مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 02-02-2008, 18:30   #1
سرحان الزهراني
شــاعر
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ سرحان الزهراني
 

[ عَزَفْتُ عَنِ الْنِّسَاءْ ] .. إلا قَلِيِلا !






- 1 -


هل حذّرتكِ والدتك يوم ولدتكِ .. منّي ؟!
هل أشبعتكِ قُبَلاً .. كيْ توصدَ في وجهي كلّ المُحاولاتْ ؟!
هل ملأتكِ بالآياتْ ؟!
وَبِـ الأحَاديِثْ !
وبِـ الْفَلسَفَةْ !
هَلْ غَسَلتِكْ بِمَاءِ الْنّهْرْ , بَعيِدَاً عَنْ أعيُنِ الْجَميِعْ ؟!
هَلْ حَصّنْتكِ .. ضِدّ لَعْنَةِ الْحُبّ .. !
هَلْ ............... ؟!
هَلْ !
هَلْ !!!
هَلْ ؟؟؟؟؟!!!!!!


- 2 -


أهرُبْ ..
أمتَطيْ صِدقَ الطّريِقْ , وأغَنّيْ ( كَيْفَ أبدُو .. تَحتَ أمطارِ الشّتَاءْ ؟! )
والزّمَانُ الحُرّ وشْمَاً ..
يَبْتَسِمْ , لَحنَاً .. كطِفلٍ سرّهُ أنْ يَبتَسِمْ بعدَ البُكَاءْ !
مِثلَ شيخٍ ,
راضيِاً عَنْ كُلّ ماضيِهِ الْغَريِبْ .


- 3 -


الْهَوَاءُ اليَومَ غَاضِبْ ..
كَيْفَ للإعصارِ أنْ يَضرِبَ أحْلامَ العَصافيِرْ .. ويَفرَحْ ؟!
الْبَساتيِنُ حَزيِنَةْ , والْقَناديِلُ مَسَاءً لا تُغنّيْ
وَالشّوارِعْ .. سَاءَهَا النّكرَانُ مِنْ بَعدِ السّهر !
الإجابَة ..
حِينَمَا أضطَرّ أنْ أمْشِيْ وَحيِدَاً - مِلء روُحيْ - وَأُردّد :
سَاءَنِيْ تَاريِخُ رَجُلٍ .. جَاءَ لِلمَوعِدِ رَكْضَاً , بَاحِثَاً عَنْهَا ..
( وَلَمْ تُلقِيْ لَهُ حتّى التحيّه )


- 4 -


الْمَكَانُ الْيَوم هَاديء
لا ضَجِيِجَ ولا مَقَاهِيْ .. لا موسيِقَى صَاخِبَةْ
لا مَرَافِيء !
كُلّ ما فِيْ الأمرْ , سَجَّانٌ وَقَيدْ
وامْرأهْ حَمقَاءْ
مِنْ زَمَنِ الْتّوَابِيتْ , ولَونِ اللؤلؤة !
كلّ ما في الأمْرْ .. إنْسَانٌ يَخوُنْ , ومَلامِحْ سَاءَهَا أنْ تَختفِيْ
خَلفَ الضّبَابْ !


- 5 -


لا تَكوُنِيْ مِثْلَ ظِلّيْ !
اتْرُكِينيْ أحتَمِيْ , خَلْفَ السّمَاءْ
لا أريدُ الرّقّةَ البيضاءَ تَغفُو فوقَ بَابِيْ
اترُكِيِني ..
مزّقِيْ كُلّ القَصائِدْ .. وامنَعيِنِيْ أنْ أردّد مَا أحبّ مِنَ الأغانِيْ !
اسكُبيِنِيْ فيْ إناءِ الذّاكِرَة ,
وَانهَريِنِيْ .. حَيْنَ أشْتَاقُ لِنَهدَيْكِ ..
وَسَاوَرَنِيْ الذّبوُلْ
ثُمّ نَامِيْ واتْرُكِيِنيْ !!!!


- 6 -


سَافِريْ ...
مِنّيْ إلى جَسَديْ الفَتيّ , وابعَثِينِيْ فَوقَ نَهدَيْكِ شَظَايَا
مَزّقِيْ صَدْرِيْ بِقُبلاتِ الْحَنِينْ
اجْعَلِيْ الْخَمرَ يَسيلْ .. مِنْ شِفَاتِكْ
ثُمّ غِيِبيْ !
لا تَعوُدِيْ , ربّمَا كُنتُ يَتيِمًاً بَعدَ هَذا الّليْلْ .. لَكِنْ :
لا تَعوُدِيْ !


- 7 -


لِعَينَيكِ هذا الشّعر .. وطنٌ من الفَرَحْ
لِنَهدَيكِ هذا الشّعر .. قُبَلٌ مِنَ الجَمرِ ..
لِثَغْرِكِ الْوَردِيِّ .. لخصلاتِ شعركِ .. ينحني الشّعرُ !
لِزَخمِ الحُضورِ .. لِخّدَيْكِ ..
لِكُلّ خُطاكِ ..
يَا آَيَةِ الحُسنِ الضّليع بِكِ
يَا جنّتي فِيْ الْنّاسِ .. وَمَوْطِنيْ ,
يَا نَكهَةَ الشّعر الجَميِل , ومَسكَنيْ
أنتِ .. المساءُ اللّطِيفْ .. الْمُخضَّبَ بِـ [ الْحَريِقْ ]
وسهرٌ عَتيِقْ , ودِفْءُ مَلامِحْ .. وطعمُ حَياة ,,
أنتِ السّماءْ .. وحبّ الرّيَاح .. لغصونِ السّحابْ ..
وأنتِ السّنابلُ .. وأنتِ الحقوُلْ ..وَأنتِ الغيَابْ !
وَكُلّ الْفصوُلْ
إذَا مَا تَلَوّنتُ بِالْفَجْرْ , وَلَون السّماءْ
أنتِ انتظارُ الشتاءْ .. لطعم العَواصِفْ
وَعزْفُ الأغَانِيْ مَسَاءً ..عَلَى مَسَامِعِ الْعَاشِقيِنْ!!!


- 8 -


كيف لهذا الصبر أن يتكوّنْ , وأنا لستُ صبوراً بما يكفي , لأقطفكِ لي , أو لأزرعكِ بي , أو لأنثركِ عليّ !
لا أبدو بحالٍ أفضل .. عندما أراكِ أو أكونَ قريباً منكِ ولا ألمسك , هو بلا شك إحساسٌ يمرّ بي كل ليلة !


- 9 -


ما زلتُ أُردّد :
للحظةٍ ما .. أحسستُ باليأسِ البارد !
حقاً ..
نسيتُ أنْ أُخبِركِ بما يعتري هذا الجسد , من ليلٍ طويلْ أُصارعُ فيهِ البًعْدْ
وأوقظُ فيهِ الحِكْمَة لأعيشَ نهاراتٍ بليدة , أفقد فيها حلمكِ الجميل ,
وأعاصير نشوتِكْ حينما تعتصرين أضلُعيْ


- 10 -


هذا البعد بهِ ما يكفيْ من العذابات الأليمة , ومن الحكايات الداميةْ , ومنَ الأسوارِ المُسيّجة بروحينا !
أحبّكْ , كما لو كنتُ أقولها لكِ في المرّة الأولى !
كما لو أنّ لهفتي لكِ لمْ تخفُتْ , وصبري إلَيكِ يمتدّ بهطولٍ يُشبهُ حضورك اليانع .
كما لو كان ذلك حلماً , ولم أودّ أن أصحو مِنه !


- 11 -


ما زلتُ أسألُنيْ :
هلْ تعتقديِنْ أنّني حينما أقِفُ أمام النّافِذة فيِ الصّباحْ ( وحيداً ) أنا و الشّمسْ .. سأبدو بحالٍ أفضَلْ ؟!


- 12 -


لِـ : الفِكرَةِ وَجهانْ
حَبيِبَةٌ نَائيَة , ووطنٌ أبكَمْ !

التوقيع:
للفكرة وجهان:
حبيبة نائية، ووطن أبكم.
Twitter: @sarhaaan
سرحان الزهراني غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس