رد : حكايا الصباح والمساء..
.
ديمة
.
.
تك، تك، تك..
وفتحت النوافذ، ومددت يدي لتبتل أكثر، وتذكرتك والرياض تغتسل بالمطر، وأنت تغتسل بالسياب على لحن محمد عبده يعزف في ذاكرتك وقلبك أنشودة المطر، ويبعثك مبتسما مبتهجا وما أقل ما تفعل، لكن المطر يجعلك تفعل، ويجعل الناس والأشياء حولك أجمل، وخرير الماء تحث قدميك مطرزا بالرمل والطين باعثا على الحب والأمل والشوق، ثم أسمعك:
شفت المطر؟ سمعت المطر؟ أحسست بالمطر، الله الله، كيف يخلقنا المطر من جديد، ويبعث في قلوبنا رجاءً بعد رجاء.
كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم
وقطرة فقطرة تذوب في المطر...
وكركر الأطفاال في عرائش الكروم،
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودة المطر...
مطر...
مطر...
مطر...
ثثاءب المساء، والغيوم ما تزال
تسح ما تسح من دموعها الثقال.
تك، تك، تك..
وتسألني: كيف حالك؟ حالي كالمطر، أو أرغب في أن أكون كذلك، في عذوبته، وفي انطلاقته، وفي حريته، أليس هو حديث عهد بربه؟ فيه من قداسته، وفيه من جلاله، أليس هو فيض رحمته الشاملة للكون كله. حالي مع المطر ؟! كحالي حين أكون معك: أنت أنت ولا شيء سوى أنت، بين جمال وجلال، وفتنة وابتهال.
تك، تك، تك..
مطر وبهاء، ولحن الروح بين الأرض والسماء، وهدأة الديمة مشغولة بالضياء، وحفيف النسيم بثراء على إثر ثراء، وأنت من سنا الغيم ابتسامة اطلبها فكانت نغمة سماء، وأرجوها فكانت فرحة لقاء، وأتمناها فكانت معزوفة غِِناء وغَناء.
تك، تك، تك..
لنشم المطر، ولنذقه، ولنشعر به، ولنراه ونسمعه..
ولأكن كالمطر هذا المساء..
لأكن كأنت: ديمة في القلب، وديمة بين الأرض والسماء.
.
.
|