الموضوع: لبنى
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 09-02-2008, 01:18   #4
سلطان
المشرف العام
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ سلطان
 

رد : لبنى

2
بعد أن وصلت إلي انحنت ووضعت يداها على ركبتيها وهي تلهث من التعب
.. وقالت بعد أن استنشقت الهواء :
ـــ لم يفاجئني صمتك
ـــ أذاً ما الذي فأجئك !!!!
ـــ نظراتك السارقة ونحن نأكل
ـــ فقط
ـــ أيضاً الفضول ..
ضحكت وقلت :
ــــ هكذا نحن ننظر للمرأة لإشباع الغرور
ـــ فقط الغرور
ـــ والغرائز نحن يا سيدتي ننظر للمرأة على أنها رغبة جامحة نسترقها بعقد زواج أو من وراء أروقة ساترة سرعنا ما نرميها أن صادفنا في حياتنا امرأة تفوقها جمال لأنها بالأساس هي لليلة وقد تكون في الليلة الأخرى لرجل آخر .

اندهشت من حديثي وشدها الفضول وانتصبت كجبال عال , لا أعرف هل هناك غيرها ألقى السلام علي ولكن حتما من ألقى السلام توارى عن الأنظار وابتلع بجوفه القلادة ... ولم تبقى منحنية لان الإنحاء قد طال مدته .

ورمقتني بنظرة اجتاحت كياني ,,, هل لحظة الرغبة حانت ؟ هل نتوحد ؟ هل أرمي العالم الهلامي خلفي ؟ أريد أن التقي بها في مساحة ضيق من فوق ذلك العالم المتخم بالنساء , ليكن آخر عهد لي بالنساء .

سبات في عالمي الخيالي , لم أنفك منه إلا على قهقهتا الساحرة وهي تصيح بصوت عال :
ـــ أين تهت !!!
ــــ لا أعرف
ــــ غريب أمرك
ـــ الغريب هو لاحقك بي
ـــ لا تسئ الظن فالذي دفعني كما قلت لك فيما سبق الفضول ثم أردفت قائله (لم ألحق بك لأجل ما نعتني به في المقهى , ولكن الخوف أحسسني أنك تحمل أسئ كبير )

وقبل أن تكمل عبارتها قلت لها :

ــ ماذا تريدين
ــ أريد صداقتك
قلت( باستغراب) :
صداقتي
ــ لم
ــ امرأة مع رجل تلك مصيبة يعاقب عليها القانون
ــ أي قانون
ــ سنسجن حتماً
ــ وما الخطيئة !!
ـــ خلوة محرمة

قالت ( وهي تضحك):
ـ أيها الإعرابي أنت لست بالسعودية ثم أردفت قائلة :
(نا أدين بالنصرانية)
ـــ وأنا مسلم وسأدق عنق بالحال
ـــ اتجروا على ذلك !!
ــ لا ... كيف ألوث عنقك الناعم بيدي القبيحتان
ـ بل جميلتان

بعد فترة طويلة من الحديث عن بيروت والأوضاع الراهنة فيها والتفجيرات التي لا يعلم من المحرك لها , وما أدت أليه من تخريب وقتل لأبرز القيادات السياسية والدينية في بيروت .. والجيش السوري وأثره على البلاد .. افترقنا على اللقاء غداً في نفس الطاولة .

سرت على قدمي إلى مكان شقتي , كنت أفضل السير بهما عوضا عن الركوب في السيارة , لأن عندما أقود يكون عقلي مهتماً بالطريق وأخطاره .. ولكن عندما نسير على الإقدام نشاهد كل شيء وعلى عمق يسمح لنا بتحليل كثير من الأمور الغائبة عن العقل البشري ..

زرت أحد الأسواق القديمة في وسط بيروت ..
توقفت طويلاً وأن أتصور حراج أبن قاسم , أناس يطاردون الأموال والكسب ورموا كل قواعد البيع الشرعية , وعلى الرغم من تفاهة البضاعة المعروضة إلا أن هناك حمقى يبتاعون تلك البضاعة البالية .

ما بال الدنيا تغيرت , تجربتي بالحياة قصيرة جداً لم تتجاوز السادسة والعشرين عاماً , ولكن أحاديثي جدتي رسخت بمخي ووضعت تصورا أن الحياة في القدم خيرا من الحياة الحديثة . ابتعدنا عن الألفة , وحسن التصور , وطيب العشرة , وعانقنا الشك والتوجس .
ولكن الناس ليس من طينة واحدة .. بل يوجد الطيب والخبيث وهذا ما يبعث في قلبي الانشراح حتما أن لبنى طيبة وذات أصل .. ابتسمت وقلت ذات أصل وقلت بلهجتي الدارجة ( افلقني أنها ذات نسب ) بل لعلها ذات حسن أخلاق تذكرت أن الأصل في بلدي قيمته عالية وكثير من بنات جلدتي قتلهن شبح العنوسة لأجل أن من تقدم لهن لا أصل له ...

همت في تلك الطرقات لا أعرف متى وصلت ولا كيف وصلت شقتي .. لكن اعرف أني بخير , وأني على موعد في الغد مع فتاة حسناء ..

دلفت الباب ودخلت الشقة , اتجه مباشر إلى سرير وسقطت عليها كفاقد للوعي وهي عادت كل من أثقل الشراب . لم أنزل ملابسي ولا جزمتي بل نمت بهما أفقت في الصباح على صوت الستارة التي كانت تداعب حيطان الغرفة بفعل الريح .

انتصبت من فوق السرير .. وذهبت لأغتسل فلقد أصبحت ملابسي كريهة المنظر والرائحة .. لم أنتهي من اغتسالي إلا وباب الشقة يطرق بلطف .. لعل الطارق الخادمة ..
وعندما فتحت الباب وجدت خلفه سيده تستر وجهها بكيس بعد أن رفعته إلى مستوى وجهها و ينبعث منه رائحة طعام شهي .. أزاحت الكيس من على وجهها.


يتبع

سلطان غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس