تَمَهّلْ،
فَلا شَيء يَمْتَدّ في رَمْلِ هَذِي المَفَازَةِ
لا نَخْلَةٌ تَسْتَمِيْلُ الرّيَاحْ
لا طَائِرٌ يَحْتَفِي بِالصّبَاح
غُبَارٌ وَجَدْبٌ،
تَمَهّلْ،
فَإطْلالةُ السّحْبِ
- يا سَيّدِي-
قِصّةٌ كانَ يَلْهُوْ بِهَا يَوْمُنَا،
لَيْلُنَا،
حِيْنَمَا كَانَت الأمّ تَحْكِي وتَحْلُم
- يا سَيّدِي-
بَلْ لَعَلّكَ تَحْلُم
أو إنّمَا تَرْتَدِيْهِ تَجَذّرَ فِيْكَ
فَأنْبَتّهُ زَهْرَةً في الطّرِيْقْ.
..
تَعْرِفُ أنّ الكلامَ حَرِيْقْ
تَعْرِفُ،
تَعْرِفُ كيْفَ يَكُوْنُ اشْتِعَال الصّدِيْقْ!
وتَعْرِفُ، يا سَيّدِي،
كَيْفَ يَذْوي البَرِيْق.
لَعَلّكَ تَعْرِفُ أَنّا بِلا وِجْهَةٍ
وأَنّا غَدَوْنَا حُطَامَاً
فَمِنْ أيّ بَابٍ سَنَدْخُلَ في حُلْمِنَا!
وَمِنْ أيّ ثُقْبٍ سَيَمْتَدّ فِينَا الصّبَاحْ؟
.
فَـ رَتّلْ حَدِيْثَكَ
كيْمَا نُغَنّيْكَ أحْلامَ منْ عَلّمُوْنَا البُكَاءَ
وَمَنْ أنْبَتُوْنَا كَمَا تَنْبت المُعْجِزَة.
.........................
(من أرشيف ذاكرةٍ ما..)