04-12-2006, 01:20
|
#1
|
شموس لا تحدها سماء
|
لأنني أكره نفسي!
بهدوء شديد..أخذت تلملم أشياءها..توقفت عند إطار صورة زواجهما ..معلقة في برواز على شكل قلب..ترددت..هل تأخذها..هل تمزقها..هل يريدها..لم تملك الإجابة فتركتها وتوجهت للخزانة..فكرت..هل تطلب سيارة أجرة أم تهاتف أحد إخوتها ..جلست على طرف السرير انتبهت انها جهته فانتفضت لعبور رائحته بها..أخرجت الرسالة المكرمشة من جيبها للمرة ..لم تعد تحسب المرات..تدفقت عيناها بالدموع وهي تقرأ:
(غاليتي..نعم انتِ لا تزالين غالية..وأم أطفالي..لكنني تعبت منكِ..هكذا بكل صراحة..لا أستطيع ان اواصل العيش معكِ..انتِ جميلة..وفتية..مؤدبة وخلوقة..ربما أكثر مما ينبغي..أتذكرين عندما صرختُ في وجهك تلك الليلة ولم تقولي شيئا..إتسعت عيناك دهشة وحسب..ثم تسللت منك كلمة آسفة..كرهت نفسي..هكذا أنتِ..توصلينني لأن أكره نفسي دائما..ليتكِ صرختِ..ليت أنكِ منحتني اي مبرر لأكرهكِ حتى..ليتكِ لم تكونين ..كيف أصفكِ..متفهمة كأنكِ لست انسان..مثالية كلوحة مطبوعة..لم أعد أشعر بالحياة معكِ..ولا أود ان أسألكِ حتى ان تسامحيني..ربما كتبتُ لكِ الان كي لا أسمع تنهيدتك المتسربة التي تقول لي انني لا أفهم..أو كم انا جاهل..تعبتُ من تجاهلك لعصبيتي وغياباتي وتأخيري..تعبتُ من حاضر ونعم..تعبتُ من عينيكِ حين أعود فجرا وانتِ تسألين بجهوزية موظف نشيط اتود ان تتعشى..كل ما فيكِ يُشعرني بالموت..بالنظام الكهربي المبرمح بأمان..لم أخف يوما عليكِ..انتِ دوما تُحسنين التصرف..لم أشعر انكِ تحتاجينني الا ككمالية اجتماعية ربما..أنتِ يا غاليتي المثالية طالق..طالقٌ بالثلاثة واكملي اللوحة ولا تتحدثي..سأقول أنكِ من طلب)
أعادت الورقة المبللة بالدموع الصامتة الى جيبها..وقررت ان لا تأخذ الصورة..وأن تطلب سيارة أجرة.
|
|
|