مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 29-06-2008, 20:00   #2
بـندر العبدالكريم
شاعر
 

نايف الجنيدي : مرحبا بعودتك , أسأل الله لمرضاكم الشفاء العاجل





من قصيدة من درر شعر الرثاء
قالها ابن الرومي " الذي ضمّ إلى دقة الروم في التصوّر
قوة العرب في التصوير " يرثي بها أوسط بنيه " محمد "
وفيها من عجيب الوصف مافاق الحُسن , ومن اللوعة ماتنفطر له القلوب

" أحبها كثيراً وأحببت أن أشاركك بها المكان
ولك الود من قبل ومن بعد " :


بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي
..... فـ جودا فقد أودى نظيركما عندي

بُنيّ الذي أهدته كفّاي للثرى
..... فيا عزة المهدى ويا حسرة المهدي

توخى حمام الموت أوسط صبيتي
..... فـ لله كيف اختـار واسطة العقد

طواه الردى عني فأضحى مزاره
..... بعيدا على قرب , قريبا على بعد

لقد أنجزت فيه المنايا وعيدها
..... وأخلفت الآمال مـاكان من وعـد

لقد قل بين المهد واللحد لبثه
..... فلم ينس عهد المهد إذ ضم في اللحد

ألح عليه النزف حتى أحاله
..... إلى صفرة الجادي عن حمرة الورد

وظل على الأيدي تساقط نفسه
..... ويذوي كما يذوي القضيب من الرند

فـ يالك من نفس تساقط أنفسا
.... تساقـط در من نظام بلا عـقـد

عجبت لقلبي كيف لم ينفطر له
..... ولو أنه أقسى من الحجر الصلد

بودي أني كنت قد مت قبله
..... وأن المنايا دونه صمدت صمدي

ولكن ربي شاء غير مشيئتي
..... وللرب إمضاء المشيئة لا العبد

وأولادنا مثـل الجـوارح أيـها
..... فقدناه كان الفاجع البين الفقد

لـكـل مكان لا يـسـد اختلاله
..... مكان أخيه في جزوع ولا جلد

هل العين بعد السمع تكفي مكانه
..... أم السمع بعد العين يهدي كما تهدي

لعمري لـقـد حالت بي الحال بعده
..... فيا ليت شعري كيف حالت به بعدي

ثـكـلت سروري كله إذ ثـكـلته
..... وأصبحت في لذات عيشي أخا زهد

أريحـانة العينين والأنف والحشا
..... ألا ليت شعري هل تغيرت عن عهدي

سـ أسقيك ماء العين ما أسعدت به
..... وإن كانت السقيا من الدمع لا تجدي

أعيني : جودا لي فقد جدت للثرى
..... بـ أنفس مما تـسألان من الـرفـد

أعيني : إن لا تسعـداني ألمكـمـا
..... وإن تسعداني اليوم تستوجبا حمدي

عذرتـكـما لو تشغلان عن البكـا
..... بنوم وما نوم الشجي أخي الجهد

أقرة عيني : قد أطلـت بكـاءها
..... وغادرتها أقذى من الأعين الرمد

أقرة عيني : لو فدى الحي ميتا
..... فديتك بالحوباء أول من يفدي

كأني ما استمتعت منك بنظرة
..... ولا قبلة أحلى مذاقا من الشهد

كأني ما استمتعت منك بضمة
..... ولا شمة في ملعب لك أو مهد

ألام لـما أبدي عليك من الأسى
..... وإني لأخفي منه أضعاف ما أبدي

محمد : ما شيء توهم سلـوة
..... لـ قلبي إلا زاد قلبي من الوجد

أرى أخويك الباقـيـيـن فـ إنما
..... يكونان للأحزان أورى من الزند

إذا لعبا في ملعب لك لذّعا
..... فؤادي بمثل النار عن غير ما قصد

فما فيهما لي سلوة بل حزازة
..... يهيجانها دوني وأشقى بها وحدي

وأنت وإن أفردت في دار وحشة
..... فإني بدار الأنس في وحشة الفرد

أود إذا ما الموت أوفد معشرا
..... إلى عسكر الأموات أني من الوفد

ومن كان يستهدي حبيبا هدية
..... فطيف خيال منك في النوم أستهدي

عليك سلام الله مني تحية
..... ومن كل غيث صادق البرق والرعد


التوقيع:

كتب الوصيّه :
عشرون أُغنيةً لـ عينيها , وللرمل البقيّه *

بـندر العبدالكريم غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس