الموضوع: شعراً جزيلاً !
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 10-11-2008, 18:59   #4
سامي الجارالله
عضو شعبيات
 

3



.


لاعب متسلِّل!

عندما نكون في وضعية المُشاهدة لأي شيء، فنحن نتفق على رغبة الاستمتاع فيها، والاحتفاء بما نتلقاه منها بالمتابعة الشديدة، ولكننا نختلف غالباً على نوعية ما نشاهد، حيث يكتفي البعض بالاستمتاع اللحظي، فيدخل إلى هذه الحالة ويخرج منها دون الاحتفاظ سوى بانفعالات جاءت نتيجة لتلك المشاهدَة، والبعض الآخر يقدم على هذه الحالة، ساعياً للخروج منها بأضعاف ما أخذت منه، وتبقى للجميع حرية الاختيار بين "توسيع الصدر" و"توسيع المدارك".
"طبعاً"، جميعنا نعلم أن متعة المشاهدة ترتبط بشكل كبير مع عنصر المفاجأة في التلقي، الذي يخلق حالة من الانبهار تستمر حتى بعد مضي الحدث المفاجئ، وهذا ما "يلعب" عليه الشعراء "الله ينوِّر" عليهم بأضواء حقيقية، حيث يتم الاعتماد على كل ما يصنع ردة فعل أكبر من الفعل ذاته، فيكثر الانفعالين الحركي والصوتي، يستفز الضحك، ويزداد الاستعراض الكتابي، الذي لا يترك أثراً على متلقيه إلا من الخارج!
داخل ملعب كرة القدم مثلاً، يوجد أكثر من مهاجم في كل فريق، ولكن هناك لاعبٌ هاجسه الأول والأخير تهييج الجمهور في كل مرة يستلم فيها الكرة؛ نظراً لاستعراضه بمهارات كروية عالية تستجدي التصفيق و"التصفير"، وفي المقابل هناك لاعب آخر لا يشغله سوى "تسجيل الأهداف" ومن ثم إحراز البطولات، ليصفِّق و"يصفِّر" الجمهور أيضاً، ولكن على ما بقي لهم، وليس ما انتهى.



* مجلة روتانا العدد 149 - 21/5/2008 م.


.

التوقيع:

.

مو دايم الغايب معه عذره !

.

seeen_jeeem@hotmail.com
سامي الجارالله غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس