[بـندر العبدالكريم]

خرج " كثير " في البادية يلتمس لقاء " عزة " ومعه إداوة فيها ماء , فـ اخذه العطش , تناول الإداوة فإذا هي عظم " فرغت ويبست " ولاحت له نار فأمها وإذا بقربها مظلة بفنائها عجوز , فقالت له : من أنت ؟ قال : كثير , قالت : صاحب عزة ؟ , قال : نعم قالت : قد كنت أتمنى ملاقاتك , فالحمد لله الذي جعلني ألقاك قال : وما الذي تلتمسينه مني ؟ قالت : ألست القائل : إذا مادعتنا خلة كي نزورها ....... أبينا وقـلنـا الـ حاجبية أول سنوليك عرفاً إن أردت وصالنا ....... ونحن لـ تلك الحاجبية أوصل قال بلى , فما ذاك ؟ قالت : وأين إخلاصك لصاحبتك ؟ أما لو تمكن منك حبها لما وصلت غيرها , فهلا قلت كما قال سيدك جميل : يارب عارضة علينا وصلها ....... بـ الجد تخلطه بـ قول الهازل فأجبتها في القول بعد تأمل ....... حبي بثينة عن وصالك شاغلي لو كان في قلبي كـ قدر قلامة ....... فضلاً لـ غيرك ماأتتك رسائلي فقال كثير : دعيني من هذا واسقيني . قالت : لا والله لا أسقيك شيئا على قولك ذلك . قال : ويحك ! إن العطش أضر بي قالت : ثكلت " بثينة " إن طعمت عندي بقطرة ماء , وإذا هي أم بثينه صاحبة جميل , فلم يجد كثير بداً من المسير على عطشه .