[ذيبان]

كتب , د . عدنان جواد الطعمة
كنت تواقا لقراءة الشعر العربي الفصيح القديم و المعاصر و الشعر الشعبي العراقي العريق منذ أكثر من أربعين سنة ، لمختلف الشعراء و الشاعرات . و في بغداد سابقا كنت استمع بشوق إلى ركن البادية الذي كان يقدمه دحام الجبوري من دار الإذاعة العراقية ، حيث كانت إيقاعات الربابة الجميلة تصاحب إلقاء القصائد البدوية في ذلك البرنامج الرائع ، فلم أستطع فهم كل التعابير و المصطلحات البدوية أو النبطية .
و أثناء كتابة مقدمتي لكتابي عن الشعر الشعبي العراقي ( إنت گلبی لو گلبهم ، ؛ إنت قلبی لو قلبهم ) و الذي صدر فیما بعد بتاريخ 23 / 3 / 1995 ، أذاعت مذيعة فضائية الأم . بي . سي mbc بأنها ستنقل مباشرة الأمسية الشعرية الكاملة للأمير خالد الفيصل من القاهرة مباشرة في شهر شعبان 1415 هـ / يتاير / كانون الثاني 1995 بعد خمس دقائق . وبعد الإستماع إلى إلقاء سمو الأمير خالد الفيصل لقصائده الرائعة ، تأثرت بها كثيرا . و في اليوم التالي ذهبت إلى المكتبات الألمانية الجامعية والأهلية للبحث و الإستفسار عما إذا كانت هناك ترجمة ألمانية لقصائد الأمير الفيصل ، فلم أوفق في ذلك . و بناءا على ذلك قررت القيام بهذه المهمة الصعبة لإثراء المكتبات الألمانية و تعريف الشعوب الناطقة باللغة الألمانية بالشعر النبطي و أن أدرس شخصيا بحور هذا الشعر الغزير و أفهم معانيه .
و بعد المراسلات و تبادل الكتب و الدواوين دعاني سمو الأمير خالد الفيصل الشهر الثالث بكامله عام 1996 إلى الرياض للتباحث حول إختيار و ترحمة القصائد التي تأثرت بها من خلال تلك الأمسية و من دواوين سموه ، حيث مهد لي سموه فرصة نادرة للتعرف على بحور هذا الشعر و قصائده الخالدة ، فأنا مدين لسموه بالفضل و العرفان .
وفي تلك الفترة قمت بزيارة هيئة تحرير مجلة القافلة الغراء في الظهران لمدة يومين تعرفت خلالها على الإخوة السادة رئيس و أعضاء هيئة التحرير المحترمين و على الشاعرة السعودية المبدعة السيدة بديعة كشغري . كانت فرصة جميلة اتفقنا فيها على ترجمة قصائدها إلى الألمانية و صدر كتابها في لندن عام 1998 بمطبعة الرافد – لندن .

وبعد فترة علمت من الأخ رئيس تحرير القافلة السيد عبد الله خالد الخالد في حينه بأن في مؤسسة أرامكو شاعرة أخرى مبدعة ، هي الأخت السيدة منتهى محمد أحمد القريش . و على ضوء ذلك صممت على ترجمة قصائد شاعراتنا العربيات إلى الألمانية و أجريت إتصالات ببعضهن عبر المراسلات أو الإتصالات الهاتفية و شرحت لهن مشروعي من أجل إعطاء فكرة إلى الشعب الألماني و الشعوب الناطقة باللغة الألمانية بأن لدينا نحن العرب مئات الشاعرات المبدعات . وكانت السيدة منتهى القريش إحداهن ، حيث قامت الأخت منتهى القريش مشكورة ، بارسال ديوانها الأول " سوالف شوق " مع قصائد أخرى .

ومن خلال قرائتي لقصائدها بالفصحى والعامية لمست بأن خلجات الحزن و المعاناة و التفاؤل والتأمل و الحنان ورقة التعبير و عذوبة التشابيه تغلب على أحاسيسها المرهفة الجياشة . وأن اسلوب الشاعرة متاثر بالشعر الشعبي العراقي و نصوص الأغاني العراقية لورود بعض الكلمات من اللهجة العراقية الجميلة .

كانت رغبتي بأن تقوم الشاعرة منتهى بجمع كل قصائدها بالفصحى و العامية و طبعها في مجلد واحد أو مجلدين ، لكي أقوم شخصيا بـترجمتها خدمة للشعر النسائي في المملكة و عالمنا العربي .
لم تشأ ، للأسف الشديد ، ظروف العمل و الأمومة على تحقيق طباعة كافة قصائدها الأمر الذي أدى إلى تأخيره . وذات يوم إتصلت بها هاتفيا للإستفسار عن مشروعها الجديد و نشاطاتها الأدبية ، ألقت على سمعي رثائيتها لشقيقها المرحوم ، بعنوان : " أنا لن أكابر " فحزنت كثيرا و تأثرت بإلقائها الحزين ، ولازال صوتها يرن في سمعي كل آن ، عندما أتذكر القصيدة و الإلقاء بدون أي مجاملة أو مبالغة ، لأن حزنها على شقيقها كان نابعا من الأعماق .

الحزن صفة إنسانية نبيلة منذ نشئة الخليقة وكل واحد منا يعبر عن حزنه و مشاعره لفقد حبيب أو حبيبة له أو أحد أفراد عائلته ، بأسلوبه الخاص و طريقته الخاصة . و قد قال المرحوم نزار قباني في إحدى قصائده :

" وأنا الحزن من زمان صديقي وقليل في عصرنا الأصدقاء " .

إن رثائية سمو الأمير خالد الفيصل لوالده المرحوم الملك فيصل بعنوان : " لا هنت " تأثرت بها عندما قرأتها و رجوت الأمير خالد الفيصل بالسماح لإضافتها إلى كتابه : قصائد حب ، لأن هذه القصيدة و إن كانت رثائية فإنها برأيي تمثل قمة الحب ، حب الإبن لأبيه ، فوافق سموه .
( أنظر : قصائد حب " بالعربية والألمانية " للأمير خالد الفيصل ، ترجمة : د . عدنان جواد الطعمة ، طبعة ألمانيا 1997 ، صفحة 32 – 36 ) .

أما رثائية شاعر العرب الأكبر المرحوم محمد مهدي الجواهري لشقيقه المرحوم جعفر :
" إليك: أخي " جعفر " فهي في غاية الروعة والإبداع الشعري .
(راجع : ديوان الجواهري ، المجلد الرابع ، دار العودة – بيروت ، الطبعة الثالثة 1982 ، صفحة 54 -55 ) .

وقبل أن أستعرض نماذج من قصائد الشاعرة السيدة منتهى القريش لابد لي من ذكر سيرة حياتها الذاتية المستمدة من معجم الباطين للشعراء العرب المعاصرين ، المجلد الرابع ، صفحة 836 – 837 ، و شعراء مبدعون من الجزيرة و الخليج ، تأليف سعود عبد الكريم علي الفرج ، 1-2 ، الطبعة الأولى 1417 هـ - 1996 م ، صفحة 49 – 50 ، الجزء الثاني ، وسعوديات نت ، للسيدة نوال يوسف . أما مجموعات قصائدها بالفصحى و العامية فقد قمت باستنساخها من موقع منتدى الأحرار و واحدة من موقع منتديات المرايا الثقافية . أما تكملة بقية القصائد فقد أرسلتها لي اليوم مشكورة بالإيميل بناءا على طلبي منها خطيا وهاتفيا و كذلك من ديوانها الذي أهدته لي عام 1995 بعنوان سوالف شوق .






سيرتها الذاتية :


ولدت الشاعرة منتهى محمد أحمد القريش عام 1380 هـ / 1960 م في مدينة صفوى في المنطقة الشرقية
تعمل موظفة بشركة أرامكو السعودية
توجهت إلى عالم الشعر والكتابة وهي الأم لأربع بنات : صبا ، زينب ، خاتون ، رغد ، والشاعرة الرقيقة والمحبة للكلمة الصادقة تأثرت بوالدها الذي وجهها لقراءة الشعر والكتب الأدبية وشجعها على تنمية موهبتها فكتبت القصة القصيرة والخاطرة والقصيدة
ونشرت غالبية انتاجها في جريدة اليوم .
صدر لها ديوان باللهجة العامية ولمن يقرأها هي حروف ملونة
بأرق تلاوين الحب والبراءة والشوق (سوالف شوق ، 69 صفحة ، دون تاريخ ) .
تعتبر الشاعرة منتهى القريش من الشاعرات النادرات اللواتي ينظمن الشعر العربي بالفصحى و العامية .
وهي تعد حاليا لإصدار مجموعتها الشعرية الثانية بالفصحى .
شاركت في عدة مسابقات من بينها مسابقة الرئاسة العامة لرعاية الشباب-
-الشؤون الثقافية- الدمام وحازت على المركز الثاني (شعر) عام 1414
عام 1417 شاركت أيضا في مسابقة القصة القصيرة وحازت على المركز الخامس
عام 1414 أقيمت في نادي الصفا الرياضي مسابقة أدبية وحازت منتهى على المركز الأول (شعر )
كتب عنها الأستاذ عبدالله بن أحمد الشباط في مجلة المنهل
كما كتب عنها الكاتب سعود عبدالكريم الفرج في كتابه
(شعراء مبدعون من الجزيرة والخليج
وأفرد لشاعرتنا بعض الصفحات..
كتبت قصيدة كمقدمة مغناة لمسلسل (مُر السنين) انتاج كويتي وعرض في معظم المحطات الفضائية
كما ظهرت كضيفة في بعض اللقاءات الحوارية التيلفزيونية .. صنفت كشاعرة في معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين, المجلد الرابع، صفحة 636 – 837 ، الذي طبع في الكويت على نفقة الأستاذ عبدالعزيز البابطين .
أقيمت للشاعرة منتهى عدة أمسيات على مستوى المنطقة الشرقيه وكانت أمسيات ناجحة بشهادة الجمهور .

وهذه تغطية لإحدى الأمسيات بالدمام قام بها حبيب محمود :
الشعر الفصيح والعامي يمتزجان بالتشكيل والموسيقى في أمسية بالدمام


إبراهيم الوافي
الدمام: حبيب محمود
تشارك الشعراء إبراهيم الوافي ومنتهى قريش وفاضل الجابر وعدد من التشكيليات في أمسية ثقافية، في مدينة الدمام، مساء أول من أمس، تقارب فيها الشعر الفصيح والعامي والتشكيل والموسيقى تحت سقف واحد. وشهدت الأمسية التي حضرها عدد من الوجوه الثقافية في المنطقة الشرقية مفارقة لافتة بين الشاعرين الوافي وقريش اللذين كانا عنوان الأمسية الرئيسي، واستعرض الوافي مجموعة نصوص إبداعية أوجزت تجربة شعرية ناجزة. في حين ركزت الشاعرة قريش على نصوص عامية ذات طابع غنائي وبدت أكثر شاعرية فيها على حساب التجربة الفصيحة.
وقد تولى الفنان علي أبا زيد الخلفية الموسيقية للأمسية، بأدائه تقاسيم آلة العود أثناء إلقاء الشاعرين، في حين أدّى أبا زيد وصلاتٍ من أغان عربية شهيرة بين الفواصل، مضيفاً إلى الأمسية لمسة مختلفة عن الفعاليات الأدبية المنبرية الصامتة.
أما الشاعر الوافي فقد ركز بلغته الرمزية وغنائيته على الصورة الحديثة في تشكيل المفارقة وبناء الجملة الشعرية المتماسكة ووظف، في سبيل منجزه، التاريخ والفلكلور متوسلاً إسقاطاته في إحساس واقعي لا تعنيه الأحداث بقدر ما تعنيه الحقيقة الفنية الجادة، وفي هذا السياق كانت نصوصه "طواف وجمرات شتى"، و"ملوحة" و"ذكرى" و"فتاة إعلان" و"ضريح بيروتي" و"شعراء لا يدخلون الجنة".
من جهته وقّع الشاعر فاضل الجابر مجموعته الأولى "مُتسع للرحيل"، وقدمت التشكيلية حميدة السنان تجارب تشكيلية لعدد من الواعدات مرتبطات بمرسمها الخاص.
وأظهرت منتهى قريش لغة رومانسية مليئة بالوجع والسوداوية، موظفة هاجس المرأة الشرقية ومستندة إلى القلق الاجتماعي الذي تحمله العاشقة بما ينطوي عليه القلق من مراوحة بين الاعتراف بالاحتياج الذاتي والتصادم مع الواقع. إلا أن قريش التي جمعت ارتباك التجربة وارتباك الإلقاء، قدمت إشارات مضمونية مهمة في سياق ما من واقع المرأة، خاصة في موقعها الإنساني.
الأمسية كانت "ناجحة إجمالاً" حسب بعض الحضور، وهي الأمسية الرابعة التي تقدمها جماعة "ملتقى الوعد الثقافي" التي يشارك فيها محمد الفوز وحسين الجفال وفاضل عمران.


وختاما أقدم خالص شكري و جزيل امتناني للأخت الشاعرة السيدة منتهى محمد أحمد القريش على تفضلها بارسال قصائدها و ديوانها و أهنئها من الأعماق على فيض عطائها الأدبي راجيا من المولى تعالى أن يمن عليها بالصحة الموفورة ، والله ولي التوفيق .



يطيب لي أن أقدم للإخوة والأخوات نماذج مختارة من قصائدها ، آملا أن تنال إستحسان الجميع :

1 - قصائد بالفصحى



رثائية السيدة منتهى القريش لشقيقها :


عبرت منتهى القريش عن حزنها العميق لفقد شقيقها ، قائلة : " هذه كلمات نشرت لي في جريدة اليوم منذ ما يقارب الخمس سنوات... كتبتها في أخي الراحل(رحمة الله عليه).. لست أدري لماذا أضعها هنا اليوم... أحبتي .. اعذروا بكائي "

أنا لن أكابر


جسد يزف إلى المقابر
جسد يزف الى الثرى
من ثم يتبعه جسد
أترى عشقتم ذا الرحيل
أترى الفراق أبدا يطول
أم أن بي شوقا إليك يهزني
فيجود ذا الدمع الغزير على المحاجر

أأخيا لو أن الزمان بنا يعود
لو أن في الموت فداءاً أفتديك
لكنه الله الذي ..
يختار من منا يموت
ويشاء من يبقى ومن منا يُسافر

الله يا طيف الحبيب
لو أنني أجد المجيب
لصرخت باسمك لو تعود
أرسلت صوتي عاليا لك في المقابر

أنا لن أكابر... أنا لن أكابر
الموت من سنن الحياة
وخطى المهاجر للمهاجر
ألذا اعتراض؟ تالله لا
لكنها الحسرات تملأ خاطري
فلقد رحلت بلا وداع
وكتبت فوق الدرب أسماء الضياع
فهنا في البيت من يبكيك من عمق الندم
وهناك من ينعاك أو ينعى القيم
وهناك من يشكو وفي الشكوى عدم
وأنا هنا.. من لوعتي بك أستجير
وبحثت عنك فلم أرك
ما زلت أصرخ يا حكيم
هل مت؟ أم يا ترى يوما تعود؟
أم أن من يزف الى الثرى
يبقى هناك أبدا بعيد
نلتاع نشتاق إليه
نبكي نموت من الندم
لكنه أبدا مسافر لا يعود
طيفا نراه تضمه حسراتنا
ودموعنا تمضي إليه تبثه أشواقنا
لكنه يبقى خيال
يبقى اللقاء حلما يذوب .. شيئا محال
ودموعنا تبقى... لتحفر خندقا فوق المحاجر

يا أنت.. يا أنت المسافر
هلا قتلت بي الحنين
وأخذت من عمري السنين
هلا بقيت...
أنا لن أكابر... أنا لن أكابر
لكن بي شوقا إليك يهزني
شوق الغريب إلى الوطن
شوق الحبيب إلى الحبيب
يشتاق يسكنه شجن
شوق الحمامة إن أضاعت عشها
الله كم أشتاق عودتك الحبيبه
لأبثك الشوق اللهيب
لسوف أجهش فوق صدرك بالبكاء
ولسوف أزرع في عيونك لهفتي
لتكون فوق الهدب نورا للعيون
أسقيك من نبع الحنان
أواه يقتلني الفراق
وأظل أسأل في عذاب
والحزن يبتلع الجواب
أتراه يوما قد يعود.. من نام شهرا في المقابر؟



ليتني ألقى جواب


وهكذا شاءت الأقدار بأن تحلم السيدة منتهى القريش بأخيها ، فتقول :

هذه الكلمات كتبتها عندما زارني طيف اخي الراحل وتوالت الذكريات في خاطري:

ليتني ألقى جواب

صوتها المبحوح جاء
ينبش الجرح العتيق
يا ترى أين الدواء
يا ترى أين الرفيق

جاءت الأصوات حبلى بالوعود
ارتسمت فيها دموع الأسئله
وأذا بالأحلام أصداءا تعود
قد تناستها الليالي ثم صارت مهمله

يا حبيبا كان يوما بيننا
ضحكة تدوي بأرجاء الرواق
كم ضحكنا ولعبنا... وتهادينا الألم
كم وكم أمنيات قد تداعت
حيث ناداك التراب

طيفك الغالي
ما زال في القلب هنا
بعض ذكرى وحنين وعذاب

يا حبيبي.. لست أدري ما اعتراني
ربما الشوق!
والشوق أنينا وعذابا واغتراب
ربما الذكرى
والذكرى ضياعا ودموعا والتياع
ربما وجه أمي
ربما حزن أمي
ربما قامة طارق
ربما بعض ملامح في أريج
ربما صوت شهودي تناديك أبي
أو حنان
وأنا أبصر العمر فيها قد ذوى
وانطوى منه الشباب

لست أدري يا حبيبي ما اعتراني
بعد أن طال الغياب

طيفك اليوم أتى حاملاً كل الحنين
والسحابات تداعت
فيض حزن فوق أهداب العيون
دهشة تملأ روحي أسئله
ليتني ألقى جواب.



الفجر يبزغ بعد حين


هم فتشوا في الذاكره
فتحوا القلاع
وجدوا النهار بلا يدين
والليل مسود الجبين
رفعوا سلاح القهر في وجهي وقالوا: لا تكوني
وامتطوا صهوات أجياد الخرافة... والتكبر... والغرور
وصرخت أبحث في الوجوه عن الضياء
فلم أرى إلا الظلام

وتساقطت كل الوجوه
لما سألت عن الضمير
صاحت بقايا المتعبين الواهنين
عمن بربك تسألين؟
ماتت ضمائرهم وذابت في الركام وفي التراب
قومي انظري
حتى تري أن العيون بلا محاجر
والراحلين بلا حناجر

أواه هل أنا جئت في زمن الجهالات العتيق
أم أن تلك قضية لن ينظروا أوراقها
فلقد تناسوا أمرها

يا سادتي
الجمع مشلول اليدين
ما خطبكم ؟ النار تأكل لحمكم
أما بقايانا التي قد حدقت في بؤسكم
مدت سواعدها تصفق للنهار
هل تبصرون؟
كم شمعة قد أوقدوها في الظلام
هل تسمعون؟
أصواتهم
هتفت تؤججها عذابات السنين

يا سادتي
هل ركبكم شلت خطاه؟
أم أنكم تخشون إيقاظ الضمير
هل يرجع الموتى وقد فقدوا الحياه؟
هل يستحي زمن المشيب
أو هل يعود له صباه؟
لا تخجلوا
فالراحلون إلى إياب
والفجر يبزغ بعد حين
لا تسألوا
لمَ ليلنا قد بات مسود الجبين؟




وقف الليل ببابه


وقف الليل ببابه
راصدا أحلامه
كابتا كل رغابه
صودرت حتى الأماني
وتلاشت كسحابه

فتغابى
منكرا حبها ذاك الذي
كبلوه كالسبايا
فتعرى من وجوده
منكرا حتى ثيابه

حبس الفكر وحيدا
عاش ينعى
حظه العاثر
ولحظات الرتابه

ليس إلاه.. والكرسي
وصرير الباب
والسقف الذي.. قد تصدع
بعد أن نز ترابه

شرب الشوق المعتق
في كؤوس المر حتى
قد تجلت في عيونه
كل أنواع الكآبه

فتمادى الحزن
يدنو.. ثم ينأى
جُن لا يدري
أين قد يلقى صوابه

أي حتف يشتهيه
إنه اليأس يبقى
فاغرا فاه
يشتاق عذابه

أوقف التفكير في كل الأمور
ومضى يسأل.. ما لون المصير
أسود؟ أبيض؟
أم رمادي وباهت
ليته يلقى إجابه

شله اليأس فاستل النحيب
اتكأ الحزن وبالخوف تدثر
فتناسى أنه
كاد ينسى.. كل ما به

جاءت الغربان
تقتات بقايا حلم
اتقدت منه فوانيس الطفوله
فتناهى .. صوتها العابر في أفق سكونه
ارتجفت كل الشبابيك والذكرى تجلت
ثم أضحى
كجريح .. دمهُ صار خضابه

ضجت الجدران ونادته الرياح
وطن أضحى مشلول اليدين
صدره المنفى.. والعشق مباح
قلبه المبتور ينبض.. يتلفت
ليس يدري
أي سهم قد أصابه

عصف الليل بأرجاء المدينه
فتساوى
حلمها الماجن والطهر الذي
قد تناءى .. مذ تراءى
فجرها المصلوب
فوق جدران الكتابه

الأسى لم يتغير
مذ دنا طيفها .. مذ تبعثر
عشقها بين الضلوع
ثم أفنى
فوق زنديها شبابه

ذات رحيل
وقف الليل ببابه
فتغابى
منكرا حبها ذاك الذي
قد تعرى
في المطارات الكئيبه
فتدلت قبلة من شفتيه
بتروها .. مزقوها
بمقصات الرقابه



بعثريني


لينا تعالي نفتح الدفتر
لينا اقرأي ما قد تداخل في السطور المبهمه
بعثريني ...
لملمي كل حرف فوق أوراقي تبعثر

افتحي الأبواب ... فتشي كل الزوايا
لا تدهشي ... فمصيرنا في طي دفتر

رتلي تعويذة أخرى
اقرأي آية الكرسي, قولي:
تبارك الرحمن فيما شاء
الله اكبر

لينا, عذابات السنين قد سطرت فوق الجبين
وطريقنا نمشيه لا ندري الى أين المسير
والقلب يا لينا
لقد شاب الفؤاد... لقد تغير

لا تفزعي من هول أحزاني وتضرعي
الله يرحم ما مضى
ويكتب الآتي لنا دربا ميسر

أنا قد تعبت من المسير وخطوتي وهنت
ما حيلتي والهم أوهن أضلعي
ما حيلتي, والحمل لو تدرين ها قد صار أكبر

لينا تعالي...
اقرأيني... فكي رموز قضيتي
ثم ارسلي للريح أوراقي فلربما
تندس في المجهول يوما تنتهي

الله يا لينا
لو كان قلبي من حديد, نزف الصديد
لو كان صخرا
قد تفتت من ضناه - حبيبتي- أو قد تكسر

أصغيرتي لا تفزعي
تلك أوراقي وفيها أدمعي
أدخليها ... مزقيها... بعثريها ...
لملمي كل الحروف وفتشي كل الزوايا المبهمه
لا تدهشي... فمصيرنا في طي دفتر.



بين الريح وبين الماء

بين الريح وبين الماء
تتراقص كل الأسماء
يأتيني صوتك أعرفه
يزرعني فوق الرمضاء
يحملني.. يرميني.. يلقفني
يبعثرني قطعاً أشلاء
يجمعني.. شعراً يكتبني
يرسمني.. أرضاً وسماء

يا من ينفثني في الريح دوائر
وأنا أرسمه حباُ ونقاء
تعلمتك مذ أيقنت العشق
أسكنتك كل فصولي
أعطيتك من عمري زمناُ
حبك أججني
أنطق أشيائي الصماء

هل تعرفني؟
أنا أنثى أتعبها التجريح
أنا من موج البحر تعلمت جنوني
أنا من تعبي
من أرقي
من حزني
تعلمت معان أخرى للأشياء

لا تسألني عن اسمي
عن عنواني
عن وطني
عن مدن سكنتني .. لم أعرف كيف أغادرها
عن وجهي
عن جسدي
حدودي.. أمكنتي
ارسم خارطتي كيف تشاء

أشرعت بوجهك أبوابي
ونوافذ ليلي وكتابي
فادخلني.. اقرأني
ازرعني بين الحرف فواصل أو أزهار
دثرني.. زملني
تتعرى أمكنتي بين يديك
كن لي دفئا.. برداً .. ناراً... حضنا ورداء

يا أنت .. اغمض جفنيك على جسدي
فأنا ما زلت هناك
أتمشى فوق العشب النابض في صدرك
افتش في كل زواياك
هذيانك يعصف بي
يا رجلا يرسمني امرأة
يحملني.. يرميني..يلقفني
يبعثرني قطعا أشلاء

اجمعني .. لملم أشلائي
ازرعني.. فوق خطوط الكف رياحينا
هدهد أرقي .. غني لي حيناً
ارسم فوق جبين الخوف.. أنينا..
سأنام أنا حيث أكون..
بين يديك .. امرأة لا يشبهني الا وجهي
أنثى .. أنثى .. أنثى غيداء

يا رجلا يكسر أصفاد الغربه
تسألني عنك أمكنتي
وحيث أتيت..تتلاشى أزمنة التجريح
سألتك باسم العشق المصلوب على جدران المنفى
ابقى قربي.. ساعدني.. بدد خوفي
وبين الريح .. وبين الماء
علمني..
كيف اقترف العشق بين يديك
عشقاً وكفى
لا قيداُ يحكمه أو أسماء....

2 – قصائد بالعامية


اتعذر


مو غدرك اللي خلاني أتكدر
ولا هجرك
اللي فتح جرحي
وبدل جفاف الجرح طري أخضر
لكن طيبتي وياك
وقلبي اللي سكنته هم
واللي كان من ليل الصبر أصبر

من أول يوم عرفتك فيه
اكتشفت اني
أعيش كذبه
وقلت للروح ... يا روحي
صبرنا سنين خلينا بعد نصبر

انكشف زيفك
قناعك وانحسر عنك
والكذبه اللي عيشتني فيها
بانت كل ملامحها على وجهك
اشياءك ... عفوا )سخافاتك )
اللي حاولت عن روحي تداريها
صارت واضحه... بعيني بدت تظهر

تصنعت العمى وياك
داريتك
دفنت اخطاءك بروحي
وكنت ابلع مسافات الحذر والخوف
وقلت الشمس مهما تختفي ترجع
وشحوب الليل
يصير نهار ويتغير

دفنت الحزن بعروقي
كتمت الغيض
شكيتك للذي سواك
وقلت يااااااااا رب
عطني من الصبر أكثر

اقول لك يا.......
ليش اليوم متغير
تقول لي .. يا بعد روحي
ظروفي ما تقدريها؟
تراني مبعدن عنك غصب عني
مو بيدي انا مجبر

ابتسم...
تسخر روحي من روحي
واغرق في بحور الشك
أموت... أحيا
أقوم... أطيح.. أتكسر

صوت بداخلي يصرخ
يلون حلمي الوردي.. رماد ونار
ويزرع في مدى عيوني
ضباب وغبار
يصحي نومي السهران
يفز الحلم... رجفه وخوف.. يتحسر

حسافه.. جفاني النوم
وانا والسهد واحزاني تصادقنا
وصرت ادور في دوامة الذكرى
حروف اسمك..
سهام توقف وسط صدري
احس بلوعة الفرقا
وعبراتي اغص بيها لا تنزل ولا ترقا
تمرمرني عذاباتي... تصير أكبر ... تصير أكثر

خلاص يكفي
كفاني غدرك وهجرك
كفى عشتك أنا كذبه
خلاص دنياك في عيني بدت تصغر

خلاص علقت انا حبك
جسد مصلوب.. على بوابة الذكرى
على حبك ترى قلبي مهو مجبر
ولا عاد العمر يكفي
يعيش اللي بقى منه
عذاب وخوف
ولا ليل الصبر يقدر
يشيل الهم واحزاني
وعلى فرقاك يتصبر

لا ترجع .. تقول اخطيت وتتعذر
عذرك قبحه ذنبك
وانا ذنبي... اني في يوم صدقتك
يا ليت قلبي
على حبك ..
لو لحظه يسامحني
لضل ليلي مع نهاري
ابكي له واشكي له
ندم ودموع
واقضي ما بقى بعمري
أتعذر... واتعذر .. واتعذر.


الليل لسه بأوله

بدري
تعال نسهر
الليل لسه بأوله

ما قلت له؟
ليه يا قلب ما قلت له
إن السهر ..
أحيا رموشي الذابله

ما بي أنام
وطيفه يروح
أبيه يزرعني كلام
يبقى معي
باسم الغرام..
يملاني دهشه وأسئله

وينك حبيبي لا تروح
ابقى وحيده بدنيتي
لما تغيب
بُعدك ترى مر وصعب
لا تعتقد
روحي أبد.. تقوى البعاد
صعبه الهجر تتحمله

مو مشكله
لو قلت لي
من غيبتك تقدر ترد
راح انتظر
واوقف على درب الهوى
الملم شوية صبر
وروحي تكون
ويا الصبر متفائله

ومهما البعاد
طال وسطا
وصارت سهامه قاتله

بترد لي.. بترد لي
عقب الغياب
نطوي مسافات الألم
نلغي الزمن
تكسر عقارب ساعتك
واكسر عقارب ساعتي
والوقت نقدر نقتله

لا تلتفت
خل الي راح
ماضي اندفن
ننساه .. ذكرى مُهمله

تعال.. نتشكل وطن
ما قد أحد.. مره أبد
نخلق لنا .. عالم جديد
نبني عليه أحلامنا
وانت وانا.. بس ندخله

ما بي تكون
قصة هوانا معلبه
وحتى الكلام .. ما بيننا
يتجاوز أحكام اللغه
نحط النقاط
فوق الحروف المتعبه
بفرحه نلم اشواقنا
يحملها أو هي تحمله

تعال.. نكتب أغنيه
عنوانها:
الليل لسه بأوله
نعزفها فوق اضلوعنا
ونهيم في عالم بعيد
واشفاهنا
تكون الشواطي والغرق
ونصرخ سوى
انت وانا
الليل لسه بأوله

يا ناس..
ليه العشق.. في شرعكم
ذنب وحرام
وليه الغرام
سويتوا منه معضله

لو كان في حبنا ذنوب
ما اعتقد نقدر نتوب
خلنا نذوب بعشقنا
مو ذنبنا؟
انت وانا نتحمله

تعال..
يا العشق الذي
لملمني واحياني ربيع
لا تبتعد
اخاف من بعدك اضيع
تعال..
خل نسهر سوى
وباسم الهوى
آنا اعترف
ان السهر
أحيا رموشي الذابله


بيديني بحفر لي قبر

ما اعاتبك
أعاتب الوقت الذي جمعني بك
ولا أغصبك
تبقى معي
وتعطيني قلبك مو إلي
أو تبتعد وتحن لي

ولو قلت لي
لا ترحلي
ببقى معك
وبايديني بجمع أدمعك

بزرع بدل دمعك فرح
وبابدل الظلمه صبح

وبرسم مساحات السما
غيم ومطر
ومها تصد.. يبقى الوعد
عمري إلك.. ما بدلك
وتبقى سنيني تنتظر

بس قول الي
إنك إلي
وحدي تكون..
بليا غدر
وبتحملك واكون الك
وبا مرمر أيام الصبر

وان كان حبي يجعلك
تمشي على الرمضا قهر
ببعد أنا عن دنيتك
وعن شوقي لك
راح اعتذر

ياللي على جرحي قويت
شايف أنا حبي اشكثر؟
صدقني مثلي ما تشوف
واذا لقيت عطني خبر
بيديني بحفر لي قبر.




حبيبتك أصبحت انا

متشابهه كل الوجوه
فيها ملامح مُحزنه
يا هل ترى
وجهك حبيبي بينها
ولهانه يا روحي أنا

الشوق... واللهفه
وجمرات الحنين
تشعل لهيب احضاننا
عيوني لهفه ترتجيك
وتسأل عليك
كل طيف مرها في سكون
وبعثرها في وهج السنا

ما أطوله... ليل الصبر
ما أظلمه... عتمه وجمر
يحرق بقايا جرحنا

يا هل ترى.. باقي صبر
يشعل مصابيح الأمل
ويلملم اشتات المنى؟

آه يا ادروب العنا
منهو الذي
يزرع خطانا في مطارات الحنين
منهو الذي
يطوي عذابات السنين
كيف اصبحت.. كل التفاتاتي أنين
يا هل ترى منهو أنا؟

ابسألك
من هي اللتي ما حبتك
وفيها اينعت
صحرائها دهشه وذهول
من هي اللتي في جنتك
ما اصبحت..
حوريه ما تعرف تقول
إلا شعر
يرسم على صمت الحبر
وديان انهار وسيول

متأكده ... متأكده... متأكده
مليون أنثى تمنتك حبيبها انتَ تكون
مليون انثى صابها..
من عرفتك مس وجنون
لكنني في عالمك
أنا اللتي خذت الوسام
وحبيبتك أصبحت انا

ما راح اسأل من أنا
لأنني ... وجدتني
وفيك ابتديت ارسم ملامح موطني
إسمي تلون بالعشق
انت الوطن
اللي في حضنه لو أضيع
ما اعود اسأل من أنا
لأنني في دنيتك
شفت الفرح.. جنه وحقول ملونه


حتى أنا

ما بين كل الأرصفه
سافرت يا عيونها
تسأل عليه
كانت حزينه وخايفه

الشوق
واليأس
واشوية أمل
والثواني تنتظر
لحظة وصل
وآه لو تدري اشكثر
عيونها..
- اهناك كانت واقفه -
متلهفه
يلهبها برد العاصفه

عالم غريب
عالم مزيف أقنعه
ماشافته قبل الوعد
وقفت على هاك الرصيف
تبكي بقايا حزنها
وتنعاه ذاك الذي
في قلبها.. أصبح شتات
تحاول تلمه .. تجمعه

مرت على كل الوجوه
ذا تعرفه
وذا تجهله
وذا تعامى عنها
وآه .. يا اعيونها
يا خوفها.. يا دمعها
يا همسها .. من يسمعه

لو اصرخت
غير الصدى..
ما اظن راح يرجع لها
مركب هواها وانكسر
اصبح يدور بزوبعه
وما اظن تفيد الأشرعه

ما أطوله..
ليل الحنين
يملاك دهشه وأسئله

يمكن قسى!
يمكن تناسى وابتعد!
وليه ابتعد؟
عنده سبب؟
ووين الوعد؟
وليه السبب هي تجهله؟

يمكن رحل من هالوجود؟
يمكن كفر.. باسم الهوى
يمكن رفض..
كل الهوى في مجمله؟

وبعد انتظار..
ما بينها وبينها
تقول انتهت
قصة هواه
وفيها ابتدت..
قصه جديده معدله

وبينك وبينك مهزله
مو مشكله
طعم الهوى كنه مصخ
مره تربي في الهوى.. مثل الطفل واتدل,له
ومره تدوسه تقتله

وقبل الوعد
كانوا هنا
فجأه...
ارحلوا
والقصه صارت مُحزنه

وآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا عيونها
لا تنزفي جرح الظنى
شوفي الوجوه
كيف اصبحت
لوحات يسكنها أسى
كذب.. وخديعه ملونه

ويا للأسف
داسوا الهوى
باسم الوفا
واتنكروا لوجوههم
ولما العفن.. فاح وانتشر
يا للعجب!
الكل يصرخ مين انا؟

وآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا أنا
لا تندهش
بيني وبيني مهزله
مليانه دهشه وأسئله
ضيعتني بين الوجوه
لا تندهش
ضيعتني حتى أنا ..........



خلاص برحل عنك وبخليك


خلاص برحل عنك وبخليك
وبترك احزاني ورايا
بترك كل شي يذكرني فيك
حتى وجهي...
ما عاد اشوفه في المرايه
لا تجيب سيرتي
وانا ما راح اجيب طاريك
خلنا بسكات نطوي هالحكايه

ان كان هجراني يريحك ويرضيك
انا ببعد غصب عني.. وراح ادفن هوايا
واذا عنك اسألوني:
وين الذي بالحيل كان يغليك؟
باقول اني على جرحه نويت
وللأسف طيبه ما بين معايا

باتهم نفسي بالخطا لجل اداريك
ما راح اقول انك في هجرك تماديت
والخطا بدمك تحركه الخطايا
ما راح اقول .. انك عني تخليت
وانك بايدك رسمت النهايه

مابي اتعلل بالامل
مابي اقول عل وعسى وياليت
يرجع حبيبي لو لحظه معايا
بس ابي تعطيني وعد
ما اشتاق لك لو أحد جاب طاريك
ولا عاد اشوفك لو حلم
انساك..
وانسى وجهي لو ذكرتك للمرايا
ولو صحرا ياسي يجرحها جفاف
لو ورود العمر اذبلت..
ما ابغى ابد افكر فيك
ابغى حنينك ما يبلل خافقي
ولا بذكرى الشوق... تمطر سحايب سمايا.


المصدر
د . عدنان جواد الطعمة

ألمانيا في 9 / 12 / 2006