رد : البدر/علق الدنيا بمسمار..والقلوب بأشعار
إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ماينقش العصفور
مرحبا ..
تقديم رائع اختي الكاتبة نفع القطوف .. أعرف كم شعرتي بالاجهاد والاعياء وأنتي تقدمين لرائعة الأمير بدر بن عبدالمحسن " الليالي قصار "
يقول الشاعر الراحل نزار قباني عن شعره "مفاتيح شعري هي شعري نفسه "
نعم فلكل شاعر مفاتيح لشعره .. الشاعر حين يكتب لايجلسنا معه ولايطلعنا على تفاصيل كثيرة دارت بباله وهو يكتب ولا لماذا انتقى هذه المفردة أو تلك ولايفسر لنا غموض معنى من معانيه هنا أو هناك ..
لذلك فالقارئ الجيد للشعر يشعر بإرهاق وتعب تشبه إلى حدكبير معاناة الشاعر حين قرر أن يكتب قصيدته ..
إلا أنني أعترف أن الأمر مختلف تماماً مع قصيدة البدر .. فمفاتيح شعره ليست في شعره فحسب ليت الأمر كان بهذه السهولة ..
قصيدة " الليالي قصار " دليل واضح على ذلك فالصورة الشعرية في هذا النص ليست بسيطة لحد تفسيرها بما يتراءى لنا للوهلة الأولى بل هي مرهقة لمخيلة القارئ لدرجة لاتجعله يسلم بأي تفسير لها وأحيانا تكون اجتهادات من يقرأ النص ويحاول تفسيره تقليللاً من جمالياته وابداعاته
انا لست ممن يؤمنون بضرورة تفسير النص وتحميله ماقد لايحتمله ولكني مع التعامل معه كصور إبداعية توصف .
مفاتيح شعر البدر .. ماهي ؟
البدر ظاهرة شعرية متمردة وعصية على الفهم ومفاتيح شعره غامضة تجدها أحيانا في فهمه هو للأشياء وأحيانا في علاقته بالأشياء .. والمرهق أن الأشياء عند البدر ليست هي الأشياء التي نعرفها ..ربما تكون صور البدر الشعرية أقرب ماتكون إلى فلسفة خاصة به هو وحده ورؤية لما وراء المدى المنظور ..
البدر شاعر وشاعريته لااختلاف عليها ولكنه مع ذلك فيلسوف أحب الشعر فكتبه فنان تشكيلي يكتب لوحاته بالكلمات .. ؟
البدر ظاهرة كونية عبثاً نحاول فك طلاسمها .. وتجربة عالمية لم تجد من يحتفي بها كما يجب لأسباب ليس هذا مقامها ..
أشكر لكاتبتنا الرائعة استثارتها لنا لنقرأ رائعة البدر " الليالي قصار " لنحلق في أجواء مدوخة مع رمزية هذه القصيدة التي مفاتيحها ربما تكون في فهم شخصية بدر بن عبدالمحسن ..
|
أخي الكريم / ماينقش العصفور
هل فكرت .. بما أخترته أسماً لك هنا !
إنه يقودني إلى : (ماينقش العصفور .. في تمرة العذق)
سأبدأ من هنا .. لعلي أصل إلى مفاتيح شعر البدر
البدر .. هو ذلك العصفور الجميل
ونقشه شعر
وعشاق شعره هم العذق(عذوق التمر)
والتمرة هي إحساسهم
حينما يحلق بنا .. بعذب مايقوله .. وينقش حروفه فينا
يجعل من مشاعرنا تزداد حلاوة .. كالتمرة الحلوة
عندها .. أدرك تماماً :
إن مفاتيح شعره ليست إلا أحاسيس تملأ وجداننا
ومشاعر نشعر بها .. تتملكنا
ونترجمها إعجاباً به .. أو حروفاً نكتبها عنه
لذا :
ليس عصياً على المخيلة أن تتناول .. قصائد البدر أو لوحاته
وليس بالأمر المرهق للخيال .. أن يهيم بما قاله البدر
فشعره كالماء الزلال .. ينساب ليروي الأفئدة
البدر .. ترك لنا خيالاً .. خصباً
من خلاله تذهب أفكارنا بعيداً .. لنترجم مايقوله
كلاً حسب مايصل إليه .. ويلامس إحساسه
ويبقى المعنى وإتجاهه .. وكيفية تناول البدر لقصائده
غامضاً .. وغزير المعنى (كما هو معروف عنه)
وصندوقاً ثميناً مفتاحه .. إحساس البدر فقط
تقول:
(والمرهق أن الأشياء عند البدر ليست هي الأشياء التي نعرفها)
وأقول .. من يرهق نفسه :
هو حتماً من يسعى إلى فك رموز شعره .. تجاوزاً
ومن يجهدها تعباً :
هو مؤكداً من يحاول الوصول لمعرفة الأشياء
دون أن يعرف .. أن قصائد البدر .. كالبحر
ولنا أن نستمتع بشعر البدر /وبمنظر البحر
دون الغوص لأكتشاف أعماقه
غموض أكثر من رائع
يجتمع حوله شعر البدر .. والبحر
هو جمال
وصفة يندر أن نجدهما في غير البدر
فكيف لنا أن نغفل
الصور الجمالية والإبداعية .. في شعر البدر
دون أن تترك أثراً في مشاعرنا .. وأحاسيسنا .
شكراً لك .. ولقدوم قلمك
وكن بخير
نفع القطوف
اخر تعديل كان بواسطة » نفع القطوف في يوم » 18-02-2009 عند الساعة » 03:05.
|