[نوف الثنيان]

هكذا يظهر بدر السماء في الشهر مرة ..

ويظهر بدر الشعر في التاريخ مرة أيضا ..

علامة فارقة بين شعراء هذا القرن ..

بطول الغياب .. يطول الانتظار يابدر ..

ليكون الحضور ضوءا سماويّا .. ابتهالات وتلاواتٍ منتظرة ..

بدر بن عبد المحسن الشاعر الأمير .. حين يكون الأمير الشاعر ..

يجمع في حياته التاريخ الناصع .. والقصيدة الممتدة من الماء إلى الماء ..

إمارة الحياة .. حين يرث المجد التليد في مآثر جده المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز آل سعود ..

وإمارة الشعر حين ينصّبه عليه تاريخه الشاهق كنخلة شامخة .. والمثقف كمحارة محيط .. والأصيل كنوّار خزامى ..

هو مؤسس النص الحديث ورائد التجديد فيه في جزيرة العرب ..
وهو كذلك حامل لواء " التثقيف " في القصيدة العامية ...

هو بدر بن عبد المحسن عنوان كل ماهو مدهش في الشعر .. وجغرافيا كل رؤيا مستحيلة وإعجازية فيه ..

في أصالته وعي البدوي في السماء .. وفي حداثته فطنة المعاصر لأثر الموروث في تحديث الرؤيا العصرية..

يكتب الملاحم الشعرية حين يكون ملحمة الشعر الجميل .. والمستحيل ..

وربما من أجل هذا فقط لم تستطع الاقلام كتابته وانصافه بعد ..

كانت سماء الأغنية مجدبة .. غيومًا انصرفت عن مَهمَة المطر من أجل البحث عن ضوء البدر .. حتى بُعث إلينا الحلم من نافذة الغياب .. وهج مقمر بين التماعة برق وأشراقة صباح .. تنبىء بإنهمار السيل بعد جفاف طويل .. لـ قلوب تعطّشت شِعرَ خير وسقيا ..

شاعرٌ من زمن الحب والرومانسية .. يتلمّس كوامن أرواحنا .. لـ يترك قلوبنا معلّقة في أثير قصائده ..

ينتصر على عوامل الزمن بخطوط لا تُمحى وشعر لا يبلىَ .. فيخطفنا معه على فرس الدهشة ..لـ يجعلَ منه التاريخ فارس توحيد مملكة الشعر ..

بدْرُ شعبيات الليلة .. شاعر تقاسمنا معه خفق قلوبنا عمرًا من النبض..

قِبل استضافتنا .. فانفرطت سبحة الفرحة لـ تتراقص افراحٍ طفولية ..

تدثّر أشواقنا وتبلل أوراقنا ونمسح عن جبين انتظارنا غبار الغياب ..

ماأجملنا به .. حين نعود هكذا مع البدر .. ومع أغنية الزمن الجميل ...