مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 28-10-2007, 21:49   #4
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : السلامُ على أرواحكم النقيّة




النبيل عبد الله الخميس ..
لحضورك نكهة الوعي ، وغيرة المُحِق .. وحوار النبلاء ...!
أشتركُ معك ياصديقي بالاهتمام باللغة الفصحى وتعاطيها إبداعًا وإصدارًا .. ويكفي أنني أنتظر هذه الأيام إصداري السادس شعرا ، والسابع رواية على مستوى اللغة الفصحى .. وأعلم ماتعلمه عن إقليمية اللهجة المحكية ، ومحدودية زمنها .. لكن لاأعرف مدى اتفاقك معي من اختلافك حول ثقافة اللغة المحكية ( فكرًا وإبداعا ) برغم انزياحها للغة الحكي اليومي ..!
تشرفتُ دائما من الاقتراب من أصدقاء الشعر المحكي ، وأيقنت مطلقًا أن جل شعر هذا العصر جاء رؤيويا مثقفا وواعيا بمعزل عن لغته ، يكتبه شعراء مثقفون حياتيًا ، ولهذا لاأجنس الإبداع بحسب لغته ، طالما يتعاطى المجتمع لغتين مختلفتين إحداهما مسموعة ( لغة الحكي ) وأخرى مطبوعة ( اللغة الفصحى ) ، فنحن حين نهاجم الشعر المحكي بحجة ( عاميته ) ، قد نهاجمه جميعا مكتوبًا حين نفقده هويته بتطويعه لقواعد الإملاء من جهة ، ونتجنى على اللغة العربية حين نعتسفها كتابةً من أجله من جهةٍ أخرى ...
ناديتُ دائما بضرورة استبدال الدواويين المحكية المطبوعة ، بدواوين مسموعة منذ أكثر من سبع سنوات وعبر أكثر من منبرٍ إعلامي ، واستجاب لها كثيرون ، لكنني تعاطيتُ الشعر المحكي كثيرا حين يحمل وعي الرؤيا وعفوية الكلام معا ، ولايمكن أن نغفل أبدًا قدرة الشعر المحكي الهائلة على التواصل مع الفرد العربي العادي ، لاسيما وثورة الاتصالات الآنية ، وانتشار هذا النوع من الشعر عبر الغناء جعلت من لغته ( النجدية النموذجية ) لغة شائعة ومتداولة ...
إن لغة الحكي سائدة في مجتمعاتنا العربية فنا وإبداعًا ، منذ العصر المملوكي ، ولا أدل على ذلك من الكتاب الضخم الذي جمعه الشاعر المملوكي القديم ( صفيّ الدين الحلي ) وأعني به كتاب ( العاطل الحالي والمرخّص الغالي ) والذي جمع فيه فنونا من الشعر المحكي الشائع في ذلك الزمن .. لعل أقرب نماذجه لذاكرتي ما أسماه ( الأحالي ) . الذي منه :
من كان هواه مستورْ .. يحظى برفع الستورْ
ومن هتك سر حبهْ .. يُمْحى من الدستورْ

وعلى كلٍّ يظل الشعر المحكي الآن أقدر بكثير على شيوع الفكر المثقف بلغة يومية قريبة من الإنسان العادي ، بعد أن ابتعدنا عن الفصيح في القول .. وأعني بالشيوع التداول ، على أن النص الفصيح اختص دائما بالخلود والتوثيق لكنه بات نخبويًّا شئنا أم أبينا ...
أنا مع الشعر القادر على خطف اللحظة ورسم الدهشة ، وهز جذع الروح ، وأظنّ الشعر المحكي قادرًا على ذلك .. فالمشكلة لاتكمن في لغة الشعر المحكية بل في وجود اللغة المحكية بشكل عام ، ووجودها لازم اللسان العربي منذ الاختلاط الأول بين العرب من جهة والفرس والروم من جهةٍ أخرى ، ولهذا وضع علم النحو اصطلاحا بعد أن كان سليقة .. فالشعر وعاءٌ للغة أهله ، ولغتنا العصرية محكية ، فما الضير في أن تكون ( دندنتنا شعرًا ) محكية هي الأخرى ...

شكرا لضوئك وطرحك الهادي أيها النبيل ..







التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi




اخر تعديل كان بواسطة » إبراهيم الوافي في يوم » 29-10-2007 عند الساعة » 01:00.
إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس