد أبواب السيارة, لينفتح بعدها أخر
" رنا "
التفت ناحية الصوت ما كان غير الشاب ينظر إلينا بقلق وخوف
ارفع راسي و نوبة من السعال تندفع خارجه مع جيش من الغبار المتناثرة من اندفع السيارة على الرمال..
سئل بقلق
" هل تضرر أحداكم ؟؟ "
استدرت بسرعة إلى أختي الغالية رهف.. حاولت رفعها من مقدمة المقعد كانت تشد على يدها أكثر فأكثر.. حتى ابيضت أطرافها..
أناديها
" رهف "
لم تجب ولم تبدي أي تغير بل ضمت رجليه أكثر..
أزحت الصغيرة على المقعد, اقتربت من رهف رفعت رأسها ليعتصر قلبي آلف مرة ومرة و لا أن يعاد ما حدث هذا اليوم قبل أن نكون في طريقنا إلى عمي..
أي خوف و إي رعب اعتلى قلبها حتى تشعر بوجهها المتجمد.. كمنديل ورقي هش و لا ترى غير الدموع المنسابة على خديها...
احتضنتها بكل قوة.. قلت
" رهف لا تخافي, نحن بخير انظري لم يحدث لنا مكروه "
لم تزدد بذالك إلا بكاء
" سنموت, سنموت رنا بدون أمي..
بعيدا عن بيتنا بعيدا عن وئام "
ليقطع السيل الجارف من الدموع صوت الشاب
" رنا.. أعطيها الماء لتشرب "
أعطاني عبوة ماء باردة.. فقد كان الشاب يقف بحيرة..
لكن ليس هذا وقت التحدث عنه..
قربت عبوة الماء من فمها أحثها على الشرب..
بعدها أخفضت رأسها, مقتربة إلى جانبي, معتصره يديها حولها و مغمضة عينيها بتعب..
و اضطرابها لا يدعوا إلى الارتياح, لكنها بأفضل حالاً..
بحثت بنظري عن الشاب لم أره.. لقد اختفى..
و لم استطع التحرك لأنظر خارج السيارة, رهف واضعه رأسها بجاني و الطفلة إلى الجانب الآخر..
رايته مقترب من السيارة و الغضب يكاد يمزق الكون و من حوله..
لم انتبه لطريقة كلامي من الخوف
" أين ذهبت و تركتنا وحدنا ؟ "
رفعا احد حاجبيه باستغراب
" إلى الأحمق الذي كاد إن يودي بحياتنا "
" نكمل السير "
لم ينتظر أجابه فقد باشر الأمر..
بعد نصف ساعة
" هل انتم بخير "
أجبته بصوت مقارب إلى الهمس
" نعم "
هل الابتسامة من رايتها تعود إلى وجهه..
تجاهلت ابتسامته و استدرت انظر عبر النافذة لا تجاهله هو أيضا..
" رنا "
كانت رهف تحاول الجلوس مستقيمة..
ابتسمت له برقا, ثم قلت
" هل تشعرين بالتحسن "
حركة رأسها إيجابا
" اشعر بالعطش "
بحثت عن عبوة الماء, ما زالت محتفظة ببرودتها شربت قدرا من الماء و ثم أغلقتها, حركتها بأسف
" أسفه شربت أكثرها, لم يبقى منه الكثير "
" اشربي قدرا ما...
قال الشاب قاطعا كلامي
" أوووه لا تقلقي هناك المزيد من عبوة الماء, أي وقت تشعرين بالعطش لا تخجلي من أخذها
حتى أنت يا رنا "
هنا بدا على وجهي الغيض, هذه ثالث مرة يذكر فيها اسمي وبكل بساط و كأننا نعرف بعضنا من قبل.. و يكلمني و كأني طفلة..
و هذه الابتسامة التي تتسع كلما تكلما إلينا !
متى ستنتهي ؟؟!!
توقفا عند محطة لتزويد بالوقود في احد المدن القريبة,
لم يتبع الطريق مباشرة بل توجه إلى الشارع الأخر ليتوقف مقابل محل صغير لأبيع ألمود المعلبة..
" انزلا "
قلت بتردد
" إلى أين "
قال الشاب
" لتناول الغذاء "
قلت معترضة
" لا حاجة لذالك, لا نشعر بالجوع "
قال و هو يشير إلى رهف
" و أختك ؟ "
رهف قالت
" أنا جائعة "
التفت إليها غاضبه
" رهف عندما نصل سنأكل "
قالت غير مبالية بنظراتي
" لكني أتضور جوعاً "
قلت لها بتحدي
" اصبري حتى نصل "
قال موضحا
" لن نصل إلا بعد عدة ساعات وستكون طويلة.. فهل ستتحمل الوقت الطويل بدون طعام ؟! "
أذعنت للأمر.. و نزلت من السيارة و الانزعاج يلوح في كل تصرف متدخل منه..
توجهنا إلى الداخل الناس كثر كلا متعجل إلى إكمال طريقه و القلة من يمكثون في الداخل للأكل..
لم أذق من الطعام الكثير فلا أحب أن أتناول الطعام و الناس تتفرج علينا و حتى هو أدارى الكرسي الجالس عليه ليعطينا حرية اكبر في التصرف..
تكفل بدفع المال فان لا املك النقود فقد نفذا كل ما عندي..
تساءلت حينها لو لم يحظر عمي إلينا وظللنا في بيتنا دون أن يطرق بابنا احد من أقاربنا الذين انقطع علاقتهم بابي يرحمه الله ما سيئول إليه مصيرنا دون الاطمئنان إلى وجود رجل...
مرة ثمان ساعات ونحن نسير بغير هوادة..
يتفاقم ما في داخلي بين لحظة و أخرى و مع ازدياد الظلام يزداد خوفي..
و الصمت عادة يغطي المكان, لكن الأمر مختلف قبلها النور المنتشر من قرص الشمس يشعرك بالأمان,
أو يبقى بصيص من نور القمر في وهج السماء..
أما ألان لا ضوء شمس و لا قمر ولا حتى نجوم الأضواء اختفت لم يبقى غير الضوء الخافت المنبعث من مؤشر السرعة في السيارة..
خيم الظلام و خلى المكان من المارة فقط من سيارات تمر مسرعه كلا في طريق مختلف..
في كل مرة يطلب فيها عمي سالم استعجالنا في الذاهب معه إلى المدينة الأخرى و في كل تأخير أبدى انزعاجا إذا لم يتم الرحيل..
الآن فقط عرفت لماذا !
كان الطريق إلى المناطق الأخرى صحراويا, طويلا جدا...و مخيفا جدا..
طريق موحش لا ترى فيه غير حطام شاحنات مقلوبة أصابني برغبة في الصراخ بصوت عالي ليشعرني بالأمان...
سأنسى الخوف الآن لست في حال جيد حتى أزيدها خوفا على ما هي عليه..
تذكرة أمر الرسالة, أخرجتها من حقيبتي لإقراء ما فيها..
* رنا.. لعلمي المسبق بكِ كتبت الرسالة *
هذه الجملة تثير التساؤلات فما هي رنا حتى يعلم ماذا سأفكر..
* و ثقي كل الثقة بمن أرسلت *
ابتسمت رغما عني..
و هل يوجد أكثر من هكذا ثقة نحن معه في سيارة واحدة دون أي فكره عما سيحدث بعدها !!...
* فانتم أمانه *
اعرف ذالك لا حاجة لتذكيري حتى في رسالة قصيرة..
بعدا عن الكلمات المكتوبة..
الورقة البيضاء الموضوعة في الداخل كانت خاليه لم يكتب عليها, و مطوية جيدا, ما الهدف من إرسال ورقه فأرغه.. أغلقها مرة و افتحها مرة أخرى وكلي حيرة ورقه بيضاء فارغة في مظروف رسالة..
لماذا هي هنا ؟
أتكون محض الخطاء !!
*
*
الساعات تتوالى.. و اشعر بالتعب من الجلوس الطويل على مقعد السيارة, و يدأي متيبستان من وضع الطفلة عليها.. فهي على هذا الحال منذ ركبنا السيارة..
قلت له بعد تردد
" ابقي الكثير ؟ ! " اقصد بذالك الشاب
حانت منه التفافه لكنه عاد و بسرعة يركز على الطريق
قال
" كما قلت سابقاً هناك الكثير من الساعات حتى نصل "
قلت بضيق
" كم تعني الكثير من الساعات في سلسلة الإعداد ؟ ! "
قال و هو يضحك
" ثلاث ساعات أو اقل"
تابع بسخرية
" إذا كان هذا ما تعنيه ؟ "
قلت بسرعة
" افففف إلا تمل من "
توقف تذهلني جرأتي وما كنت انطق به هل سأتحول إلى وئام بنفاذ صبري..
عاود الكلام
" لم تكملي "
تحاشيت الإجابة و كأني لم اسمعها و لتجنب النظر إليه لكني لم امنع نفسي من استراق النظر من خلال المرآة العاكسة..
ألا يكف عن التبسم !
إما رهف لم تكف عن التقلب, إثارة شفقتي تحاول النوم متقلبة وتدور على نفسها وتبدو منزعجة في نومها, أزحت لها مكان اكبر حتى تستطيع النوم بهدوء
" تعالي إلى المقعد الأمامي "
فتحت عيني غاضبه ماذا يعني هذا الرجل
قال مبررا
" حتى تستطيع أختك النوم براحة اكبر فهي متعبه كما يبدو "
على الرغم من ذالك التصقت زجاج السيارة ليكون لها المكان الأكبر لتنام و الشاب فليذهب واقتراحه و المقعد الأمامي و ابتسامته إلى ابعد مكان في العالم..
آو كلا لا تفكروا به سوئا لم يصدر منه أي خطاء أو سوء في التصرف..
لكن وكم تعلمون وكما قال عمي في رسالته علمه المسبق بي لا ادع فرصة إلى المستقبل..
؛ سنتركه مركزا على الطريق حتى لا نتعرض إلى حادث بسبب التحدث عنه مع نفسي؛
الإرهاق تمكن مني, و محاولاتي المستمرة في إبقاء عيني باتت مستحيلة, و رغم ذالك بقيت مستيقظة, أغمضت عيني لدقائق و طال الأمر لأكثر من ساعة تتخللها غفوة متعبه وشعور أتعبني برغبة بان ابكي كالأطفال و أنام..
" وصلنا "
فتحت عيني فزعه و راسي يدور في دوامه كان الليل في أخره يحاول نزع القمر المضيء في السماء لينشر أول إشعاع الشمس..
لم أعقب, تابع قوله
" هنا بيت عمكم سالم "
غير مصدقه بعده هذا التعب
" وصلنا أخيرا
" رهف
انهضي لقد وصلنا "
المسكينة بدا شكلها مضحكا و هي تمد يداه لتفتح باب السيارة..
لاحظ ترددي في الصعود
قال برقه
" هيا رنا "
لم يكتفي بذالك بل تعد الأمر أن امسك بيد الصغيرة يحثني على الصعود..
وصلنا إلى أعلى عتبة انفتح الباب و قبل أن يقرع الجرس ظهر رأس عمي سالم و الارتياح مرتسم على وجهها لا استقبالنا..
و الأمر غير المتوقع..
عندما ضمني إليه بمحبه و حنان و رهف أيضا و لأول مرة الابتسامة حلت مكان الضيق منذ عدة أيام..
ابتسم عمي بسعادة و قال
" مرحبا بكم في بيتكم رنا و يا رهف "
ثم تقدّم نحوي و قال
" ادخلي رنا و أنت رهف هل ستقفون هنا "
دخلنا وعمي ممسك يد رهف..
فإذا أمراه واقفة عند المدخل الرئيسي يشارف عمرها الثلاثين لديها مسحت من الجمال و الرقة استقبلتنا بترحاب و مودة..
قال عمي
" زوجتي سلمى "
ثم أردف مشير إلينا
" هذه الكبرى رنا و الجميلة رهف "
انفلتت ضحكة خجل من رهف على تعليق عمي,
( أكثر ما يخجل الفتيات كلمة تحوي غزل )
قالت زوجة عمي سلمى مبتسمة
"حمدا لله على سلامتكم"
بادلتها الابتسامة
" و الصغيرة ؟؟ "
رمقتها بنظرة استفسار
" اقصد الصغيرة ما اسمها "
أخذ الجميع ينظر باتجاهي, و الصوت يتردد كما سمعته يومها طأطأت راسي أنظرة إلى الصغيرة إلى الحبيبة الغالية إلى ذكر أمي المتوفاة إلى أقسى الظروف لاضم الصغيرة إلى روحي قبل قلبي..


" غيداء "
" اسمها غيداء "
*
*
لمحت الشاب مقبلاً من ناحية الباب, يحمل الصناديق إلى الداخل..
الشاب خاطب عمي
" سأنصرف "
وقفت السيد سلمى متقدمه من الشاب حتى أنها أمسكت بذراعه
" لماذا لا تنام هنا, يبدو وجهك متعبا "
قال الشاب
" سأذهب مباشرة إلى البيت و أرافق النوم إلى مساء الغد "
التفت إليه عمي
" أشكرك يا كريم, لن أنسى معروفك هذا "
قال كريم ضاحكا
" ستردها يوماً يا زوج أختي"
بعد فترة همما بالانصراف..
إذا اسمه كريم و هو أخ زوجة عمي سلمى...
اقتربت زوجتي عمي إلى أختي الصغيرة تداعب خدها
" المسكينة "
تقصد بذالك الصغيرة, لم يعجبني النظر بشفقه لناحية غاليتي
" تشعرون بالتعب أليس كذالك "
كانت غرفتين متقاربتين إحداها لي و الأخرى إلى رهف..
الغرفة تحوي سرير كبير, و أخر اصغر إلى الصغير غيداء كل شيء منظم و مرتب في مكانه حتى بعض الألعاب الجديدة وضعت جانبا, ورهف رفضت النوم وحدها هذه الليلة اقصد الصباح فقد حلت أولى
ساعات اليوم الجديد..
بعد أن أغلقت الباب خلفنا، هممت بالذهاب إلى الحمام و الاغتسال و تأدية الصلاة ثم النوم و لمدة طويلة...
لكن رأيت عين رهف يمنعك من ذالك
" رنا ! "
كانت رهف و خلف وجهها وعينيها بداية بكاء و نهاية عذاب
" ماذا ؟ "
لم تتكلم سوى الالتواء بسيط بجانب فمها يدل على الضيق
قلت لها أحثها على الكلام
" رهف لا تنزعجي كل شيء سيصبح أفضل حالا عن قبل "
هل أنا متأكدة مما قلت, من يقنع الأخر هي أم أنا...
قلت بحسرة
" لكن.. "
لم تكمل الحيرة و الخوف و الوجل يكتنف وجهها
قلت بعدها
" لكن ماذا ؟! "
قالت رهف
" ألن نرى وئام مجددا "
أضربت إطرافي للبحث عن أجابه اروي بها خوف شقيقتي بما مرت به من ماسي فقد الأب و لا تتعد العدة اشعر حتى تتبعه ألام و كأنه رفضا منها في البقاء بدون أبي, وماذا أقسى من الوحدة و الشعور في كل
لحظة باقتراب النهاية لنصادف الموت و نحن مقدمين على مرحلة جديدة
لتعاود سؤالها
" ألن نراها رنا ؟ "
" رهف, كل منا يكتب له القدر.. رغبنا بذالك أم لا.. فلا اعتراضا على مشيئته "
قالت رهف بمرارة
" هذا يعني لن نكون مع بعضنا مجددا, ولن تتشاجر معي "
قلت لها مبتسمة
" تشاجري معي إذا كان هذا يريحك "
حركة رأسها معترضة
" أنت لا تجيدين ذالك, فأنت حنونة جدا, ليس كما تفعل وئام "
كنت أجاريها في الكلام, أصل إلى مستوى ما تفكر فيه فقط لأراها مبتسمة و مبتهجة..
" لديك الصغيرة عندما تكبر افعلي معها مثلما كانت وئام معك "
" لكنني أريد وئام و أمي أريدهم معي لنكون كما كنا قبل عام "
البكاء مجدد في كل لحظة تمر فيها الذكريات..
قلت مستاءة
" رهف يكفي بكاء, واشكه على الانهيار "
لكني أجهشت بالبكاء على الرغم مني..
بعد مدة سمعت طرق الباب فزعت, مسحت دموعي و فتحته، فرأيت زوجة عمي تحمل بين يديها أكواب من العصير, لم تعلق على أثار الدموع المنسكبة على خدي..
" اشربا كوبا العصير و سيكون الإفطار جاهزا بعد قليل "
هززت رأسي اعتراضا
" لا شهية لدينا للأكل.. نحتاج النوم فقط "
قلت
" كما تريدين, إذا رغبتي شيء استدعيني فقط "
ابتسمت لها ممتنة, فانا بحاجه إلى أن أنام و أنسى لا غير ذالك ..لشدة إطرابي لم يغمض لي جفن ولم أذق النوم الليلة السابقة لانشغالي في لملمت كل ما نحتاج إليه في رحيلنا, والوضع المحرج ونحن مع الشاب الملقب كريم, منعني من النوم..
دعوني فقط في عالم الأحلام..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

التوقيع:


ان رفعت الصوت .. صحت يا بعدك
وان قويت سكوت
آه ,,، يا بعدك
انت والا الموت ...
وما احد بعــــدك .






عاشقة شعر البدر غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس