مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 14-03-2009, 19:23   #2
عاشقة شعر البدر
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عاشقة شعر البدر
 

رد : سطـورفارغـــــــــــه

االجزء الثاني

في لحظة ما تحثنا ألذكره على البحث بين خطين...
أحداهما
نخباه نحن في عقولنا وقلوبنا... و يمكن أن يرسم الفرح معه
و الأخر يظهر لنا من حيث لا ندري... و يمكن أن يزرع الخوف معه
وكل الأمرين أوقع شرا من الأخر...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
" من "
" أنا "
" ماذا تريد "
" افتحي الباب "
" من أنت ؟؟؟؟ "
" هل سأقف هنا كثيراً "
ازداد خوفها مع إصرار الوقف عند الباب على فتح الباب دون ذكر من يكون
" لا احد هنا فماذا تريد؟ "
لا اعرف أي أفكار مجنونة خطرت لي لا تسرع في قولي
" أبي نائم ألان فماذا تريد "
أطلقت تلك الكذبة الصغيرة..
شعور طبيعي, يولد بالفطرة, إن نحمي أنفسنا من الخوف من معتدي أو حتى لوجود غرباء..
أعقبه صمت وسكون.. يثير الرهبة في النفس
سمعت الواقف في الخارج يتحرك من مكانه مبتعدا..
لكنها الخطوات نفسها تتراجع اتجاه الباب...
ليعود ذالك الصوت الرجولي
" أليس هذا بيت السيد إبراهيم حامد رحمه الله ! "
بقيت واقفة في مكاني كأن عقارب ا لساعة توقفت عن التحرك..
تملكني الخوف فجأة... لتزداد معها ضربات قلبي متسارعه ومتلاحقة لتدور في راسي عما يكون

بعد بضع الوقت جالسة على مقعد أنا و وئام و رهف كل من مقتربة من الأخرى متلاصقين
وعلى مقعد أخر يجلس شخص طرق بابنا طالباً الدخول
و لم يكن مجرد طلب ما كان إلا إن أعلن عن هويته..
لتجبرني فتح الباب وان بدوت مترددة, مرتعبه...
فتحت الباب ببطء.. ليخطو أول خطواته عندا عتبة المنزل..
و على الضوء الشمس المتسلل من خلف الغيوم، تراجعت إلى الخلف..
لا تمكن من رأيت القادم...
حينها كادت أن تخرج مني شهقة فزع لتخترق الجدران لتعود مرة أخرى لتغلق معها الأبواب وصورة من شبح الماضي معها...
التصقت بالجدر ا حتمي منه.. واضعة يدي على عنقي امنع معها خروج روحي من شدة الخوف.. و فقدت أي قدرة على النطق.. أو حتى الصراخ
هويت على الأرض مذعورة.. وألم شديد يعصف راسي مما حدث لنا.. ومما سيحدث.. وكلمات ارددها بدون أن القياها خارج لساني
كيف يعود الأموات بعد رحيلهم..
كيف؟؟
كيف؟؟
أيعقل أن يعود أبي إلينا؟!!
قفزت وئام مسرعة ممسكة بي ولم اشعر بعدها و إلا قطرات من الماء تبلل وجهي...
ارفع بصري إليها لأدقق التركيز فيه...
تقاسيم الوجه نفسها مع اختلاف بسيط...
لو فتشت جميع الأدراج المقفلة للبحث عن صورة قديمة إلى أبي.. وقارنتها مع الجالس أمامي لا صبح هو بالتأكيد.. ولكن قبل بضع سنوات الم تكن أكثر من خمسة عشر عاما...

" هل لي بكوب ماء, الجو حارا جدا"
ليس أكثر من الحر الذي يتزايد بداخلي ليصهر أطرافي حتى لا أقوى على لمس شيء
أعادني صوته إلى الواقع تحركت من مكاني مسرعه.. اهرب من الشبح المتلبس بصوره بشريه.. ووئام ورهف فررنا إمامي مسرعات نحو باب المطبخ.. ومن سيتجراء على البقاء معه.. أغلقت وئام الباب ورائنا..
و وقفت خلف الباب يبين للقادم أنها تمنع احد من الدخول.. أو خوفها من دخول الضيف إلى المطبخ أيضا...
قالت رهف متوترة
" أحقا هو عمي اقصد أخاً إلى أبي "
التفت أليه اغسل الكأس الزجاجي
" و ما الفرق بينهما أن كان عمي أو شقيق أبي فهو ذاته "
أعادة سؤاله مرة أخرى
" لم تقولي اهو شقيق أبي "
قلت
" نعم "
قالت رهف
" وكيف لم نعلم به؟ ولم نكن نراه ؟"
قاطعتها وئام
" أتذكر انه حظرا إلى بيتنا.. لكن منذ سنوات ماضيه "
أكملت مشيرة إلى رهف
" قبل أن تولدي أنتِ "
قالت رهف متعجبة
" ولماذا لم نكن نزورهم !.. وهم لا يأتون إلينا ! "
عرفت أنها لن تتوقف عن طرح الأسئلة..
مقتطعه السيل الجارف في معرفه سر القابع في منزلنا
" ليس الآن "

رجعنا إلى الضيف الملقب عمي وكل منا مرتدية عبأتها...
حتى لو كان عماً يظل رجل غريب اقتحم علينا بيتناً...
أعطيته كاس الماء بدون أن انظر إليه...
بعد أن شرب الماء.. و ضع الكأس على منضدة بجانبه...
صمت يتلوه صمتا.. ودقيقه تلاحقها الأخرى.. وحاضر تسبقه ألذكره..
حتى ابتداء بالكلام
" ماذا فعلتم هذه الفترة "
أي سؤال هذا !! وأي أجابه تدون بدون النطق بها...
ماذا يفعل اليتيم بعد أن ييتم مرتين..
و الفاقد عند غياب الراحل عنه..
و المشتاق لرواية من يحب..
و من لا صدر يلمه..
و لا كتف تحمل ثقل الخوف من الوحدة..
و لا ذراع تشد عليه في محنته..
حزن الم بقلبي اشد مما كان دفعني للقول
" ماذا يفعل مما لا احد له "
لاحظت تقطيب حاجبيه وان حاول استعادة ثباته مرة أخرى
تكلم موضحاً
" كنت خارج البلاد "
أتما كلامه بأسى
" ولم اعلم بخبر موته ألا منذ عدة أيام "
دون رد أو حتى التفافه..
تتحرك الأجفان للتأكد من وجودهم في الحياة
" تدبرون أموركم "
سؤال آخر لم اعرف له أجابه
رددت عليه
" الحمد لله "
لم ارغب في الشكوه إليه..
البقية المتبقية من كانت تحتفظ به أمي لم يبقى منه إلا القليل لسد حاجيات الصغيرة
" وأمكم؟؟ "
بداء الحزن الشديد على وئام عندما قالت
" توفيت منذ أسبوعين "
" يرحمها لله.. ظللت وحدكم "
كل هذا هو يسأل ونحن نجيب
قالت رهف
" ومن سيكون معنا.. فلا احد لدينا بعد موت والدأي "
قال
" ألان لن تكونوه وحدكم "
صمت برهة ثم قال
" ستعيشون معي "
نظرنا أليه بدهشة..
ماذا يعني سيعيش معنا أو.. أو
هززت رأسي اعتراضا
" كيف سنعيش معك "
نظرا إلينا مره أخرى الواحدة تلو الأخرى
" تعيشون في بيتي في المدينة الأخرى.. مع عائلتي "
قلت غاضبه
" لماذا ؟ "
حرك رأسه.. فلم يخلو صوته من الغضب حتى تخيلت إن من يتكلم ألان أبي بلحمة و بنبرته الواثقة
" كيف !! لماذا ؟؟ "
فجاءني أسلوبه الجاف الفظ هذا.. فنحن لم نره ألا منذ ساعات ويتكلم بصفه التملك
قالت وئام متحججة:
" نترك بيتنا الذي ولدنا فيه "
بدا متردد قليلا ثم أجاب
" لا أستطيع ترككم هنا وأنا في مكان أخر "
تابع ناظر إلينا بحنان مغدق
" انتم أمانة عندي.. أبوكم أوصى لي بذالك "
(متى حدث ذلك حقا لا افهم شيء مما يقوله)
قلت بإصرار
" نستطيع تصريفا أمورنا فلا تقلق "
قال
" لا تزالون صغاراً تحتاجون ا لعناية "
لم أتحمل بعده أي كلمة, انهض ثائرة قابضه على يدي
" لست بصغيرة سوف أتم السادسة و العشرين قريباً "
نظر إلي مطولاً ورسم على شفتيه ابتسامه بالكاد تلحظ
" برغم ذالك لا تزلين صغيرة..
و ألمراء هي ألمراء..
تبقى صغيرة مهما بلغت من العمر..
تحتاج إلى من يحميه ويحافظ عليها "
ازداد ثورتي فماذا يقصد بكلامه
" أستطيع الحفاظ على نفسي "
أتكلم بكل الغضب المتأجج بداخلي, و هو تكلم بهدوء بالغ
" و أختاكِ يحتاجون إلى الرعاية والاهتمام "
تطوعت رهف بالقول
" ثلاثة "
التفت إليها مستفسر
" ماذا "
تكلمت موضحه
" أنا و وئام والصغيرة..أنجبتها أمي حديثاً "
تقوّس حاجباه استغرابا و سأل
" ا أنجبت طفله "
حركة رهف رأسها بي الإيجاب
قال
" تحتاجون من يعيلكم من أين ستوفرون المال أن بقيتم هنا..
ولن اقبل بذالك..في هذه الحالة أو قبلها لا يهم..
ستنتقلون إلى العيش تحت رعايتي انتم "
مشير إلينا نحن الثلاثة
أتما كلامه
" و الطفلة أيضا "
بعد فترة من الحديث المطول.. ومن الإقناع بضرورة انتقالنا إلى المدينة
معه.. و يبدو أن لا مفر من ذلك..
هم بالانصراف
سار نحو الباب مغادرا، التفت إلينا وكأنه تذكر أمرا
" كم عمر الطفلة ؟؟ "
أجبته
" ستكمل الشهر "
"حسناً بنيتي اهتمي بأخواتك.. سأعود غداً "
و خرج بعدها ولم انتظر شيئاً
بسرعة أغلقت الباب.. وأقفلته بالمفتاح

بعد ساعات،
سألتني وئام
"ماذا سنفعل الآن؟؟
قالت رهف
" لماذا لا نذهب معه..البيت أصبح مخيفاً بدون والداي "
حملقنا كلانا فيها .. كلامها صحيح..
ولكن امن البساطة أن ندع البيت الذي تربينا فيه
" في دوامة من الحيرة و الخوف و الحزن و الحسرة.. لا اعلم ماذا سنفعل.. و إي طريق اختار.. مضطربة و مشتتة "
لكن دموعي الحبيسة شارفت على السقوط لتعلن أنهزمها في معركة الدفاع عن التشبث بصورة من الماضي
ولم اشعر بعدها و وئام مرتمية في حضني تضمني بقوة ورهف تتقدم منا باكيه وحزينة
لنقضي ليلتنا كما لو ماتت أمي منذ دقائق فقط
ونمنا نحن الأربع في الغرفة ذاته كا أول ليلة قضيناها بدون أمي نوما يسبقه الدموع.. و حنينا يزفه الشوق

أتقلب ولا يهجع لي جفن..
كيف أنام وعقلي يحوم هنا وهناك
ما بين اليوم والأمس...
ما بين الحاضر والماضي...
ما بين الحاجة والاحتياج...
لتعود بي السنين إلى الوراء.. نهضت من مكاني...
فتحت الأدراج لألقي نظرة على ما في داخلة.. و رأيت مبتغاي
مددت يدي .. ثم أدخلتها ما بين الدرجين.. لم استطع التقاطه.. كان محشور عند لوح الخشبي.. بكل ما لدي من عزيمة.. رفعته بكل قوى.. كان سميكا حتى انه تمزقا المغلف من الخارج.. استطعت الإمساك به..
وسحبه إلى الخارج أخرجت ما فيه مجموعه من الصور القديمة.. بحثت بينها و جدت ما أرت صورة إلى أبي يرحمه الله
لأقلب الصورة و إقراء ما هو مكتوب خلفها
!! إبراهيم حامد عشرين عام !!
وجدت صور عدة ولسنوات مختلفة اكتشفت الفرق بين الاثنتين
والدي وعمي الذي ظهر على حياتنا
ونمت محتضنه الصورة لأحفره في مخيلتي

كانت الساعة الرابعة مساءا, عندما زرتنا أم باسم, فهي منذ موت أمي لم
تدع فرصه إلا وكانت معنا تواسينا,
اليوم فرحت بزيارتها كما لم افرح من قبل.. أطلعتها على الأمر
كنت بحاجة إلى مشورتها حتى لو اتخذت القرار.. أو أعطينا القرار...
قلت أم باسم
" لا اعرف ماذا أقول.. فانتم بحاجه إلى رجل يكون معكم في كل لحظه..
يهتم بكل ما تحتاجونه.. ويقف معكم وقت المحن! "
" وهذا ما فكرة فيه.. حتى لو لم أكن مقتنعة فيه "
قالت
" يعز علي أن أحثك على فعل ذالك.. لكن هو رأي الصواب.. لك والى وئام و رهف "
" لا اعرف كيف أشكرك.. جميلك محفوظ في قلبي.. و أن استطعت ما داري بنا الزمان.. سوف أرده لكِ "
كلامها أراحني كثيراً .. لأني ومهما كنت استطيع اختيار ما يناسبنا ..
نهفو لسماع الآخرين
" رنا "
بدت متلعثمة
" هناك أمر يدور في بالي ولم أشاء إن أتحدث فيه فلم تكن الظروف تسمح بذكر "
التفت إليها
" ما الأمر ؟؟ "
انتظرت مترقبة ما ستقوله لي
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

الجزء الثالث

أغمض عيني هاربة.. أنضر عالياً أصل إلى السحاب..
المح سربا من الطيور محمله بعبق الزهور.. و ورود و رياحين
يمكن أن تضاء ابتسامة على وجوهن ترهلت من الانتظار
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~


" أمر يخص وئام "
تخيل أن يرسم على وجهك علامة الاستفهام ؟
وتبدو كطفل صغير تتعلم النطق للمرة الأولى
ابتسمت قائلة
" الأمر خير اطمئني "
"خيرا أم باسم.. تكلمي"
"يسعدني أن أتقدم لخطبت وئام إلى ابني باسم "
كم شعرت بغباء عندما قلت
" ماذا؟؟ تتزوج.. وئام.. باسم!! "
تابعة كلامها موضحة
" باسم أرد أن نتحدث في الموضوع من مدة طويلة.. ظروفكم منعت ذالك "
تنظر لأي كلمة مني
"سأجعل أبا باسم يتحدث إلى عمك "
" عمي لماذا !! "
" إذا حصل الأمر وجمع بينهما.. سيحل المشكلة التي كانت ستمنع حدوثه.. فبعد موت السيد إبراهيم.. يصبح عمكم الوصي عليكم ولا تستطيع الزواج بدون موافقته.. أتمنى أن تحادثي وئام.. لن أجد أفضل منها إلى ابني.."
" لو كان لدي ابنً أخر لن اختار سواكِ"
لا داعي لان اصف لكم كيف كان شعوري.. وكيف اشتعل وجهي خجلاً هذا الم يقارب على التبخر من شدة تدفق الدماء إلى خلايا راسي..
الصمت متربع على لساني.. مقيد عن الكلام..
أن يتم خطبت أختي مني أنا.. فليس لدي تجربه في هكذا أمور..
ولم اعرف ماذا أجيب.. إن تتكلم صراحة عني.. هنا لا يجود غير الاختباء كا النعامة في كومة من الرمل..
ما خطر في بالها تلك اللحظة.. أخجلني و أفزعني...
وصمتي زاد عن حده ما دفعها إلى القول
" اعلم أن الوقت غير مناسب.. هذا الموضوع مؤجل.. لم اعلم إلى متى.. و كما قلت لك سابقا الظروف التي مررتم به لم تدع فرص للكلام في هذا الأمر..
تعرفين ابني باسم يعمل في شركة للمقاولات.. وعمره سبعه وعشرون عاماً.. ويملك.... "
ابتسمت ابتسامه مفتعله ملوحة بيدي قائله
" لا داعي لتعريف عنه.. فهل سيكون كما يتعرف لأول مرة..
لستم غرباء "
رأيت الارتياح على وجهها قائله
" ههههه هذا صحيح.. سأذهب الآن.. و أتمنى أن يتم الأمر بخير "

بقيت وحدي قابعة بين الجدران و الأفكار تبحر بي.. والأمواج تحذفني..
بعد عدة أشهر من التوتر و الخوف و الهلع نتشبث حتى بقطعة معدنية ملقاة في قعر البحر..
هل يمكن أن نرى الفرح يعم قلوبنا!.. ويزاح الخوف من طريق لم نحدد مساره!...
أمسكت بمقبض الباب بتردد.. صرير الباب الخشبي.. جعلها ترفع رأسها باتجاهي.. ملت براسي من خلف الباب.. ملامحها هادئة...
" وئام هل يمكنني أن أتحدث معك؟"
شيء غريب رأيت ابتسامة متخفية تحاول أن تفلت منها...
" أراكي فرحه ماذا هناك "
ابتسامتها اتسعت عن قبل بقلب انفتح على الحياة وروحا تزغرد من الفرح...
" الم تكن أم باسم هنا "
تقدمة إليها قائله
" و ما إدراكي لقد كنتِ نائمة عندما جاءت!! "
طأطأت وئام رأسها مصبوغ بحمرة خجل ثم قالت
" سمعتها تتحدث إليك "
" تسترقين السمع! "
قالت مدافعه
" سمعته مصادفه..حتى أني لم أقف كثيرا "
تجرأت في قولي
" هذا لا يهم.. أرحتني من إعادة الكلام.. كنت متخوفة من أخبارك "
ضحكة وئام مني
" متخوفة.. تضحكينني.. شيء طبيعي فأنتي لم يتقدم لخطبتك احد من قبل "

إذا قلت لكم حزنت من كلامه فأني كاذبة..
و إذا قلت لم اهتم فهذا الكذب بعينه..
اشعر كما الجريح الذي لم يضمد من جروحه..
تجاهلت كلامها كما كنت أتجاهل كل شيء...

محاوله للهروب من الم كلامها سألتها
" ما اريك؟ "
فاجأني سؤالها
"أنت ما رأيك! "
" ليس المهم رأيي و من ستتزوج أنت "
" شقيقتي الكبرى ويهمني أن تنصحني "
أول مرة أجد وئام تسأل و تهتم للآخرين دائما معارضه و غير ما باليه لغيرها...
"باسم شاب رائع.. سأصبح سعيدة معه "
" هل يعني هذا موافقتك! "
هزّت رأسها إيجابا
" بدون التفكير فيه.. أعطي نفسك فرصه.. حتى تجدي الطريق الصحيح "
بدت مترددة في قولها
" إنها فرصه يمكن أن لا تعاد! "
" هذا شانك.. أنصحك بالتفكير العميق "
قالت وئام
" زاوجي سيحل مشكلتنا "
" كيف!! "
" نتخلص من السفر مع عمي.. ونبقى متجاورين.. فبعد زواجي لا داعي لترك البيت "
قلت لها
" لكن هناك أمر "
قالت
" و إي أمر! "
" لا تتسرعي.. فهو ليس أمرا واحد بل عدة أمور "
قالت وئام ساخرة
" تتكلمين و تجرين الكلام جر.. تحدثي بدون أي مقدمات.. فلقد اعتدنا على المصائب "
تجاهلت كلامها فقلت موضحة
"إحداها عمنا.. يجب أن يتقدم باسم رسميا منه.. "
قالت وئام
"لا شئن له بنا.. لم نره إلا في الأمس.. وندعه يحرك حياتنا كيفما يشاء
ألا يكفي الحالة التي نعيشها.. ولا ندري أي مصائب ستنقض علينا "
قلت باستياء
" ما بلك متعجلة فانا مجرد فتاة ضائعة وحائرة لا تجربة لي في الحياة غير المصائب كما قلتي..
فليت أمي كانت ألان هنا و أرحتني من هكذا مواقف الم تنتبهي إلى ألان.. احذف بالألم والحزن والمصائب الواحدة تجرها الأخرى..
واقف عاجزة عن تحريك حتى ابسط الأمور "
بداء عليها الندم اقتربت مني مدة يدها على كتفي
" سامحيني "
شيء جيد وئام تعتذر هل يعقل مجرد ذكر الزواج أحدث فيها تغير سريع
قالت وئام
" تعرفين لا أجيد تدبير الأمور أو حتى انتقاء كلماتي "
تلجلجت ضحكاتي إرجاء المنزل.. وئام تبدو مختلفة..
" ماذا يضحككم "
كان هذا صوت رهف تدخل مسرعه
لوكأنت الظروف مختلفة لن يكون لسؤالها معنى لكن الفرح غاب عنه منذ زمن وفر مع كل من نحب..
أثارها الغموض ألحت بقولها
" هي تكلمي رنا "
" الطفلة تبكي.. وئام اخبريها أنت "
التفت قبل أن اخرج إلى وئام
" يجب أن تفكري جيداً "
وخرجت من غرفة وئام ورهف في حيرتها
" رنا لم تخبريني لماذا كنتم تضحكون.. و بصوت عالي! "
استدارت إلي وئام
" وئام اخبريني "
قالت وئام ممتنعة
" لن أخبرك "
فرت هاربة منها.. ظلت تلاحقها و وئام مصره ورهف ملحة
"هيا وئام تكلمي.. "
" لان أخبرك إلا إذا أعطيتني امممم.. الهر الأبيض الذي على سريرك "
صرخت رهف
" وووووووووووووووئام "
غطت أذنيها
"يا لك من متطفلة.. سأخبرك "
و عندما أخبرتها سمعت ضحك رهف يصل إلى طبلت أذني بل يخترقها
سألتها
" ستتزوجين!!! "
أجابتها مغتاظة
" لما لا أتزوج ماذا ينقصني؟! "
رهف تنظر إليها بخبث
" ستتزوجين وأنت عانس!! "
تغيرت ملامحها قليلاً
" لماذا تفسدين علي فرحتي "
ابتسامة مرتسمة على وجهها الطفولي
" أنت من كان يقول دائمً بيت العوانس"
بدت مترددة عندما قالت
" كلمات القيها لمجرد المرح ولم اقصد بها الأمر بعينه "
قوست مابين حاجبيها وكأنها تذكرت أمرا
" لست بكبيرة جداً ابلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاماً حتى أني لم أكملها بعد.. لم يمر العمر كثيرا "
هنا اتسعت رهف ابتسامتها قائله
" حتى أنا لم ا قصد بها غير..... الدعابة "
انفجرت وئام من حيث لا نعلم
" دعااااااااااابة !!"
لتتساقط الكلمات منها دون أن تحسب ما تقول.. مندفعة بغض وغيض
" أن تفسدي فرحتي دعابة..
أن تشوهي الحلم الذي احلق معه دعابة
أن تثيري البغض والألم في كل وقت لمجرد سخريه منكِ..
أمقتك كما اكره تلك الدخيلة على حياتنا "
بدأت أشعر بالضيق من تصرفاتها !
" ووووووووووووئام أي كلام هذا "
وئام بعصبيه
" الحقيقة التي لم يذكرها احد.. محاولة كل منكم الهروب منها "
اقتربت منها
" الهروب من ماذا ؟؟؟ "
تحركت من مكانه ملوحة بتجاة مكان نوم الطفلة
" دائماً كانت شؤمً على حياتنا...عندما حملت بها أمي مات أبي... ولان فقدنا أمي بسببها "
توقفة كأنها تسترجع الكلمات التي نطقتها لتذبح الحب الذي يمكن أن ينمو إلى الأخت التي بدأت حياتها معنا بحزن مرير
" لأنها الشؤم الذي حل على البيت "
محاولة أن أتانه في اختيار كلماتي
" هذا قضاء الله...لا ذنب لها "
قالت والدموع تنهمر من عيناها
" لكن هي من قضى علي أمي... أنهت حياتها.. و هذه الغبية
تحملق في رهف بغضب
" تحاول أن تجعلني تعيسة.. "
ركضت نحو غرفتها موصدة الباب بكل قوة
هذه وئام كما هي دائما.. و اللحظات المرحة الممزوجة بالتوتر قد أزيلت في دقائق...
التفت إلى رهف الواقفة مذهولة الم تكن مصدومة مثلي..
كلمات قطعتني أشلاه أطلقتها في وجهي وفي وجه المسكينة رهف
أعلنها بغض اختنا الصغير أذهلني..
لكن لم يكن كلامها بغضا ذكرته بكل قسوة أنها تكره الصغيرة بلا شك
مددت يدي و أمسكت ُ بيدها
بادرتني
" لم اقصد غير المزاح معها "
" حاولي تجنبا ذالك.. قدر ما تستطيعين..وكما يبدو هناك بركان ثائر سينفجر في أي لحظة "
يبدو أني نجحت في إضحاكها.. فهي أيضا لا ذنب لها فيما يحدث.. لكنه الأقدار كتبت.. مجبرين أو مخيرين لن يحدث إلا ما كتب الله لنا...

بعد يومين, لم يعد مرة أخرى مثلما اخبرنا, بالتأكيد عاد إلى بيته و عائلته, فنحن مجرد بنات أخيه, لم نعش معه, و المحبة تمنحه مع العشرة, والاتصال الدائم...
وبتر أفكاري صوت الهاتف
" السلام عليكم "
" وعليكم السلام "
المتحدث
" من أنت رنا أو وئام "
" من أنت لتسألني حتى أجيبك "
قال
" عمك سالم! "..
أجبته
" أنا رنا "
" أسف لم استطع الحضور أليكم فقد رجعت إلى المدينة..
سآتي لأخذكم معي بعد يومين.. اجمعي كل ما تحتاجون إليه فقط الضروري منه.. "
تسارعت ضربات قلبي فجأة.. ممسكة بقرص الهاتف ك تمثال حجري ملون...
يبدو الأمر لا مفر منه...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

التوقيع:


ان رفعت الصوت .. صحت يا بعدك
وان قويت سكوت
آه ,,، يا بعدك
انت والا الموت ...
وما احد بعــــدك .






عاشقة شعر البدر غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس