مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 10-05-2008, 13:01   #14
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : بينهما .. حضور الغياب ..غياب الحضور ..!

قالت له :

ظهرت ملامح الحلم منذ باكورة اللغة ، فقد كنت تعمل جاهدا على تنقية الهواجس وتوقيفها خالصة لوجه الشعر ، كنتَ تجتهد في قلب صورة الشاعر فتفعل ما تقول وتقول ما تفعل ، لكنني في الوقت ذاته كنت أنثى علكتها المواجع ، نهضت من سريرها آخر الليل تبحث عن وسادة صلبة تسند بها ظهرها الذي فتكت به الأنوثة وتلف يدها على خصرها تحلم بيد احتواء مشلولة منذ مطلع الصبر ...
كنت تتصاعد بغرورك الشعري ، وكنت أقع فاصلة بين الترغيب والمناغاة ،والجمود والمناجاة ..!
كنتُ بالفعل قادرة على احتواء الشاعر فيك وإغواء عواطفه ، كنت له فتاة ( خصرها ناحلٌ وأنفها في السماء ...) .. وكنتُ لك ظلاًّ وخاتمًا من حياةْ ..
كلُّ شيء كنتُ قادرة على فعله ..حتى المجيء إليك في جنح الصدق .. كنتُ أختك وأمك وصديقتك وحبيبة الشاعر ..!
أصدقك حين أحادثك وحين أخاصمك أصدقك حين تعانقني عناق الأخوة المغتربين ، لكنني كنتُ أعلم أنني لا ألقاك حبيبا كلما قطفت ورقة التقويم أو أعددت المنبه لصلاة الفجر ..
كنتُ أحبكَ شاعرًا يطارحني الحب قصيدةً فأتثنَّى بين ذراعية كأغنية بحار حزين ، لكنني لا أتذكركَ حين أضع على الوسادة الأخرى خاتم الأنوثة وأبكي قليلا قبل أن أنام ..
لهذا يقتلني حزنك .. كما تقتلني أنوثتي...!


فقال لها :


كثيرة !
تعبت الأسما وسمَّتني..
وتعبت منِّي الدنيا وهدَّتني
عرفت إن المطر واحد
وأحلام الصحاري كثارْ ..
وإن حروفي الثكلى
احملتْ في يوم بجروحي .. وجابتني
على خد البحر نوَّارْ
ويوم إني وفيت بحرف خانتني
وسمَّت باسمها عني ( ظما بحَّار) ..
وبكَّت صوتي الخاينْ .. وبكَّتني ..!!
وأنا دمعي كثير أعذارْ ..!

***
إذا صار القدرْ إنسانْ
يحاصر وجهي المنفي ورا النسيانْ
متى بـ.... نسى ..؟!
إذا صار القدر يَمّي
مثلْ أمِّي ..... وأنا توِّي طفلْ مانامْ
تسولفلي عن الأحلامْ
عن اللي كانْ..
ويااااما كانْ
طفلْ يلعبْ ابجنبَ الدارْ
ومن حوله مطر و(بروقْ)
و(شمس ) تعانقهْ بــــ( شروقْ ) ....
غفا مرَّة .. ابجنب البابْ
ونسيو وجهه الأصحابْ
ودارتْ كلبوها الأرض باهل الدارْ
ولا يدري عن اللي صارْ
بدا يسألْ عن احساسه .. تراب الأرض
وقبل يجاوبهْ .. فجأهْ
غفيت ونمتْ ......!
وصارتْ قصته همّي ..
إذا شفت القدر يمّي ....
بديت أسأل
متى برجع طفلْ ماانامْ
متى أمّي ..؟
تسولفلي عن الأحلام
عن اللي كانْ
مدامِ إنَ القدرْ إنسانْ ....!.






يتبع



التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس