"هُنَا أوّلُ السّطر" .. "عبدالله الصيخان"
هنَا أوّل السّطرِ
أسْرِجُ في البالِ فانوْسَ قلبي لهذَا الحَصى
الذي يتَجَمّع في وَطَني
وأنيرُ ضَواحِيَهُ
ضَاحِيَةً، ضَاحِيَهْ
لهذا الحَصَى الذي يَرْفدُ السّاقيَِهْ
لهذا الهجير السَماوي، يدخل في دمنا ويضيع
لِفَمٍ سَوفَ يَصْعَدُ منْ شَهْقَةِ الأغنِيَةْ
لِنَشِيْدِ الصبَاحِ الشّتَائِيّ حينَ تُسَوّرُهُ في الفُؤَادِ
بَنَاتُ البِلادْ:
بِلادِي.. بِلادِي
فَتُرْجِعُهُ الضّفْةُ الثّانِيَةْ
سَأغْزلُ منْ نَفْلِهِ أو خُزَامَاهُ عقْداً صَغيرَاً لهَا
تُبَارِكهُ جَدْلتَاهَا إذَا ما انْحَنَتْ
لِتُعِدّ فطُوْرَ الصّبَاحِ لأبْنَائَهَا
بِلادِي.. بِلادِي
وأضْمِرُ كلّ هَوَىً يَتَسَرْبَلُ في كُلّ دَارْ
بِلادِي..
وأضْمِرُ كلّ الجِهَاتِ التي يتَوَزّعُهَا وَطْنٌ
في وضُوْحِ النّهَارْ.
هنَا أوّل السّطرِ
صَلصَالُ روْحِي
وأخْرُجُ منْ بَوْحِ "نَجْدٍ" ومنْ قريَةٍ في الجَنوْبِ
تَنَامُ على بَوْحِ نعْنَاعِهَا
وأخْرُجُ منْ شَجَرٍ أخْضَرٍ في "الحَسَا"، مَوْجَةً بينَ "دَاريْنَ" و القَلبِ، شَيئاً يُسَمّوْنَهُ في الجِهَاتِ الشّمَالَ، أسَمّيْهِ أرْجُوْحَةَ الطفْلِ حينَ يُؤَسّس في كلّ ثَانِيَةٍ.. ثَانِيَةْ.
منْ يَدَيْنِ عَلى حَجَرٍ أسْوَدٍ في الطّوَافِ
ومنْ حِنْطَةٍ لِحَمَامِ الحَرَمْ
منْ مَنَادِيْل تَنْشُرُهَا الأمّهَاتُ لِتَوْدِيْعِ أبْنَائهَا.
منْ يَدٍ في يَدٍ
سَوْفَ تَرْوي لنَا شَجَرَ الألفَ عَامٍ
وَتَبْنِي لِهَذِي البِلادِ مَسَانِيْدَهَا
منْ رَذَاذٍ بَهِيّ عَلى نَخْلَةٍ دَانِيَهْ
منْ حَصَىً مَرّةً ثَانِيَه
يَرْفدُ السّاقيَِهْ.
.........................
- عبدالله الصيخان: شاعر وصحفي سعودي متميز (مدير تحرير اليمامة سابقاً) لهُ "هواجس في طقس الوطن" ومساهمات شعرية وثقافية ثرية.
- نقل حرفي من: صفحة "الكلام الأخير"؛ مجلة "اليمامة"، العدد 972. الأربعاء 30/1/1408هـ ( 23/9/1987م)
- مُصابٌ أخاكم بهوسِ احتضانِ الورقِ العتيق!