فـ ليتك لو بقيت لضعف حالي ..
في فنّ الرثاء من الصدق مايرفعه على غيره من الأدب ..
ويكفيه سموّاً أن لاغاية تُبتغى من وراءه، إلا ما ندر !
،
أحببت أن أشارككم هنا أوجع أبيات في الرثاء لازمتني -عمراً لايستهان به من الفقد-من قصيدة للشاعر العبّاسي بهاء الدين زهير في ابنه الّذي فقده في زهرة العمر !
فيا مَنْ غابَ عنّي وَهوَ رُوحي = وكيفَ أُطيقُ مِنْ رُوحي انفِكاكا
حبيبي كيفَ حتى غبتَ عنّي = أتَعْلَمُ أنّ لي أحَداً سِوَاكَا
أراكَ هجرتني هجراً طويلاً = وَما عَوّدْتَني منْ قَبلُ ذاكَا
عَهِدْتُكَ لا تُطيقُ الصّبرَ عنّي = وَتَعصي في وَدادِي مَنْ نَهاكَا
فكَيفَ تَغَيّرَتْ تِلكَ السّجايَا = وَمَن هذا الذي عني ثَنَاكَا
فلا واللهِ ما حاولتَ عذراً = فكُلّ النّاسِ يُعذَرُ ما خَلاكَا
وما فارقتني طوعاً ولكنْ = دَهاكَ منَ المَنيّة ِ ما دَهَاكَا
لقد حكمتْ بفرقتنا الليالي = ولم يكُ عن رضايَ ولا رضاكا
فلَيتَكَ لوْ بَقيتَ لضُعْفِ حالي = وكانَ الناسُ كلّهمُ فداكا
يعزّ عليّ حينَ أديرُ عيني = أفتشُ في مكانكَ لا أراكا
وَلم أرَ في سِوَاكَ وَلا أرَاهُ = شمائلكَ المليحة َ أو حلاكا
خَتَمْتُ على وَدادِكَ في ضَميري = وليسَ يزالُ مختوماً هناكا
لقد عجلتْ عليكَ يدُ المنايا = وما استوفيتَ حظك من صباكا
فوا أسَفي لجِسمِكَ كَيفَ يَبلى = ويذهبُ بعدَ بهجتهِ سناكا
وما لي أدّعي أني وفيٌّ = ولستُ مشاركاً لكَ في بلاكا
تموتُ وما أموتُ عليكَ حزناً = وَحقّ هوَاكَ خُنتُكَ في هوَاكَا
ويا خجلي إذا قالوا محبٌّ = ولم أنفعكَ في خطبٍ أتاكا
أرَى الباكينَ فيكَ مَعي كَثيراً = وليسَ كمنْ بكى من قد تباكى
فيا مَن قد نَوَى سَفَراً بَعيداً = متى قُلْ لي رجوعُكَ من نَوَاكَا
جزاكَ اللهُ عنّي كلّ خيرٍ = وَأعْلَمُ أنّهُ عنّي جَزَاكَا
فيا قبرَ الحبيبِ وددتُ أني = حملتُ ولوْ على عيني ثراكا
سقاكَ الغيثُ هتاناً وإلاّ = فحسبكَ من دموعي ما سقاكا
وَلا زَالَ السّلامُ عَلَيكَ منّي = يرفّ مع النسيمِ على ذراكا
كلّ الشكر يازميل ..
اخر تعديل كان بواسطة » ريما العلي في يوم » 21-07-2008 عند الساعة » 04:34.
|