الموضوع: الزاوية ..!
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 21-01-2009, 12:59   #1
يعرُب
 

الزاوية ..!





" عش الطير "


لعل تأخر الحدث نصف ساعة أربك كل ما كنت مخططة لها ، لكني حاولت أن أتأقلم مع هذا التأخير ، بحيث استطعت في خلال دقائق ترتيب الجدول لمشاهدة الأولمبياد في الصين ، سرحت بخيالي وذاكرتي ، فتوقفت عند سيدني التي لا أتذكر منها الكثير ، غير ذلك المشهد الذي أثارني وأثار كثير من الاستراليين ، في سباق مارثون المشي فعند دخول المتسابق الاسترالي حلبة الملعب من البوابة الكبيرة ، وبينه وبين خط النهاية والميدالية الذهبية خطوات قليلة ومع تصفيق الجمهور له ، برز له الحكم ليعترض طريقه بالكرت الأحمر ويحرمه من الوصول لخط النهاية .. خيبة أمل كبيرة ، كانت هناك في سيدني وصمت عجيب وسكون انتشر في سماء ملعب سيدني .

ووضعنا أيدينا على قلوبنا كـ عرب في آخر مئة متر من سباق 1500 م حينما أصابت هشام القروج ، لحظة تخاذل فيها ، في آخر 30م على خط النهاية ، لكنه سرعان ما استعاد وضعه وخطف لنا ميدالية ذهبية ، كنّا نحلم بها من قبل انطلاق تلك الأولمبياد ، وأضاف عليها ميدالية الـ 5000 م .

ذكريات تبقى معنا نحملها بكل ما فيها من تفاصيل سواء كانت كبيرة أم صغيرة ، و دموع تتساقط إما لفرح ، أو خيبات تتزاحم عند خط النهاية .

اليوم في افتتاح الأولمبياد امتزجت متعة وقلق ، حول الكيفية التي سوف يتم بها انطلاق الشعلة ، تمكن الصينيون وبجدارة إخفاء لحظة الإشعال من كل تخمين ممكن ، ومن كل تسريب للكيفية ، وغالبا الطريقة المختلفة هي الحدث المهم في كل اولمبياد ، كانت طريقة جميلة جدا رغم الإخفاق الذي حصل فيها والذي تم تداركه بسرعة ، وأتعجب كثيرا أن يحصل ذلك رغم التدريبات المكثفة لكل خطوة سوف تتم ، وكيفية معالجتها ، ذلك الحدث خدش النهاية لكنها كانت جميلة كتلك اللوحة التي رسمها المشاركون بأقدامهم أثناء مرورهم نحو ساحات الملعب ، سوف تحمل بصمتهم سنوات قادمة .

من الأشياء التي وقفت عندها حضور جورج بوش والرئيس الأفغاني حامد كرزاي والذي لم يجتهد حتى في الوقوف للسلام لـ أعضاء البعثة الخاصة بدولته ، منظر جميل وسيدات المجتمع الأول يلوّحن بأعلام بلادهن لـ أعضاء فرقهم المشاركة ، منظر جميل يختصر المسافة بين الطبقات في المجتمع ، ولاسيما أن بنت مكتوم لاعبة " الجو دو " تحمل علم بلادها وتقطع به تلك المسافة وهي ربيبة القصور .

أيضا من الأشياء التي لفتت انتباهي ، صمت المعلق العربي من اتحاد الإذاعة العربي ، حينما مرّ الوفد الإسرائيلي ، اعتقد أنهم يمثلون مقاطعة حقيقية لكل ما هو إسرائيلي حتى ولو كان رياضيا ، كذلك تقديم الوفد السوري المكوّن من عدد لا يتجاوز العشرين ومن بعدهم الوفد الأمريكي الذي يفوق ال 500 مشارك ، تخيلت الإحباط الذي سوف يناله اللاعب السوري ، حينما ينظر لـ نجوم تُصرف عليهم ملايين الدولارات ، اعتقد أن وضعهم بتلك الطريقة كان سياسيا الغرض منه ليس بنزيه ، اعتبروني مجنونه لهذا التفكير ولكن هذا هو الواقع حتى ولو لم يتم ذلك بتعمد .

وفي الختام شدني منظر تلك العجوز بجور الرئيس الصيني وهي تلوح لوفد بلادها بطريقة قاسية عليها وهي تجاهد لرفع تلك اليد .

متعة على مدار أربع ساعات انتهت ..
ننتظرها في عام 2012 في لندن ونترقب مفاجأة الانجليز .






التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية




اخر تعديل كان بواسطة » يعرُب في يوم » 21-01-2009 عند الساعة » 13:04.
يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس