أما قبل ...... كتبها لكم إياس مشرف القسم
أهلاً وسهلاً بكم في قسم " المساجلات" . والذي أتمنى أن يؤدي دوراً في إثراء منتدى شعبيات ..
ولا أخفيكم أنني كنتُ أتمنى أن يُسمى " حوارات شعرية " ، أو " نقائض شعرية " . لأن هدفه ليس مجرد بيت ينقضُ بيتاً آخر أو يرد عليه ، وإنما هدفنا أن يكون حواراً شعرياً بين وجهتي نظر ٍ متعاكستين أو مختلفتين حولَ قضية معينة ..
وهناك من قضايانا الاجتماعية أو الثقافية ما يدور حولها نقاش ، وأملنا أن يُساهم الشعر في هذه السجالات و النقاشات ، بالشكل و المضمون الذي يأخذُ بيد الشعر الشعبي من حيث الأغراض ، إلى أغراض و آفاق جديدة و معاصرة و حيوية في الوقت نفسه ..
لقد مللنا من اختزال الشعر الشعبي في الجانب الغزلي فقط ، بحيث أصبح وكأنه مجرد " رسالة " عشقٍ بين مراهقين . فالشعر ، من حيث وظيفته الاجتماعية ، هو طرحٌ ثقافي ، يجب أن يواكبَ قضايا العصر ، وأن يمثلها أفضل تمثيل . ولو أخذت ـ مثلاً ـ كتاب "الأغاني " لأبي الفرج ، لوجدته سفراً ثرياً يعكسُ الشعرُ فيه بكل أمانة قضايا عصره ، ويمثلُ إنسانه بكل صدق ..
ونحنُ نؤمنُ أن لا حوار يُمكن تأسيسه دونما حرية . والحرية هنا ستكونُ أقربُ إلى الإطلاق منها إلى التقييد . بمعنى أن حذف المشاركات ، أو إلغائها ، لن يتم إلا في أضيق الحدود ، ليكون تدخل "المشرف" بمثابة "الكي" الذي هو آخر العلاج ..
طبعاً هناك محاذير ، وخطوط حمراء ، يجبُ ألا نتجاوزها إطلاقاً . وهذه المحاذير تشملُ أولاً : تجاوز الثوابت الدينية . وثانياً : تجاوز الثوابت الوطنية . وفي غير هاتين القضيتين ، أكتب و لا حرج . ويجبُ الإشارة هنا إلى أن مثلَ هاتين المسألتين قضية تقديرية أولاً و أخيراً ، ويعودُ تقديرها إلى جهاز الإشراف ، فهو الذي يجتهدُ و يُقدر ، فيتم الحذفَ أو الإبقاء ، فإن أصابَ فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر . وكلنا راد و مردود عليه إلا صاحب هذا القبر ، كما كان يقولُ الإمام مالك ..
وقبلَ أن أختم هذه المقدمة أقول : أن هذا المضمار الجديد سيكون على درجة عالية من الحيوية والإثارة و الصخب . لذلك نتمنى ممن يجدون أنفسهم ذوي حساسية مفرطة أن لا يدخلوا فيه . فسوفَ نسمح بأي مشاركة بغض النظر عن حدتها في طرح الأفكار ، أو رد أو نقض هذه الأفكار . وفي هذا السياق أقول : أنني أنا المسؤول عما يطرح هنا ، ولا تمتدُ هذه المسؤولية إلى أي مشرف أو مراقب آخر ..
وإلى آفاق جديدة أترككم تغردون وتقولونَ ما تشاؤون ..
مشرف القسم
إياس
|