[شهريار]

تتزحلقين على منحدر الممكن.. حتى تصلين إلى قاع المستحيل، تسبقين خطواتك كي تصلي إلى أعماقك..تركضين كفرسٍ أفلتت من اللجام.. و وجدت نفسها تسبح بحرية ٍ في عالمٍ من اللاوعي .. عالم تحكمها شهوتها.. عالم يملكها و لا تملكه.. عالم يستبيح كل ما بها من جليد.. عالم يصهرها و تنصهر به ..عالم يبدأ بها من استحالة الممكن و ينتهي بها في إمكانية المستحيل !!!

شئ ما في اللاوعي يدفعها لأن تكسر ذلك البرواز الأنيق الذي فرضه عليها واقعها.. ابتسامتها الصفراء أمام الكاميرا.. و شعرت في لحظة.. إنها تكره كل إحساسٍ لا يسمو بها إلى حالة الهذيان.. إنه المستحيل الذي يسكنها.. إنه العقل الذي يجلدها.. إنه الواقع الذي لا يمت لواقعها بأي صلة.. تكره هذا الإحساس بقدر حبها له.. بقدر ما يسرقها من واقعها الممل في زمن ليس للناس إلا الظاهر ليرمي بها في غيبوبة إمكانية المستحيل.. لتثبت لنفسها قبل الآخرين أنها وحدها صاحبة القرار الوحيد في توسيع رقعة ممكنها.. حتى آخر حدود المستحيل و هي لا تزال داخل ذلك البرواز الأنيق الذي كم تمنت و أن تكسر حدوده حتى و لو تجرحت يداها.

الغريب في الأمر أنها لم تكن في يومٍ من الأيام تعلم أنها بهذه الشراسة.. بهذه الوحشية.. بهذه الهمجية..كل ما وجدته حولها هو باقة من نسيان الأنثى داخلها.. كانت تهجرها بالأعوام.. لم تعلم بأن داخلها نداً لها في غاية الهيجان.. كانت لا ترى إلا ما تراه على المرآة.. كانت لا تسمع إلا ما يجب أن يقال.. كانت لا تحلم إلا بما قد يكون ممكن.. لتجد نفسها فجأة تتمرغ في أحضان المستحيل الذي أشتاق لممكنها فقرر أن يكسر القمقم لينقذ المارد من إمكانية إختناقه دون أن يـُحس.. لقد فاجأها المستحيل ولم تفاجأ به.. لبست جميع ممكناتها و توجهت له كجاريةٍ مملوكةٍ لتحس بحريتها !!!!

و أخيرا ً.. أعلنت تمردها على ذاتها.. على حدودها.. على ورثها المؤود من الأنوثة.. على كل ذرة عقل بها حرمتها ابسط إحساس ٍ بالحرية .. و أحست في لحظة أنها الأنثى الوحيدة.. أنها ليست كما يريدها الناس.. و إنما كما تريد هي أن تكون.. إنه المستحيل الذي أصبح أجمل ممكناتها.. إنه الممكن الذي أصبح يزلزل المستحيل.. أنها.. أغنية الممكن.. على أنغام المستحيل .