الموضوع: بانتظاركْ .. !!
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 10-11-2007, 11:39   #114
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : بانتظاركْ .. !!

لحظة انتظار معتاد في نظر شاعر غير معتاد !!-
هيثم السيّد - 01/11/1428هـ

صحيفة الاقتصادية



على باب الأمل نوقفْ.. أنا ولا المسا كذّاب ؟!
يواعدني ظلام الليل.. لو واعدْتُه السهرة..!

مثل عنوان لكتابي.. لقيته في سطور كتابْ
أحس ان انتظاري بس لهروبي من الحسرةْ

انا الإنسان من قبلي.. وأنا الشاعر بعد ماتابْ
اذا ارتدّيتْ عن أمسي.. أبـــ...اكفر في بعد بكرة..!


في حالة شاعر متمادي التدفق كإبراهيم الوافي تتحول الكتابة مشهدا ويصبح الاستيعاب عملية إبداعية, وهذا ما يبرر للواقع دائما أن يعيد قراءة نفسه من خلال صورة شعرية أجادت وحدها كتابته بمداد فهم مغاير وخيال حقيقي جدا.
وفي حالة انتظار معتادة, يمكن التنبؤ بكل الاحتمالات التي لن يكون اللقاء من ضمنها, غير أنها تفعل كل شيء لجمع أنفاس الليل التي تحبو على درب الصبح, ولترتيب دقات الحنين في ساعةٍ موطنها عيون حبيبة لا تأتي, من هنا كان الوافي قابلا دائما لصناعة عالم ونسف آخر في غضون لمحة شعرية, ولن يحتاج ذلك غالبا إلى حبس أنفاس الاستيعاب قبل إطلاقها وهي خارج وعيها تماما وربما كان هذا مايريده نص يتناهى في التمنع عن ذائقة تحاول أن تحبه من أول نظرة.
لحظة الانتظار المعتادة ذاتها, لم تكن متصالحة حتى مع ذاتها وهي تقف على باب الأمل عندما كان الكذب لحظة متوجسة تلوح بالقرب, والسهرة موعد يأتي على جناح ليل أنيق الإحباط, تماما يشبه الضياع بين السطور هنا عنوان كتاب قد يطل مابين سطور الصدفة وقد لا يفعل ذلك, وحتى اللقاء الذي لن يأتي على الأرجح.. يبدو الانتظار.. انتحارا مؤدباً يحاول استراق الوقت بعبثية الباحث عن انشغالٍ أقل حسرة من الحسرة نفسها.
ربما تعيد القراءة الوجودية هنا نوعا من السلوان المفقود للشاعر المنتظر بلا نهاية في عمر القصائد المحتملة, حيث من حقه التفكير في كونه الإنسان الموجود قبل وجوده, سواء أدى ذلك إلى استحضار شعور أكبر اتساعا من تاريخه, أو كان للتصالح مع المستحيل المتحفز في ذهنه باستمرار, هنا غواية الشعر الذي لا يتوب إلا ليرتكب ذاته بفداحة شعرية أكبر ضمن المسافة بين أمس الغواية والغد الذي يضاعف الشعور بها, تماما كما تضاعف الدقات قلق الساعات المتعبة, وكما يضاعف الوافي شعورنا بالأشياء المعتادة حتى لو كانت, مجرد لحظة انتظار!!


-------

شكرا هيثم .. لأنك تمنحني قلبك الشفيف دائما

التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس