مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 10-09-2008, 17:23   #1
منى العبدلي
عضو شعبيات
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ منى العبدلي
 

القصة القصيرة بين النشر الورقي والنشر الالكتروني ...روتين أنموذجا

القصة القصيرة بين النشر الورقي والنشر الألكتروني..
هو مبحث بسيط ورصد للتغييرات التي تطرأ على القصة القصيرة بين النشر الالكتروني والنشر الورقي وقد قمت بأختيار المجموعة القصصية (روتين) للكاتب عبد الواحد اليحيائي لإنها نشرت أولا عبر الفضاء الالكتروني ثم اصبحت نسخة ورقية .... وقد تم نشر هذا المبحث في صحيفة المدينة على جزئين...


الجزء الأول:

قلة هم الكتّاب العرب الذين يتعاملون مع الشبكة العنكبوتية «الإنترنت» كوسيلة من وسائل النشر ويعتبرونها وسيلة لا تقل في أهميتها عن النشر الورقي المتمثل في كتاب ورقي، جريدة، مجلة وأحد هؤلاء كان الأستاذ عبدالواحد اليحيائي عبر كتابيه: “مراجعات الماشي” و “روتين”.وما يزال المثقف العربي في علاقة غير قوية مع هذه التجربة، بل إن عدداً غير قليل من المثقفين والأدباء العرب يسخر من هذه التجربة ويقلل من شأنها بالرغم من صنعها تواصلا مباشراً وحيوياً بين المبدع والمتلقي، حيث يستطيع القارئ التعليق على العمل المنشور على صفحات المنتديات والمدونات وأن يبدى الرأي والتدخل ربما في تغيير مسار العمل الأدبي وهو ما لا توفره عملية النشر الورقي، ومنها يستطيع المبدع أن يتلمس اصداء نجاح عمله. وبالرغم من حسنات النشر الإلكتروني وإيجابياته إلا أنه ما زال يمر بمأزق التعايش مع القارئ والمثقف العربي وبالتالي تقبله والاعتراف به كمرجع ثقافي بنفس أهمية النشر الورقي, فهو ما زال ضد المكرس وضد الذوق العام لغالبية الجماهير العربية التي ما تزال تعشق تلمس الكتاب المطبوع وتفاخر باقتنائه وما يزال النشر الورقي الأوفر حظا والأكثر ثقة لدى المتلقي العربي، وهذا من الأسباب التي دعت الكاتب والقاص السعودي عبد الواحد اليحيائي لنشر مجموعته القصصية «روتين» والتي نحن بصدد دراستها، بعد أن كانت منشورة إلكترونيا إلى طبعها في كتاب ورقي مؤكدا بذلك اهتمامه بالقارئ العادي ذي الخلفية الجمالية الثقافية. من المهم قبل الشروع في تقصي التغييرات التي طرأت على المجموعة القصصية «روتين» واستنتاج أسباب هذه التغييرات ودواعيها أن نعرف الميزات والمآخذ لكل من النشر الورقي والنشر الإلكتروني كجزء مهم وأساسي في هذه الدراسة..


أولا: النشر الورقي:

ما يزال النشر الورقي رغم تفاقم أزمته بسبب تدني وانحسار دائرة التلقي هو الأكثر ثقة والأوفر حظاً لدى المثقف والقارئ العربي على حد سواء بالرغم من تطور وسائل النشر الإلكتروني وتنوعها، وهي وسيلة تتفوق على وسيلة النشر الإلكتروني في حفظ حقوق الكاتب والمثقف الفكرية والأدبية والمادية، إلا أنها لا تخلو من عيوب أو مآخذ نورد بعضا منها كما يلي:
1. الضغوط التي تمارسها بعض دور النشر على الأدباء والمثقفين الراغبين في نشر أعمالهم حيث تنتهج سياسة « ادفع... نطبع» ومن سوء توزيع بعضها الآخر.
2. انعدام مساحة الحرية وحضور الرقابة بشكل كبير يقلل من مساحة الإبداع لدى فئة كبيرة من المثقفين.
3. محدودية التواصل الفاعل والحوار البناء بين المبدع والمتلقي.
4. الإرهاق المادي والمعنوي والكلفة الباهظة للمنتج الورقي وعدم وجود الدعم الكافي للمثقف والمبدع .
5. تعرض الكثير من الكتب المطبوعة للتلف نتيجة لعوامل التقادم والعوامل البيئية إذا لم يتم حفظها بطرق خاصة تضمن سلامتها على المدى الطويل.
6. محدودية انتشار واشتهار المواهب الشابة والجديدة المبدعة إذا لم يصاحبها دعم إعلامي كاف لتعريف القراء بها.

ثانيًا: النشر الإلكتروني:

بالرغم من الميزات العديدة للنشر الإلكتروني والتي سنوردها تباعًا فهي ما تزال تجربة حديثة عهد لدى شريحة كبيرة من المبدعين والقراء العرب ومنهم من يعتقد أن ظهور هذه الوسيلة ليس سوى تجل من تجليات العولمة وأسلوب حياة استعارية افتراضية استعرناه من ثقافة الغرب وهم بذلك يرفضون هذه التبعية متجاهلين حسناتها التي تكاد تغّيب مع مرور الوقت عملية النشر الورقي ومفهومها بما تملكه من الميزات والحسنات التي تسهم بشكل فاعل وقوي في خدمة المثقف العربي والقارئ على حد سواء.
ومن أهم ميزات النشر الإلكتروني ما يأتي:
1.غياب الرقابة عما يتم نشره على صفحات الشبكة العنكبوتية من إبداع أدبي « قصصي ... شعري ... الخ» حيث يتمتع الكاتب والمبدع بحرية كبيرة في فضاء الإنترنت الواسع مما يخلق مساحة واسعة من حرية التعبير والكتابة لا تتوفر للكتاب الورقي.
2.قدرة الكاتب على التحكم فيما يكتب على صفحات المنتديات أو المدونات «المواقع الشخصية» حيث يمكنه التعديل عليها بالحذف أو الإضافة وهذا يتعذر فعله في النشر الورقي المكلف ماديا ومعنويا.
3.سهولة تواصل المبدع والمتلقي من خلال القراءة المباشرة والتدخل بالتعليق وربما تغيير مجرى القصة وأحداثها.
4.سرعة انتشار الأعمال الأدبية الكترونياً خصوصاً مع تزايد المنتديات المتخصصة والجادة والتي غالباً ما تكون تحت إدارة أكاديميين متخصصين ومعنيين بقيمة الكلمة المكتوبة ومصداقيتها.
5.إمكانية وسهولة حفظ الأعمال المنشورة إلكترونياً في حوافظ متعددة مما يبقيها في مأمن من التلف أو الضياع وبقائها لأجيال ربما.
ومع ذلك فهناك بعض ما يؤخذ على النشر الإلكتروني ونورد بعضاً منه على سبيل الذكر لا الحصر:
1.يعتبر البعض أن النشر الإلكتروني موجة لفئة معينة ممن يطلق عليهم مدمني الوجبات الفنية السريعة وليسوا ممن يعدون من أصحاب الخلفية الثقافية الجمالية وبالتالي انقطعت علاقتهم بالكتاب الورقي المطبوع.
2.ارتفاع معدلات الفقر في بعض الدول العربية إلى مستويات عالية تجعل من المستحيل على الغالبية العظمى اقتناء جهاز كمبيوتر ومن ثم الحصول على اشتراك في «الإنترنت» وبالتالي يكون هؤلاء في معزل عن هذه الثقافة الإلكترونية، وتعد نسبة انتشار الإنترنت عربياً من أدنى المعدلات عالميا حيث تبلغ نسبة انتشارها عربيا حوالي 12,5 من إجمالي السكان، فيما تبلغ نسبة مستخدمي الانترنت في الدول العربية بالنسبة الى مستخدميها في العالم حوالى 7% ومن بين 320 مليون نسمة يملك فقط 14 مليون فرد جهاز حاسب آلي.
النصوص بين الثبات والتحول بين الورقي والإلكتروني:
هذه النصوص التي كانت ذات هوية إلكترونية «إنترنتية» إن صح التعبير ثم تبدلت هويتها إلى هوية ورقية هل مرت خلال مراحلها الانتقالية بعملية تغيير وتبديل؟
هل طالت هذه التغييرات نسيجها السردي أو بنيتها الشكلانيه؟ وهل بقيت صورها التعبيرية كما هي أم حدث لها تغيير أيضا قبل خروجها من نطاقها الإلكتروني إلى نطاق الواقع الورقي؟ وبمعنى آخر هل جرت عملية مواءمة لتناسب هذا الواقع الورقي؟ وإلى أي مدى كان هذا التعديل والتغيير؟ وما هي أسبابه ودواعيه؟ وهل تأثرت لغتها الشعرية وإيحاءاتها وأدوائها على المستوى البلاغي والإبداعي في رحلتها الانتقالية هذه

المصـــدر


اخر تعديل كان بواسطة » منى العبدلي في يوم » 10-09-2008 عند الساعة » 17:27.
منى العبدلي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس