مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 08-07-2008, 13:44   #1
بابل
أديب
 

مُتخمٌ بالأعداءِ و البحر



لا العدو أمامي ..
ولا البحر خلفي ..

وحدي مُتخم بالأعداءِ والبحر
لأنّ لذلك اليأس موعد ثابت معي
لتأمّلِ التشاؤم
الذي يُشبه جبيني في العامِ الماضي
وهناك في العام القادم
تُراق انحرافات
لأنّ رفاتَ الضمير لم تستطع مقاومة الرّغبة



وحدي مُتخم بالأعداء والبحر
ولذلك المرفأ موجة نجسة
أمتطيها بلا تردّد
لتشذيب السّحب
التي مرّت من فوق رأسي
وأُعمّمها بوصايا الأجدادِ
قبل أن يتبرّجن حفيداتي
وقبل أن ترتد القبيلة إلى صدري
وقبل أن يرتويَ شغف القلب عطش الغياب



وحدي مُتخم بالأعداء والبحر
أكتبُ أشياءً تبكي
وأنا شفيفٌ مثل دموعِ الأمهات
أترقّب المجهول من نافذة الغياب
فأشاهدُ قبساً في الأرحام
يشدني نحو موعد قديم
حينها أنتظرُ الريح
لتسافر في دمي
لعلّي أعثر على الطفلةِ التي خبأتُها في رحمِ القدر
أجل ..
أكتبُ أشياءً تبكي
لعلّي أجد من يُعيد الصلصال بـ كُن بشراً



وحدي مُتخم بالأعداء والبحر
أيها الجحيم الذي تعب من هامته
يُناضل لأجل البقاء في رأسي
وقبل أن ألعنك
قُل لي
أنّ عودتي تُعادل مسافة شبرٍ للخلف
قُل لي
أنّ ظمأَ الغياب خرافة لا تقبل الجدل
قُل لي
أنّ التنقلات أقدار جبريّة لا تعرف الاختيار
قُل لي
أي شيء ,
سوى ما تقوله لي هذه اللحظة
قُل لي
ماذا كانت قضيتنا أصلاً ؟
هل توجّست العمائم خيفة ؟
من يهرب ممن ؟
هل كانت قضيتنا المطر أم الجفاف ؟
قُل
أو لا تقُل
فالجحيم رفيق الأمنيات المُستحيلة



وحدي متخم بالأعداء والبحر
لم أبكِ مع غناء الرّيح في دمي
حين ثّقب الصّمتُ حنجرة البكاء
لم أصرخ في جوف التلاشي
حين حضر وهج الموت
لم أسمع أجراس النّطفة الأولى
حين كان العالم مشنقة حول عنقي
لم أرَ تثاؤب اللّوحة الخرساء
حين دلفتُ إلى فمِ العناقِ المفقود



وحدي مُتخم بالأعداء والبحر
لا أعرفُ كيف أموت ..
أُحب العين تلك
التي بإمكانها أن تُحوّلني إلى صلصال
فأكون الابتسامةَ التي تحبّ مُشاهدتها
أكون النظرةَ الشهيّةَ التي تتمتّع بها
أكون اللمسةَ الحانيةَ على أهدابِها
أكون شيئا غامضاً تجتهد لاكتشافه
أكون الدّهشةَ في مقلتِها
لأنني صلصال



وحدي مُتخم بالأعداء والبحر
لا شيء سيخسره العالم بموتي

لا شيء سيخسره البحر
في فقد سمكةٍ ناقمة على ضعفها

لا شيء سيخسره الليل
في فقد شهابٍ ملّ الثبات

لا شيء سيخسره الجبل
في فقد حجرٍ تشابك مع وزنه الخفيف

لا شيء سيخسره النهر
في فقد قطرة ماء قرّرت التبخّر

لا شيء سيخسره العطر
في فقد زهرة احترفت الذبول

أيضا أنا
لن أخسر شيئا
إن غادرتُ على عجلٍ أو تأخرتُ
فلم يبقَ لدي من السعادة بمقدارٍ , يستحق عناء الفرح

لن أموت ....
رغم أنّني وحدي ... المُتخم بالأعداء والبحر .

..............





تنويه ..
أعتذر لكلّ من أخجلني بلطفه في المشاركة السابقة ولم أستطع أن أردّ له الجميل ..
عليّ أن أكون أكثر حسماً هذه المرّة .. لستُ أدري , دائما لستُ أدري ..

بابل غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس