الموضوع: اختناق حذاء
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 22-03-2008, 13:56   #1
عبدالإله الأنصاري
كاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالإله الأنصاري
 

اختناق حذاء


،

أحياناً أصافح مطرَ وجهك بابتسامة عابث
ولِـ أتخفف من أحمالي، أتكئ على وجعك بعنفِ هازئ.
أحياناً يُصبح شقاؤكِ مدينةَ ترهاتي وشتائمي وعجلةَ طريقيَ المحفوفِ بالورد
ولكي أهرب من تعبي ؛ أعبر طريق أمنياتك بحذاءٍ سميكٍ، ولا أدعها حتى أتأكد أنها
تتنفس بمشقة ، فأنا لا أريد لها موتاً، فلست أحتمل اختناق حذائي حزناً على فقدك.!
فكرت كيف سأشفى منك مالم أجزّ عنق كبريائك .!
تذكرت أنكِ تزمعين الرحيل إلى منفىً يحترم إنسانيتك التي تباهين بها
قررت لحظتها أن أستبقيك بكل جبروت الطغاة ، ولو استلزم الأمر قطع أقدامك
وتكبيل شفتيك.!
نحن لا نختار أقدارنا ، لذا عزمت بأن أهيئ لكِ قدراً يُشبه اشتهائي لك ويحاكي
تطلعاتي فيكِ ؛ لأثبت لكِ حقيقة عجزك عن تفصيل الحياة على مقاس أوهامك.
لا أريد لمدينتنا أن تصحو متثاقلة دون أن يعوي صوت هزيمتك في أرجائها،
خَشِيتُ للأمل أن يترمد على أعتاب دُورِِها ، فلا يعود هناك حلمٌ يستقيظ كل صباحٍ
ويتمتم بخشوع يرجو لوجهك أن يستعيد وضاءته.
تلك الليلة المشؤومة استيقظت على نعيق غراب أحمق،
فأيقنت لحظتها أنك رحلتِ دون وداع ،
و أن كل وحشيتي تلك كانت محض هزائم فاترة لا تقيم أوَدا،
جاءت قبل أن أشرع في تنفيذ أحكامي الواجبة الوقوع.
وكما عوّدتك دائما - بعد كل حجر صبرٍ تلقمينني إياه - بكيت بحرقة أم فقدت وحيدها
بغتة ،
حتى أن جاري بكى معي دون أن يجرؤ على الاستفهام حول سبب هذا العويل
الذي ارتكبته في الشوط الأخير من ذلك الليل الكئيب
ملعونة أنتِ حين صادرت كل احتفالاتي الموعودة ورحلتِ
أما كان يجدر بك البقاء ولو لعامِ .. حتى أفيَ معكِ بكل النذور التي سكبتها حمماً بين
ناظريك قولا وفعلا..!

،

التوقيع: لم أصل
albasha123@hotmail.com
عبدالإله الأنصاري غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس