مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 28-06-2008, 23:27   #14
بدر الزياد
كاتب وصحفي
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ بدر الزياد
 

رد : تعالوا يا عيال النعمة أعلّمكم!!

يوم العيد ..

توفي أبي وأنا في السابعة من العمر , وأتذكر أنني كنت أسير مع الرجال الذين حملوا جنازته وعليّ حذاء أبي !!
لم أدرك الحزن في تلك المرحلة , لأن أمي كانت تشعرني بأنني أنا "رجل البيت" وأنا خليفة والدي ويجب علي مراعاة أخي الصغير ..

وفي يوم العيد لم يكن لدي ثوب جديد ألبسه مثل بقية الأطفال , وكان الأطفال يلبسون ثيابهم الجديدة ويلعبون فرحين بالعيد وبالثوب "الجديد" , ولم تكن فرحة الأطفال بيوم العيد فقط بل بالثياب التي لايلبسونها "جديدة" الا في "يوم العيد" !!

كان ثوبي (مشقوق) من الأمام , وحين يمر بي أحد من المارة كنت أدير ثوبي لليمين أو اليسار خشية أن تظهر عورتي !!

كان يحكي لي حكايته هذه وهو يذكّرني بأن "الصدق مع الله في السر والعلن هي التي تفتح لك أبواب الرزق" ...

وتمرّ الأيام والليالي وهو على حالته وفي فقره الخانق ثم يذهب الى الرياض بحثا عن عمل ليحصل فيها على وظيفة "حارس ورشة" ثم "سائق" ثم ينتقل إلى شركة أخرى وبعد أن أشتد عوده أنتقل إلى منطقة أخرى ليعمل بالزراعة ويصبح من أكبر رجال الأعمال والأموال في مدينته !!

&&

ومما قاله لي رحمه الله:
أنّه كان يجد مبلغا قد يكون عشرة أو خمسة ريالات في طريقه ولا يرفعها من مكانها وهو بحاجة للريال والريالين خشية أن تكون حراما (إتّقاء للشبهة)!!!!

هذه القصة رواها لي صاحبها شخصيا رحمة الله عليه ..
وأبناء هذا الرجل الآن لازاولوا ينعمون بخيره وما ورّث لهم من أملاك وأموال ..


,,,

التوقيع:


حقيقة لو وعاها الجاهلون لما تنافسوا في معانيها ولا احتربوا/

ماقيمة الناس إلا في مبادئهم
لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب ,,
بدر الزياد غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس