مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 21-07-2008, 04:26   #3
ريما العلي
اِمْرَأةٌ لا يُكَرِّرُهَا القَدَرْ !
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ ريما العلي
 

فـ ليتك لو بقيت لضعف حالي ..



في فنّ الرثاء من الصدق مايرفعه على غيره من الأدب ..
ويكفيه سموّاً أن لاغاية تُبتغى من وراءه، إلا ما ندر !
،
أحببت أن أشارككم هنا أوجع أبيات في الرثاء لازمتني -عمراً لايستهان به من الفقد-من قصيدة للشاعر العبّاسي بهاء الدين زهير في ابنه الّذي فقده في زهرة العمر !




فيا مَنْ غابَ عنّي وَهوَ رُوحي = وكيفَ أُطيقُ مِنْ رُوحي انفِكاكا
حبيبي كيفَ حتى غبتَ عنّي = أتَعْلَمُ أنّ لي أحَداً سِوَاكَا
أراكَ هجرتني هجراً طويلاً = وَما عَوّدْتَني منْ قَبلُ ذاكَا
عَهِدْتُكَ لا تُطيقُ الصّبرَ عنّي = وَتَعصي في وَدادِي مَنْ نَهاكَا
فكَيفَ تَغَيّرَتْ تِلكَ السّجايَا = وَمَن هذا الذي عني ثَنَاكَا
فلا واللهِ ما حاولتَ عذراً = فكُلّ النّاسِ يُعذَرُ ما خَلاكَا
وما فارقتني طوعاً ولكنْ = دَهاكَ منَ المَنيّة ِ ما دَهَاكَا
لقد حكمتْ بفرقتنا الليالي = ولم يكُ عن رضايَ ولا رضاكا
فلَيتَكَ لوْ بَقيتَ لضُعْفِ حالي = وكانَ الناسُ كلّهمُ فداكا
يعزّ عليّ حينَ أديرُ عيني = أفتشُ في مكانكَ لا أراكا
وَلم أرَ في سِوَاكَ وَلا أرَاهُ = شمائلكَ المليحة َ أو حلاكا
خَتَمْتُ على وَدادِكَ في ضَميري = وليسَ يزالُ مختوماً هناكا
لقد عجلتْ عليكَ يدُ المنايا = وما استوفيتَ حظك من صباكا
فوا أسَفي لجِسمِكَ كَيفَ يَبلى = ويذهبُ بعدَ بهجتهِ سناكا
وما لي أدّعي أني وفيٌّ = ولستُ مشاركاً لكَ في بلاكا
تموتُ وما أموتُ عليكَ حزناً = وَحقّ هوَاكَ خُنتُكَ في هوَاكَا
ويا خجلي إذا قالوا محبٌّ = ولم أنفعكَ في خطبٍ أتاكا
أرَى الباكينَ فيكَ مَعي كَثيراً = وليسَ كمنْ بكى من قد تباكى
فيا مَن قد نَوَى سَفَراً بَعيداً = متى قُلْ لي رجوعُكَ من نَوَاكَا
جزاكَ اللهُ عنّي كلّ خيرٍ = وَأعْلَمُ أنّهُ عنّي جَزَاكَا
فيا قبرَ الحبيبِ وددتُ أني = حملتُ ولوْ على عيني ثراكا
سقاكَ الغيثُ هتاناً وإلاّ = فحسبكَ من دموعي ما سقاكا
وَلا زَالَ السّلامُ عَلَيكَ منّي = يرفّ مع النسيمِ على ذراكا


كلّ الشكر يازميل ..


التوقيع:
ضرورة الكتابة عنك ،
هربٌ من حماقة الكتابة إليك !
.


اخر تعديل كان بواسطة » ريما العلي في يوم » 21-07-2008 عند الساعة » 04:34.
ريما العلي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس