الموضوع: في مقهى..
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 02-09-2008, 17:39   #7
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رد : في مقهى..

.
.
أشكركم جميعا..
وكنت أعدت كتابة هذا العمل ونشرته مرة اخرى في جريدة الجزيرة بهذا الشكل:

.
.

1


حين تمكن دفؤك من روحي ابتسمت، أضاء قلبي، طلبت كوب قهوة.
قلت لصديقي: أشعر بالخفة.
قال: هي في وجهك.
كان وجه صديقي يتحرر.
أين الكوب؟
حين أحضره النادل بدا سعيداً، تلبسه الرضا، عجبت له، وتساءلت. لكن لم يطل عجبي حين لمحتكِ في الكوب، واستعجلتُ انسيابك فيّ. ضحك صديقي وضحكت.
قال وأشار إلى الكوب: قهوتك تشتاق.
قلت: فيها انصب العمر.

غرست قلمي في صدري وكتبت بالقهوة كلمة حب، تمرد صدري واستمطر رغبة. قرأتُ لصديقي بعضاً من حب، لم يفقه شيئاً مما بُحت. لا يفقهُ إلا الكلمات.
قال: لعل معناك هنا، وأشار إلى الكوب.
قلت: نعم، ليس المعنى في كلمات.
قال: أي جلال في مقهى، أي جلال في كوب؟! هو في الأفكار، ألسنا نحن الأشياء، نسبغ الأشياء على الأشياء فيكون الحب، ويكون القلب، وتكون الروح؟


2


تأمل وجه الكوب وتبسم، قال: في كوبي حب. وضحكت، كيف للقهوة أن يسكنها حب؟ قلت: قهوتك تشتاق. تغير وجهه والتاع، قال ولم يتكلم، ولم أفهم، وتساءلت وأشرت إلى كوب القهوة هل من شوق في كوب؟ قال: شوقي أكبر.
فهمت، كان صديقي يضع الأحلام على الأحلام ليرى وجه حبيب في كوب. قلتُ له رأياً عن الأشياء حين تتخلق في كوب.

باغتهُ أنه في حلم، وغافلني وجه الكوب، فرآه..
قال: فيها صبابة عمر، نحن الأحلام والأوهام ولحظة حب.


3


أنثى فيّ..
اقتحمتني لا أدري من أين: من قلبه، من عقله، من روحه؟!
حقاً لا أدري من أين.
رانت على وجهي فتأمل وتبسم. قال لصديقه: انظر وجه الكوب.
وانسابت هي في ذاته، منه وله وأنا أنساب.
بقينا فيه وبقينا في الكوب.
سقيناهُ حنينا.
.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس