في لحظةِ هدوءٍ وسُكونْ
بعيداً عنْ ضَجيج الآخرين وأوجاعهم
بعيداً عنْ غصَّاتِ الحناجر وأشباههم
بعيداً عن كل مايُشوِّه همسة ًرقيقة نثرت عِطرها على الروح في لحظات
لحظةَ َ عَبرْتَ اليَّ منْ بينِ أكوامِ الرِّمال
وآثارِ الحَريق
وصرخات الأنين والوَجع العَميق
وهتفتَ اليّ:
اشتقتك
فتَمتمتْ المعاني في الأعماق واِستجارتْ بِخالقها من الفَرح القَادم عبرَ المَساء
فرحٌ يَسطعُ كالأحلام
كالشمس
كالأزلام - لأرميها في وجهِ حظِّي بـِ رعونة ’ وأعتقل مايخرج عنها بـِ شجونه
فلاشىءَ سَيُعيقني عن الإبتسام في وجهِ الزمان
وهو يأتيني بك - ذاتَ المَـساء
وأيُّ مَساءٍ يَحقُّ للعُمر أن يَسرحَ فيه ويُسرِّحُني سِـراحاً جميلاً ولايُعيدني إليها - ذاتي -
وهي تَأتَلِقُ من جديد
على فَتحاتِ قَميصكَ الذي قُدَّ منْ قُبُل
وأطراف حنيني الذي قَدَّني منْ جَمر
وألقاني على حَافةِ شوقٍ - شديد الإنحدار
فسَقطْتُ بمُتعة لامُتناهية وأنا أُطمئنُ الكونَ بمافيه
أنْ لاتَخفْ
فأنا الآن
والآنَ فقط- أشعرُ
بأمان
وفي ذاتِ المساء - صمتَ الكون من حولي
وأجارني في لحظة - واستجار بي
ولففنا معاًٍ مَجرَّة الحقيقة - مجرَّةالعدل - مجَّرة السلام
وحين وصلنا مَجرَّة الهوى
اعتقلتنا جاذبية قديمة
قِدم الأزل - قِدم الأرض
وبِتنا بلاقيود
بلامُقاومة
بلا أحكام
ووقفنا عند بوابته العظمى- بحب ّ
بِحُبٍّ لم يَعرفهُ بَشَر
بِحُبًّ لم يُدركهُ قَدْر
بِحُبٍّ هو أقربُ للسماءِ من الأرض
هو أقربُ قريبٍ - للقَمَرْ
قمرٌ يُنادي - وهمسٌ يُناجي
وعصفورة ٌ حبيسةَ قصرها
مازالتْ تكتبُ في الهواءِ رَسائلَها
مازالتْ تُحدِّثُ الكونَ - أَخبارها
بأنَّ قلبكَ قدْ أوحَى لها
وأنَّ حنينَ المَشرِقَينِ أضْجَرها
وأنَّ غَدَها آتٍ بلارَيب
ومَاضيها صَامتٌ عن كل عَيب
وحاضرها يُرَّتلُ نفحات الأمل في وجهِ السَـماء
ويُتمتم:
ياسُكَّان الأرض هَلمّوا
فهاهنا يَكمن حَقٌ - وحَقيقة
هاهنا تَنتصر على الأوجاع - شَقيقة
هاهنا تَدعو على الظُلمِ - صَديقة
هاهنا تَحقَّقَ السلام أخيراً
وعمَّ التوازن
والتفاؤل
هاهنا أزهرَ نَيسان مُودِّعاَ البلابل - بِقُبلةٍ
ويَمضي الى حيثُ شاءَ
رَفيقه
ياسُكَّانَ الأرضِ هَلمُّوا
فـَـ هَاهنا تُناجي رُوحٌ ربَّها
وتَهمس على وجلٍ واستحياءٍ للملإِ بأكمله :
أحبُّه كَمَا -ياربّ - تُحِبُّ
الخَليقة
منى مخلص
1-5-2008
http://www.6rbtop.com/library/resour...n/47082_hi.ram
يمكن