مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 27-01-2009, 05:21   #1
شهريار
كـاتب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ شهريار
 

مكالمة بعد منتصف الليل

عندما يستيقظ مسمعك على صوتي .. أحس بأن دفء مسمعك يحتضن قشعريرة صوتي .. أحس بأن الليل قد استوطن في كل ما فيك من صباحات .. و أشعر بأن العتيم قد توحد مع كل ما بك من ضياء ، و أتنفسك من خلال نبراتك التي تعلن عن إبتداء كل انتهاء .

أيتها المتلحفة بعفوية المساء .. و المتشحة بكل ما في السماء من نجوم .. و الغافية على أنغام قلبي الذي ما زال يعزف أجمل ألحانه على تراتيل صوتك.. شهرازادي الثائرة على كل ما بك من عقل .. أكاد أسمع نبضك..أكاد ألمس داخلك أكاد أتنفسك ..
فأنا و أنتي على وشك التوحد.. عبقك يملأ أنفاسي.. و رجفة يديك تزلزل ما بداخلي من قسوة الرجل.. أني أراكِ.. نعم أراكِ هناك خلف المدى تستحلفين المسافة بأن تختصر جميع ما لا يُختصر.. و تحدقين بالمرءاة كي تريني من خلال ملامحك و أنا أجلس هنا و أحس بأني هناك.. أحس أني بين خصلات الليل.. أمشطها و تمشطني.. أحكي لها قصة الشوق بأصابعي و أنا مغمض العينين و أسمع تراتيل أصابعك على جبيني الذي لم أشعر بوجوده إلا بين أصابعك التي تحكي عن الف ليلة و ليلة.
يا أنتي يا من زرعتي بصوتك داخل عقلي اكليلاً من التمرد صوتك يحمل عبق الشرق ..قصص الشرق تمرد البهار و عنفوان الياسمين.. و تسألين ؟؟؟؟ كيف أكون صوتا ً بلا ملامح ؟ كيف أكون حساً لا يحس ؟ كيف أرتمي في أحضانك و أنا هواء؟؟ كيف أصلك وأنتي لا تُحسين بخطاي التي تتجه نحوك ؟
أيتها الأنثى التي أُحس بأنها الأنثى الوحيدة.. و التي جعلتني أُحس بأنني كل الرجال.. إن كنتِ تريدين أن ترسمي فوق الهواء.. و تلمسين السماء..و تمشين فوق الماء.. وتتنفسين الضياء .. و تعانقين جميع ما فيني من ولاء .. استيقظي .. و تحرري من كل ما على الأرض من تبلد.

لقد كنت هناك..كنت أبحث عنّي في داخلي..لقد عُدت من حيث بدأت.. يعتصرني الشوق و أعتصره ..أتمرد علىّ..أركض و لا أصل لقد إشتقت إليك..إشتقت لبوحك..قد يكون الغياب اياب..و قد يكون الرجوع قلوع..أين أنتي أيها البوح المتمرد على كل بوح..
فأنا دئماً أبحث عن أنثى تُحس بما يجتاحني من حالة دائمة من التمرد.

لقد تكلمت كثيراً .. ولم أفتح فمي بكلمة .. فمن مثلك لا تسمع إلا البوح .. و لا تلمس إلا الحس .. و لا ترى إلا ما لا يُرى .. لقد إشتقت
لصوتك الذي يسبقني لي .. و ها أنا الآن و حيدا ً ليس معي إلا رنين هاتفك الذي حلف أن لا يستقبل حسي إليك .

التوقيع:
يا حظ من لا عِـرف مهو ولا شِـيف
إن طاب يحمد و ان تردى بكيفه

شهريار غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس