الموضوع: لبنى
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 07-02-2008, 15:23   #1
سلطان
المشرف العام
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ سلطان
 

لبنى

يحكون عنك ,,,
ما بين الأزمنة والأحقاب .....

إضاءة

هكذا هي الحياة , تقسوا , تسحق لحظات الترف , وتلفظ القبور الجثث , لم يكن يدر بفكري أن أعود إلى قبرها!!!

لأشاهد تلك القبور ألتي يجثو فوقها الصلبان . زللت وأودعت جسدً بلا روح في تلك المقابر , شاركتهم بلا عقل تراتيل الإنجيل , خرجت وأنا أحتضن الروح وخلفي الجسد .
سبقتني دمعة التوبة والاستغفار للواحد القهار .. وعلى أمل اللاعودة لتلك المقابر .

1
]بيروت تنعم بالدفء والرخاء , سنيين الحرب انتهت وعاد الجنوب إلى لبنان . في صيف عام 2004 م أصبحت بيروت مرتعاً للسياح العرب وغيرها من الجنسيات الأخرى .

وعلى الرغم من انتصار الغرب في أموراً كثيرة , إلا أن العرب ربحوا معركة وحيدة وهي المناطق السياحة , نعم استطاعوا أن يجذبوا السياح لمناطقهم وعلى الرغم من أن مناطقهم أفضل بكثير من البلاد العربية التي تعج بنكهة النفط والحروب . إلا أنهم فضلوا السفر للبلاد العربية من أجل الاطلاع فقط .

أجوس بين الطرقات الصاخبة في ليلة صيفية نسيمها يعيد البهجة على النفس البشرية . بعد أن تقيئني ملهى ليلي

يطاردني سراب موحش , وخطاي على الرغم من ثقلها أسير بشكل متسارع , وأنفاسي تلهث بعد أن امتزجت بعبق الشراب .
سرت كالهائم مع طريق يمر بوسط بيروت يمتد من الشمال إلى الجنوب , ذا إضاءة خافته , ضرباتي قلبي تتسارع عندما أشاهد آثـار الحرب بالسابقة , جزء من مبنى منهار , نافذة حولها آثار لنار سابقة .

مختنق بالسكان وعلى مستوى متنوع من الأجناس البشرية والإشكال والأحجام نسوة رشيقات ونسوة ذوات شكل أقرب إلى المكعب , رجل غربي يحادث رجل آسيوي .

على امتداده محلات وأسواق ومطاعم أغلبها قد أسترق من الطريق جزء ليضع فوقه الطاولات والكراسي ويحيط بها أشجار دائمة الخضرة لتشتبك الأشجار مع بعضها في الأعلى من أجل أن توفر الظل في النهار . وعلى الرغم من أنها تؤدي إلى اختناق الطريق إلا أنها أضفت جمالاً ساحراً للطريق .

همسات بين عاشقين , مطاردات لبعض النساء من اجل أرضاء الغريزة البشرية , رجلً ينادي بصوت عال آثار فزعي ( غرف للإيجار ..غرف للإيجار فقط للخليجيين ) , سيدة تقرأ صحيفة يومية من على شرفتها وتحتسي القهوة .. شباب يتعاركون ملامحهم قريبة من بني جنسي . لعل لم يستوعب شجارهم ملهى ولفظهم إلى العراء .

أتعبني المسير على قدمي , دخلت إلى أحدى المطاعم لعلي أستريح من عناء السير على قدمي . دلفت باب المطعم ودخلت في البداية اعتقدت أني بالزمان والمكان الخطأ . أنوار حمراء طاولات يقبع فوقها أشباح لا اسمع صوت ضحكات خجلة .

هل انتهت الصداقة بين رجلين .. وبقيت صداقة الرجل مع امرأة . أصبت بالدوار بسب إطالتي النظري لكل طاولة ومن يقبع فوقها .

لم أنا وحيد هكذا متى أنصهر مع ذلك الكيان الأزلي الفاتن, جلست على أحدى الطاولات الجانبية . وأغدقت في عالمي الخيالي .

لم يدمر عالمي إلا اجتياح ناعم من سيدة تطلب الأذن بأن تجلس إلى طاولتي . يا الله كل ما بها له بريق لامع ولكن ما شد انتباهي ذلك الصليب ألذي يتدلى على صدرها و يداعب عجائب الله .
قطبت حاجبي وقلت ( بخوف ) :
ـ تفضلي
ـ شكراً ... أنا لبنى
ـ أهلا لبني
ـ هل لي أن اعرف أسمك !!
ـ بدر
ـ من أهل الخليج
ـ طبعا

سيطر على خيالي أوهام لولا خوفي من أن تغادر لدفعتني للتهور , ولكن على غير العادة أصبحت إنسان مسالم بل كفتاة تحادث فتاة

أرجعت ظهري للخلف واتكأت على الكرسي وقلت:
ـ لست مثلهم
ـ ماذا تقصد !!!
ـ بيع الهوى
قالت( بغضب ) :
ـ أنظر إلى الطاولات أنها ممتلئة وأنا أريد أن أكل بعد عناء العمل ولأذهب بعد ذلك للنوم
ـ أنا أسف على وقحي
ـ لا عليك
ـ أين تعملين !!
ـ في الكنيسة
ـ قدسية أذن
ـ بل اعمل مع غيري في نظافتها


عم الصمت الطاولة , فمنذ الصغر قرع على مسامعي أنهم أعداء , وبعد أن فرغنا من الأكل خرجنا معاً بلا معود وعند الباب توادعنا بصمت وسلك كل منا اتجاه

أكملت مسير مع ذلك الطريق لا أعرف إلي أين !! ولكن القمر صامت وساكن لا أعرف ل أنادية أم يناديني . كالمجنون أسير وأنظر إلى السماء ما هي لحظات إلا وأنا اسمع خلفي شخص يهرول وينادي باسمي ..ألتفت إلى المنادي وكانت تلك السيدة شعرها يسبح في الفضاء والصليب خرج من مسكنة الفاتن يتلاعب مرة إلى اليمين ومرة إلى اليسار ..

يتبع

سلطان غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس